
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـل عَمَّـروا الأُفـقَ بِـالآرامِ وَالعَفَرِ
أَم كَحَّلـوا الشُهبَ بِالتَفتيرِ وَالحورِ
وَالنَقـعُ قَـد مَـدَّ جُنحَ اللَيلِ فَوقَهُم
أَم عَينُهُم لا تَرى التَضفيرَ في الشَعرِ
يا لَيلُ هَل صاحِبٌ في البيدِ غَيرُكَ لي
فَــالنَجمُ مُعـيٍ عَـنِ الإِدلاجِ وَالسـَهَرِ
أســري وَأســربُ لا مُستَصـحباً أَحَـداً
وَالنـاسُ عميـانُ لَولا الخُبرُ عَن خَبَرِ
أَدورُ فيهِـــم وَعمــرانُ يُخــاطِبُهُم
مِنّـي وَهُـم فِـيَّ مِـن رَوحٍ وَمِـن زُفَـرِ
شـادٍ وَلَيـسَ لِسـانُ الرَعـدِ ذا لَسـَنٍ
هـادٍ وَمـا نـاظِرُ الإيمـاضِ ذا نَظَـرِ
كَأَنَّمــا اللَيـلُ زارَ الأَرضَ ذا شـَغَفٍ
فَـأَكبَرَت وَصـلَ أَحـوى اللَونِ ذا عَوَرِ
كَأَنَّهــا عبلــةٌ وَاللَيــلُ عَنتَــرَةٌ
فـي جَمـعِ أَشـتاتِهِ لَـو كانَ ذا بَصَرِ
وَالأَرضُ قَــد لَبِســَت أَدراعَ أَبحُرِهـا
وَجَـرَّدَت فَـوقَ أَيـديها ظُبـا الغـدرِ
مِـن كُـلِّ درعٍ نَسـيمُ الريـحِ غَضـَّنَها
وَصـارِمٌ بِالحبـابِ اِعتـاضَ مِـن أَثَـرِ
مـا كانَ في هَيئَةِ الأَرضِ القِيامُ لَنا
بِاللَيـلِ لَـولا مَزيـدٌ مِـن سـَنا عُمرِ
مَــن مَجــدُهُ خَـصَّ قَحطانـاً وَأَنعُمُـهُ
عَمَّــت رَبيعَـةَ وَالحَمـراءَ مِـن مُضـَرِ
أَكسـى مِـن الكَعبَةِ الزَهراء مِن نَشَبٍ
أَعـرى عَلـى لبسِهِ العَليا مِنَ الحَجَرِ
بِســَيفِهِ اِنتــاشَ سـَيفٌ جَـدُّهُ يَمَنـاً
لا ســَيف وَهــرزٍ المَحـدود بِـالنَفَرِ
أَنتُــم عَنـى مُسـلِمٌ يـا آلَ مَسـلَمَةٍ
بِـالجودِ إِذ لَـم يُنـازِعهُ بَنـو مَطَرِ
وَلَـم يُـرِد مَطَـراً جَـدَّ اليَزيـد وَلا
كِـن مِـن نَـدى جَـدِّكُم سـَمّاهُ بِالمَطَرِ
لَــولاكُم أَهلَــكَ النـاسَ اِسـتِواؤُهُم
وَلَــم يَكونـوا سـِوى دُهـمٍ بِلا غُـرَرِ
كَـم فـي سـُرادِقكُم مِـن ماجِـدٍ عَمِـمٍ
يُعطـي الجَزيلَ وَمَأوى الخائِفِ الحَذِرِ
لَمّــا رَأَوا أَنَّــهُ لا عَيــبَ يُـدرِكُهُ
عـابوهُ وَهـوَ الكَبيرُ القَدرِ بِالقصرِ
وَالصـُبحُ مُبـدي رُبـى نَجدٍ وَإِن صَغُرَت
وَاللَيـلُ يَسـتُرُ لبنانـاً عَلى الكِبرِ
عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون الفهري البابرتي أبو محمد.ذو الوزارتين، أديب الأندلس في عصره، مولده ووفاته في يابرة، استوزره بنو الأفطس إلى انتهاء دولتهم (سنة 485 هـ) وانتقل بعدهم إلى خدمة المرابطين.وكان كاتباً مترسلاً عالماً بالتاريخ والحديث، من محفوظاته كتاب الأغاني، وهو صاحب القصيدة (البسامة - خ) في شستربتي (4351) التي مطلعها:الدهر يوجع بعد العين بالأثرفي رثاء بني الأفطس، شرحها ابن بدرون، وغيره وترجمت إلى الفرنسية والإسبانية. له كتاب في (الانتصار لأبي عبيد البكري على ابن قتيبة).