
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حاشـاكِ مِـن ذَكَـرٍ ثَنَتـهُ كَئيبـا
وَصـــَبابَةٍ مَلَأَت حَشــاهُ نُــدوبا
وَهَــوىً هَـوى بِـدُموعِهِ فَتَبـادَرَت
نَســَقاً يَطَــأنَ تَجَلُّـداً مَغلوبـا
وَإِنِ اِتَّخَـذتِ الهَجـرَ دارَ إِقامَـةٍ
وَأَخَـذتِ مِـن مَحـضِ الصُدودِ نَصيبا
أَعَـداوَةً كـانَت فَمِـن عَجَبِ الهَوى
أَن يُصـطَفى فيـهِ العَـدُوُّ حَبيبـا
أَم وُصــلَةً صـُرِفَت فَعـادَت هِجـرَةً
أَن عـادَ رَيعـانُ الشـَبابِ مَشيبا
أَرَأَيتِــهِ مِـن بَعـدِ جَثـلٍ فـاحِمٍ
جَـونِ المَفـارِقِ بِالنَهـارِ خَضيبا
فَعَجِبـتِ مِـن حـالَينِ خالَفَ مِنهُما
رَيـبُ الزَمـانِ وَمـا رَأَيتِ عَجيبا
إِنَّ الزَمــانَ إِذا تَتـابَعَ خَطـوُهُ
سـَبَقَ الطَلـوبَ وَأَدرَكَ المَطلوبـا
فـاتَ العُلا بِأَبي سَعيدٍ صِنوِها ال
أَدنــى وَأَعقَبَهـا أَبـا يَعقوبـا
كَالبَـدرِ جَلّـى لَيلَـهُ ثُـمَّ اِبتَدَت
شـَمسُ المَشـارِقِ إِذ أَجَـدَّ غُروبـا
أَو كَالســِماكِ إِذا تَـدَلّى رُمحُـهُ
كـانَت لَـهُ الكَـفُّ الخَضيبُ رَقيبا
أَو كَـالخَريفِ مَضـى وَأَصـبَحَ بَعدَهُ
وَشـيُ الرَبيعِ عَلى النَجادِ قَشيبا
أَو كَالسـَحابِ إِذا اِنقَضى شُؤبوبُهُ
أَنشــى يُؤَلِّــفُ بَعــدَهُ شـُؤَبوبا
أَو كَالحُسـامِ أُعيـرَ حَدّاهُ الرَدى
إِن كَــلَّ هَـذا كـانَ ذاكَ قَضـوبا
فَـاليَومَ أَصـبَحَ شـَملُنا مُتَجَمِّعـاً
يُشـجي العَـدُوَّ وَصـَدعُنا مَرؤوبـا
كَرُمَــت خَلائِقُ يوســُفَ بـنَ مُحَمَّـدٍ
فينــا وَهُــذِّبَ فِعلُــهُ تَهـذيبا
أَلــوى إِذا طَعَـنَ المُدَجِّـجَ صـَكَّهُ
لِيَـدَيهِ أَو نَثَـرَ القَنـاةَ كُعوبا
أَعلــى الخَليفَـةُ قَـدرَهُ وَأَحَلَّـهُ
شـَرَفاً يَـبيتُ النَجـمُ مِنهُ قَريبا
وَرَمـى بِثُغرَتِـهِ الثُغـورَ فَسـَدَّها
طَلــقَ اليَــدَينِ مُـؤَمَّلاً مَرهوبـا
وَأَنا النَذيرُ لِمَن تَغَطرَسَ أَو طَغى
مِـن مـارِقٍ يَـدَعُ النُحـورَ جُيوبا
وَلَقَـد عَـذَلتُ أَبـا أُمَيَّةَ لَو وَعَت
أُذُنـاهُ ذاكَ العَـزلَ وَالتَأنيبـا
بِالسـَيفِ أَرسـَلَهُ الخَليفَةُ مُصلِتاً
وَالمَـوتُ هَـبَّ مِـنَ العِراقِ جَنوبا
قَصـَدَ الهُـدى بِالمُعضـِلاتِ يَكيـدُهُ
وَدَعــا إِلــى إِذلالِــهِ فَأُجيبـا
حَتّــى تَقَنَّـصَ فـي أَظـافِرِ ضـَيغَمٍ
مَلَأَت هَمــاهِمُهُ القُلــوبَ وَجيبـا
وَنَهَيـتُ آشـوطَ بـنِ حَمزَةَ لَو نَهى
