
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رضـيتُ مـن عيـنِ ذاك الحَـيِّ بـالأثَرِ
حـتى رَضـيتُ بسـَمْع الـذِّكرِ والخَبَـرِ
وهـامَ قلـبي بمـا يَحْـويهِ مُنشـغِفاً
حـتى بمـا فيـهِ مـن تُـرْبٍ ومن حَجَرِ
أسـتقبِلُ الرِّيـحَ مـن واديهِ مُعتنِقاً
كأنَّهــا لـي صـَديقٌ جـاءَ مـن سـَفَرِ
ويُـؤْنِسُ الـبرقُ عينـي إذْ يَلوحُ لها
مــنَ الكـثيبِ فتجنـي لَـذَّةَ النَّظَـرِ
يـا حَبَّـذا أرضُ عُسـفانَ الـتي شَرَقَتْ
بـالبيضِ والسُّمْرِ بينَ البيضِ والسُّمُرِ
وحَبَّـذا القُبَّـةُ الزَّرقـاءُ مـن فَلَـكٍ
فإنَّهــا اشـتَمَلَتْ ليلاً علـى القَمَـرِ
رَبيبــةٌ فـي بُـرُودِ البَـدْوِ طالعـةٌ
تُغنِـي مَحاسـِنُها عـن زِينـةِ الحَضـَرِ
تَرنُـو بطَـرْفٍ غَضـيضِ الجَفْـنِ مُنكسـرٍ
فلا نَراهــا بقلــبٍ غيــرِ مُنكســِرِ
بِتنـا علـى خَطَـرٍ مـن سـُخطِها ولَقد
تـأتي السـَلامةُ أحيانـاً مـنَ الخَطَرِ
إذا تَكَــدَّرَ مــاءُ النِّيـلِ مُضـطرِباً
فـإنَّ صـفوَ الـوَرَى فـي ذلـكَ الكَدَرِ
وفـي زِيـارةِ مِصـرٍ لـو ظَفِـرتُ بهـا
مَشــَقَّةٌ تُعقِــبُ الأتعــابَ بــالظَفَرِ
مَـن لـي بِـزَورةِ هاتيكَ الدِّيارِ لكي
أقضـِي الحُقوقَ التي يُقضَى بها وَطَري
مَــوَدَّةٌ بَيننــا بـالأمسِ قـد غُرِسـَت
واليـومَ طـالَبتُ ذاكَ الغَرْسَ بالثَّمَرِ
علــيَّ حَــقٌّ لمــن يُغضــِي بمنَّتِــهِ
عــن القُصـُورِ ويعفـو عَفْـوَ مُقْتَـدِرِ
الطَّــاهرُ القلــبِ لا عيــبٌ يُدنِّسـُهُ
والرَّاشـدُ السـَّعَيِ عِندَ اللهِ والبَشَرِ
إذا اسـتطاعتْ يداهُ في الوَرَى ضَرَراً
فـإنَّ فـي قلبـه عَجْـزاً عـنِ الضـَّرَرِ
وحَيـثُ لا يَتَّقِـي فـي النَّـاسِ من حَذَرٍ
يكـونُ مـن رَبِّـهِ فـي غايـةِ الحَـذَرِ
إن كُنـتُ قَصـَّرْتُ فـي مَـدحي لهُ سَلَفاً
فــالقَطْرُ يــأتي قليلاً أوَّلَ المَطَـرِ
ورُبَّ مُختَصــَرٍ فــي اللَّفــظِ نَحسـَبُهُ
مُطــوَّلاً فـي المعـاني غيـرَ مُختصـَرِ
نــالَ الإمــارةَ مـن لاقَـتْ بمَنصـِبهِ
مــن دولــةٍ نَقَــدَتْهُ نَقْـدَ مُختبِـرِ
قـد أعطَـتِ القـوسَ باريها على ثِقَةٍ
لكنَّهــا غيـرُ ذاتِ السـَّهمِ والـوتَرِ
قُـلْ للكريـمِ الذي سادَ الكِرامَ لَقْد
أسـرَفْتَ إذ لـم تَـدَعْ فخـراً لمُفتخِرِ
مـا زِلـتَ تَرقَـى إلى أنْ نِلتَ منزِلةً
تُعَــدُّ مــن طَبَقـاتِ الأنجُـم الزُّهِـرِ
يا عُمدةَ الدَولةِ العُظمَى التِّي بعَثَتْ
إلـى المشـارقِ منهـا كـوكبَ السَّحَرِ
قــد ناظرَتْـكَ علـى قَصـدٍ مراتِبَهـا
فهُـنَّ يَكبُـرْنَ مَهْما ازدَدْتَ في الكِبَرِ
هـذِهْ هـيَ الدَولـةُ الغَـرَّاءُ نَنظُرُها
مـا طـال تأريخُهـا جاءَتـكَ بالغُرَرِ
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).