
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا بيـن أعطـاف القُـدودِ الهِيفِ
ســَبَبٌ ثقيــلٌ قــامَ فـوقَ خفيـفِ
إن فـرَّ مـن تلـك الرِّماحِ طعينُها
لقِيَتْــهُ أجفــانُ المَهـى بسـُيُوفِ
سـُبحانَ مَـن خلقَ المحاسنَ وابتَلى
مُهَــجَ القُلـوبِ بحُبِّهـا المـألوفِ
دَعـتِ الخلـيَّ إلى الهوَى فأجابها
طَوعــاً وعاصــَي داعـيَ التعنيـفِ
أمسـَى يَجُـرُّ علـى القَتـادِ ذُيولَهُ
مـن كـان يعثُـرُ فـي رمال الرِيفِ
وإذا الهَـوَى مَلَـكَ الفُـؤادَ فإنَّهُ
مَلــكَ الفَتَـى مـن تالـدٍ وطريـفِ
أفــدي عِــذاراً خـطَّ كـاتبُهُ بلا
قلــمٍ لنــا سـَطراً بغيـرِ حُـروفِ
شــبَّبتُ فيــهِ تصـببُّاً حتَّـى أتَـت
عــذراءُ مـن بَغـدادَ تحـتَ سـُجوفِ
خَـودٌ شـُغِلتُ وقـد شـُغِفتُ بحُسـنِها
عــن حُســنِ كــلِّ وصـيفةٍ ووصـيفِ
تختــالُ تحــت رقــائقٍ وعَقـائقٍ
ومنــــاطقٍ وقَراطـــقٍ وشـــُنوفِ
عَرَبيــةٌ ألفاظُهــا قــد نُزِّهَــتْ
عــن شـُبهةِ التصـحيفِ والتحريـفِ
نَسـَجَ البـديعُ لهـا طِرازاً مُعلَماً
مــن صـَنْعةِ الأقلامِ فـي التفويـفِ
أهلاً بـــزائرةٍ علـــيَّ كريمـــةٍ
حَلَّــت فجلَّــتْ عــن مَحَــلّ ضـُيوفِ
إن لـم يَصـِحَّ المدحُ لي منها فقد
صــــحَّت بـــذلكَ آيةُالتشـــريفِ
جــادَ الإمـامُ بهـا علـيَّ تفضـُّلاً
كــالبحر جــادَ بـدُرِّهِ المرصـوفِ
رَجـعَ الثَنـاءُ بهـا عليـهِ بلُطفهِ
فكــأنهُ رَجْــعُ الصــَدَى لَهَتُــوفِ
عَلَـمٌ قـد اشـتَهرَتْ منـاقبُ فضـلِهِ
فـي النَّـاسِ فاستغنى عن التَّعريفِ
كَثُـرتْ صـِفاتُ الواصـفيِهِ وطالمـا
لَــذَّت فشــاقَتْنا إلـى الموصـوفِ
صـافي السـريرةِ مُخلِـصٌ يمشي على
قَــدَمِ التُّقَـى ويَجُـرُّ ذيـلَ عفيـفِ
أفعـــالُهُ المتصــرِّفاتُ صــحيحةٌ
ســـَلِمتْ مــن الإعلال والتضــعيفِ
هُــوَ عـارفٌ بـاللهِ قـامَ بَنهْيِـهِ
عــن مُنكــرٍ والأمــرِ بـالمعروفِ
سـيماؤهُ فـي وَجهِـهِ الوضـَّاح مـن
أثَـرِ السـُّجودِ علـى أديـمِ حنيـفِ
لَهِـجٌ بخُلـقِ الزاهـدِينَ أحَـبُّ مـن
لُبـس الشـَّفُوفِ إليـهِ لُبـسُ الصوفِ
يهفـو إلـى زُهْـر الفضائل عائفاً
مـن زَهـرةِ الـدُّنيا اجتِناءَ قُطُوفِ
يــاقوتُ خَــطٍّ مـن سـَوادِ مِـدادِهِ
كُحــلٌ لطَــرْفِ النـاظرِ المطـروفِ
أقلامــهُ كــالبيضِ فـي إمضـائها
لكنهــا كالســُمر فـي التثقيـفِ
قـد صـَرَّفَتْ فـي المُعرَبـاتِ بَنانُهُ
تلــكَ العوامـلَ أحسـنَ التصـريفِ
تَسـعى لـديهِ علـى الرُؤُوس كأنَّما
تجــري علــى فَــرسٍ أغَـرَّ قَطُـوفِ
العالمُ الشَهْمُ الفؤادِ الشاعرُ ال
واري الزِنـادِ البـاهرُ التـأليفِ
ثَمِـلَ العِـراقُ بشـِعرِهِ حـتى جَـرَت
فـي الشـامِ فضـلةُ كأسهِ المرشوفِ
مــن كــل قافيـةٍ كزَهْـر حديقـةٍ
فــي كـلِّ مَعْنـىً كالنسـيمِ لطيـفِ
هـي مُعجزِاتٌ في صُدور أُولي النُّهَى
ضــَرَبَت عَرُوضــاً ليـسَ بالمحـذوفِ
لا بـدعَ فـي عبـد الحميـدِ فإنَّها
أُمُّ العِــراقِ أتَــتْ بكــلِّ طريـفِ
أمُّ العِـراقِ مدينـةُ الخُلفَاءِ وال
عُلَمــاءِ والشــُعراءِ بِضـعَ أُلـوفِ
لا تُنكِـروا خوفـاً يَهُـولُ رِسـالتي
منهــا وإن تـكُ أمْـنَ كـل مَخُـوفِ
لــولا الغُــرورُ حَبَسـْتُها لكنَّنـي
أطلقــتُ عُــذري خَلْفَهــا كرديـفِ
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).