
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـنِ الـدِّيارُ عَرَفْتَهـا وَكَأَنَّها
لَيْســَتْ غَـداةَ أَتَيْتَهـا بِـدِيارِ
دَرَسـَتْ مَعارِفَهـا رِيـاحٌ تَلْتَقِـي
وَتَقــادُمٌ مِنْهــا وَضـَرْبُ قِطـارِ
حَتَّـى كَـأَنَّ تُرابَهـا مِـنْ غَيْرِها
يُفْـدَى لَهـا مِـنْ رَمْلَـةٍ وَصَحارِي
دارٌ لِعَـزَّةَ أَوْ جَمِيلَـةَ إِذْ هُمـا
تِرْبـانِ فِـي عَصـْرٍ مِـنَ الْأَعْصـارِ
فَهَـلِ الشـِّبابُ زَمـانَ عَزَّةَ راجِعٌ
أَمْ هَـلْ مَشـِيبُكَ نـاظِرُ الْإِهْتـارِ
بَكَرَ الْمَشِيبُ عَلَى الشَّبابِ فَشانَهُ
شـَيْنَ الْمُحَـرِّقِ فِي الْحَدِيدِ بِنارِ
حَتَّــى كَــأَنَّ حَــدِيثَهُ وقَـدِيمَهُ
لَيْــلٌ تَلَفَّــعَ مُــدْبِراً بِنَهـارِ
لَبِـسَ الْخِضـابَ لِكَيْ يُوارِيَ شَيْبَهُ
وَالشــَّيْبُ لا حَســَنٌ وَلا مُتَـوارِي
طَرَقَتْـكَ عَـزَّةُ مِـنْ مَـزارٍ نـازِحٍ
يــا حُــبَّ زائِرَةٍ وَبُعْـدَ مَـزارِ
وَاللَّيْـلُ مُخْتَلِـطُ النُّجُـومِ كَأَنَّهُ
ســاجٌ يُــرَوَّقُ ســابِغُ الْأَسـْتارِ
فَنَهَجْتُ أَنْظُرُ ما الْخَيالُ فَراعَنِي
وَالْعَيْــنُ غَيْـرُ حَدِيثَـةٍ بِغِـرارِ
فَـرَأَى لَهـا شـَبَهاً وَلَيْسَ بِعارِفٍ
جَــدّاً وَلَيْــسَ بِمُمْعِـنِ الْإِنْكـارِ
كَـالْجِنِّ تَعْرِفُهـا إِذا ما أَقْبَلَتْ
وَتَكــادُ تُنْكِرُهـا مَـعَ الْإِدْثـارِ
بِبِسـاطِ أَغْبَـرَ مِـنْ تِهامَةَ غائِرٍ
مِـنْ بَطْـنِ نَخْلَـةَ مُشـْرِفِ الْأَقْطارِ
مِنْـهُ مَطـالِعُ يُهْتَـدَى بِمَنارِهـا
وَمَطــالِبٌ لَيْســَتْ بِـذاتِ مَنـارِ
كَلَّفْــتُ نَفْســِي قَطْعَهـا بِشـِمِلَّةٍ
حُفِــزَتْ مِحـالُ فَقارِهـا بِفَقـارِ
سُرُحِ الْيَدَيْنِ إِذا الْحِدابُ تَرَقَّصَتْ
وَإِذا رُفِعْــنَ رَفِيعَـةَ الْمِشـْوارِ
حَلَـبَ الْهَجِيـرُ بِلِيتِهـا وَمَقَذِّها
حَتَّــى كَــأَنَّ بِهـا عَنِيَّـةَ قـارِ
تَعْلُـو النِّجـادَ كَأَنَّهـا مُتَـوَجِّسٌ
طَيَّــانُ بَيْــنَ خَمـائِلٍ وَصـَحارِي
بــاتَتْ تُصــَفِّقُهُ جَنُــوبٌ رَيْـدَةٌ
وَقِطــارُ ســارِيَةٍ بِغَيْـرِ شـِعارِ
تَطْــوِي شـَواكِلَهُ وَتَحْنُـو صـُلْبَهُ
كَـالْقَلْبِ غُـودِرَ فِي مَرادِ عَذارِي
بـاتَ الْمُكَلِّـبُ فِـي مَراصِدَ حَوْلَهُ
يَسـْعَى بِطاوِيَـةِ الْبُطُـونِ ضـَوارِ
زُرْقِ الْعُيُـونِ إِذا رَأَيْـنَ طَرِيدَةً
طَمَحَــتْ سـَوالِفُهُنَّ فِـي الْأَوْتـارِ
حَتَّـى غَـدا لَهَـقُ السـَّراةِ كَأَنَّهُ
لَئِقُ الْقَمِيـصِ مِـنَ الْمَشامِلِ عارِ
وَغَـدَوْنَ فِي قِطَعِ الْغُبارِ عَواصِفاً
دُرْمــاً حَواجِبُهـا مِـنَ الْإِصـْرارِ
حَتَّـى إِذا مـا كِـدْنَ أَوْ خالَطْنَهُ
وَطَمِعْــنَ بِالْأَنْيــابِ وَالْأَظْفــارِ
هَـزَّ الْقَنـاةَ لَهُـنَّ ثُـمَّ أَعادَها
طَــوْرَيْنِ بَيْـنَ مُعـانِقٍ وَمُمـارِي
ثُـمَّ اسـْتَمَرَّ وَفِئْنَ غَيْـرَ جَـواذِلٍ
يَخْلِطْــنَ بَيْــنَ حَشـارِجٍ وَهِـرارِ
يَلْحَسـْنَ مِـنْ صـَفَحاتِهِنَّ نَوافِـذاً
لَحْـسَ الـرَّوائِمِ سـَلْخِها الْأَبْكارِ
وَاهْتَـزَّ يَمْعَـجُ فِي الْجِهادِ كَأَنَّهُ
قُرْناســَةٌ طُــوِيَتْ عَلَـى أَنْيـارِ
فَعَلا الْخَمِيلَـةَ وَهْـوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ
نَفْـضَ الْمَقـامِسِ رَأْسـَهُ الْمَهَّـارِ
يَــزَعُ الـذُّبابَ بِحَشـْرَةٍ مَطْوِيَّـةٍ
وَبِحُرَّتَـــيْ مُتَـــوَجِّسٍ بَرْبـــارِ
خَمِـطُ الضـُّحى وَكَـأَنَّ رِيحَ كِناسِهِ
مِـنْ رِعْيَـةِ الْقَفَـراتِ رِيحُ صِوارِ
وُشــِمَتْ مَـذارِعُهُ بِوَشـْمٍ بَيْنَهـا
خَلَـلٌ كَمـا وَشـَمَ الْأَكُـفَّ عَـذارِي
بَيْهَسُ بنُ عَبْدِ الْحارِثِ الْغَطَفانِيّ، شاعرٌ قديمٌ ذَكَرَهُ الآمِديُّ في "المؤتلف والمختلف" ورجَّحَ أَنْ يَكُونَ جاهليًّا، لَهُ قصيدةٌ واحدةٌ رَواها ابنُ ميمون في "منتهى الطَّلَب"، وليسَ له أخبارٌ في المصادرِ الأدبيّة.