أَمَلاً كَبارِقَــةِ الجَهــامِ كَـذوبا
ظَــنَّ الظُنـونَ صـَواعِداً فَرَدَدنَـهُ
خَزيــانَ يَحمِـلُ مَنكِبـاً مَنكوبـا
مُتَقَســَّمُ الأَحشــاءِ يَنفُـضُ رَوعُـهُ
قَلبـاً كَـأُنبوبِ اليَـراعِ نَخيبـا
كَلِفـاً بِشـِعبِ نُقـانَ يَعلَـمُ أَنَّـهُ
لاقٍ مَــتى مــازالَ عَنـهُ شـَعوبا
ثَكِلَتـكَ كـافِرَةٌ أَتَـت بِـكَ فَجـرَةً
أَلّا اِجتَنَبـتَ العـارِضَ المَجنوبـا
حَـذَّرتُكَ المَلِـكَ الَّذي اِجتَمَعَت لَهُ
أَيـدي المُلـوكِ قَبـائِلاً وَشـُعوبا
سـاداتُ نَبهـانَ بـنِ عَمرٍ أَقبَلوا
يُزجــونَ قَحطَبَــةً بِــهِ وَشـَبيبا
وَجَحاجَــحُ الأَزدِ بـنِ غَـوثٍ حَـولَهُ
فِرَقـاً يَهُـزّونَ اللِحـاءَ الشـيبا
وَالصـَيدُ مِـن أَودِ بـنِ صَعبٍ إِنَّهُم
بـاتوا عَلَيـكَ حَوادِثـاً وَخُطوبـا
وَحُمـاةُ هَمـدانَ بـنِ أَوسَلَةَ الَّتي
أَمســَيتَ مَــأكولاً بِهِـم مَشـروبا
عُصــَبٌ يَمانِيَـةٌ يَعِـدنَكَ إِن تَعُـد
يَومــاً كَأَيّـامِ الحَيـاةِ عَصـيبا
لا يُحجِمـونَ عَـنِ الفَلا أَن يَقطَعوا
مِنهــا إِلَيـكَ سَباسـِباً وَسـُهوبا
مُتَـوَقِّعينَ لِأَمـرِ أَغلَـبَ لَـم يَـزَل
جُـرحُ الضـَلالِ عَلـى يَـدَيهِ رَحيبا
أَفضـى إِلـى إيـدامِ جِردَ وَدونَها
لَيـلٌ يَـبيتُ اللَيـلُ فيـهِ غَريبا
فَأَفاءَهـا وافـي العَزيمَـةِ صَدَّقَت
أَيــامُهُ التَرغيــبَ وَالتَرهيبـا
وَلَـوَ اَنَّها اِمتَنَعَت لَغادَرَ هَضبَها
بِـدَمِ المُحـاوِلِ مَنعَهـا مَهضـوبا
يـا أَهـلَ حَـوزَةِ أَذرَبيجانَ الأُلى
حـازوا المَكـارِمَ مَشهَداً وَمَغيبا
مــا كـانَ نَصـرُكُمُ بِمَـذمومٍ وَلا
إِحســانُكُم بِالســَيِّئاتِ مَشــوبا
لَـم تَقصُرِ الأَيدي وَلَم تَنبُ الظُبا
مِنكُـم وَلَـم تَكُـنِ المَقالَةُ حوبا
وَأَرى الوَفــاءَ مُفَرَّقـاً وَمُجَمَّعـاً
يَحتَــلُّ مِنكُــم أَلسـُناً وَقُلوبـا
هـا إِنَّ نَجمَكُـمُ عَلى كَرهي العِدى
يَعلــو وَريحَكُــمُ تَزيـدُ هُبوبـا
يَكفيكُــمُ حَسـَباً وَواسـِطُ دارِكُـم
نَسـَباً إِذا وَصـَلَ النَسـيبُ نَسيبا
وَلِـيَ البِلادَ فَكـانَ عَـدلاً شـائِعاً
يَنفــي الظَلامَ وَنــائِلاً مَوهوبـا
وَغَــدَت نَــوافِلُهُ لَكُـم مَبذولَـةً
وَشــَذاهُ عَنكُـم نائِيـاً مَحجوبـا
فَأَفــادَ مُحسـِنَكُم وَقـالَ لِمُخطِـئٍ
لا لَــومَ فــي خَطَـإٍ وَلا تَثريبـا
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.