
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَتَـى يَشـْتَفِي هَـذَا الْفُـؤَادُ الْمُفَجَّعُ
وَفِــي كُـلِّ يَـوْمٍ رَاحِـلٌ لَيْـسَ يَرْجـعُ
نَمِيـلُ مِـنَ الـدُّنْيَا إِلَـى ظِـلِّ مُزْنَةٍ
لَهَــا بَــارِقٌ فِيـهِ الْمَنِيَّـةُ تَلْمَـعُ
وَكَيْـفَ يَطِيـبُ الْعَيْـشُ وَالْمَـرْءُ قَائِمٌ
عَلَــى حَــذَرٍ مِـنْ هَـوْلِ مَـا يَتَوَقَّـعُ
بِنَــا كُــلَّ يَــوْمٍ لِلْحَـوَادِثِ وَقْعَـةٌ
تَســِيلُ لَهَــا مِنَّــا نُفُـوسٌ وَأَدْمُـعُ
فَأَجْســَادُنَا فِــي مَطْـرَحِ الأَرْضِ هُمَّـدٌ
وَأَرْوَاحُنَــا فِـي مَسـْرَحِ الْجَـوِّ رُتَّـعُ
وَمِــنْ عَجَــبٍ أَنَّــا نُسـَاءُ وَنَرْتَضـِي
وَنُــدْرِكُ أَســْبَابَ الْفَنَــاءِ وَنَطْمَـعُ
وَلَــوْ عَلِـمَ الإِنْسـَانُ عُقْبَـانَ أَمْـرِهِ
لَهَــانَ عَلَيْــهِ مَــا يَســُرُّ وَيَفْجَـعُ
تَسـِيرُ بِنَـا الأَيَّـامُ وَالْمَـوْتُ مَوْعِـدٌ
وَتَــدْفَعُنَا الأَرْحَــامُ وَالأَرْضُ تَبْلَــعُ
عَفَـاءٌ عَلَـى الـدُّنْيَا فَمَـا لِعِدَاتِهَا
وَفَـــاءٌ وَلا فِــي عَيْشــِهَا مُتَمَتَّــعُ
أَبَعْــدَ سـَمِيرِ الْفَضـْلِ أَحْمَـدَ فَـارِسٍ
تَقِــــرُّ جُنُـــوبٌ أَوْ يُلائِمُ مَضـــْجَعُ
كَفَــى حَزنـاً أَنَّ النَّـوَى صـَدَعَتْ بِـهِ
فُــؤَاداً مِــنَ الْحِــدْثَانِ لا يَتَصـَدَّعُ
وَمَـا كُنْـتُ مِجْزَاعـاً وَلَكِـنَّ ذَا الأَسَى
إِذَا لَــمْ يُســَاعِدْهُ التَّصـَبُّرُ يَجْـزَعُ
فَقَـدْنَاهُ فِقْـدَانَ الشَّرَابِ عَلَى الظَمَا
فَفِــي كُــلِّ قَلْـبٍ غُلَّـةٌ لَيْـسَ تُنْقَـعُ
وَأَيُّ فُـــؤَادٍ لَــمْ يَبِــتْ لِمُصــَابِهِ
عَلَــى لَوْعَـةٍ أَوْ مُقْلَـةٍ لَيْـسَ تَـدْمَعُ
إِذَا لَـمْ يَكُـنْ لِلدَّمْعِ فِي الْخَدِّ مَسْرَبٌ
رَوِيٌّ فَمَـا لِلْحُـزْنِ فِـي الْقَلْـبِ مَوْضِعُ
مَضــَى وَوَرِثْنَــاهُ عُلُومــاً غَزِيــرَةً
تَظَــلُّ بِهَــا هِيـمُ الْخَـوَاطِرِ تَشـْرَعُ
إِذَا تُلِيَــتْ آيَاتُهَــا فِــي مَقَامَـةٍ
تَنَــافَسَ قَلْــبٌ فِـي هَوَاهَـا وَمسـْمَعُ
سـَقَى جَـدثاً فِـي أَرْضِ لُبْنَـانَ عَـارِضٌ
مِـنَ الْمُـزْنِ فَيَّـاضُ الْجَـدَاوِلِ مُتْـرَعُ
فَـــإِنَّ بِـــهِ لِلْمَكْرُمَــاتِ حُشَاشــَةً
طَوَاهَـا الـرَّدَى فَـالْقَلْبُ حَرَّانُ مُوجَعُ
فَــإِنْ يَكُـنِ الشـِّدْيَاقُ خَلَّـى مَكَـانَهُ
فَـإِنَّ ابْنَـهُ عَـنْ حَـوْزَةِ الْمَجْدِ يَدْفَعُ
وَمَا مَاتَ مَنْ أَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ فَاضِلاً
يُؤَلِّــفُ أَشــْتَاتَ الْمَعَــالِي وَيَجْمَـعُ
رَزِيــنُ حَصــَاةِ الْحِلْــمِ لا يَسـْتَخِفُّهُ
إِلَـى اللَّهْـوِ طَبْـعٌ فَهْوَ بِالْجِدِّ مُولَعُ
تَلُــوحُ عَلَيــهِ مِــنْ أَبِيـهِ شـَمَائِلٌ
تَــدُلُّ عَلَــى طِيــبِ الْخِلالِ وَتَنْــزِعُ
فَصــَبْرَاً جَمِيلاً يَــا ســَلِيمُ فَإِنَّمَـا
يُسـِيغُ الْفَتَـى بِالصـَّبْرِ مَـا يَتَجَـرَّعُ
إِذَا الْمَـرْءُ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَهُ
فَمَــاذَا تُـراهُ فِـي الْمُقَـدَّرِ يَصـْنَعُ
وَمِثْلُــكَ مَــنْ رَازَ الأُمُــورَ بِعَقْلِـهِ
وَأَدْرَكَ مِنْهَــا مَــا يَضــُرُّ وَيَنْفَــعُ
فَلا تُعْطِيَــنَّ الحُـزْنَ قَلْبَـكَ وَاسـْتَعِنْ
عَلَيْـهِ بِصـَبْرٍ فَهْـوَ فِـي الْحُزْنِ أَنْجَعُ
وَهَــاكَ عَلَـى بُعْـدِ الْمَـزَارِ قَرِيبَـةً
إِلَـى النَّفْـسِ يَدْعُوهَا الْوَفَاءُ فَتَتْبَعُ
رَعَيْـتُ بِهَـا حَـقَّ الْوِدَادِ عَلَى النَّوَى
وَلِلْحَــقِّ فِـي حُكْـمِ الْبَصـِيرَةِ مَقْطَـعُ
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.له (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.