
الأبيات30
لســعدك مِــن فَــوق النُجــوم سـَماءُ
ســَماها ســَنا مِــن نــوره وَســَناءُ
عَلَيـــكَ لِــواءُ الحَمــد ظــل مظللا
عَلاه مِـــن النَصــر العَزيــز لــواءُ
لِأَنــك أَولـى النـاس بِالمَجـد وَالعُلا
كَمـــا لَــكَ بِالفَضــل العَميــم وَلاءُ
لَـكَ الملك فاحكم كَيفَ شئت عَلى الثَرى
فَمـــا الأَرض إِلّا مَصــر وَهِــيَ ثَــراءُ
مُبَـــوأ صــدق وَهِــيَ أَنضــَر رَبــوة
مَقــــامٌ كَريــــمٌ حلـــهُ كُرَمـــاءُ
وَذاتُ قَـــرار وَهِـــي خَيــر مَدينــة
وَملــــك عَظيـــم أَهلـــه عُظَمـــاءُ
عَلــى أَنَّهـا مِـن جَنـةَ الخُلـد غَيضـة
ريـــاض بِهــا عيــن وَأَنــتَ ضــياءُ
تَجَلَــت عَلـى الـدُنيا بِـأَنوار طَلعـة
وَخَيـــر بِــهِ عَــمَ العُمــوم رضــاءُ
فَــأَمعنَت فكـري فـي مَعـاني صـِفاتِها
لأغلـــم مــا قَــد قَــرر العُلَمــاءُ
فَأَبصــَرَت فَردوســاً تَــدانَت قُطوفهـا
وَللنيـــل فيهـــا كَـــوثر وَشــِفاءُ
وَأَورَثَهــا المَــولى المَجيــد أَئمـة
لَهُــــم كُــــل أَملاك البِلاد فِـــداءُ
لَهــا اِبــن إِبراهيــم مَجــد مؤثـل
وَعَهـــد قَـــديم دامَ منـــهُ وَفــاءُ
أَنــارَت باســماعيل مِنهــا قُصـورَها
فَنَجـــم الثُريــا وَالثَــرى قَرنــاءُ
بِها عَين شَمس مِنه ما الشَمس في الضُحى
باشـــرق منهـــا وَالشــُموس ســواءُ
بِهـــا ارم ذات العِمـــاد يَزينهــا
بَهــــاءٌ وَنــــور وَالخلاف هَبــــاءُ
وَمَصــر هِــيَ الـدُنيا جَميعـاً وَرَبُهـا
عَزيـــز وَأَهلوهـــا هُــمُ النُجَبــاءُ
لَقَــد جَمَعــت مـا بَيـنَ شـَرق وَمَغـرب
كَـــذَلِكَ بِالفُرقـــان جـــاءَ ثَنــاءُ
خَــزائن أَرض اللَــه مَصـر وَكَـم أَتـى
حَـــديث رَوتــه الســادة القُــدَماءُ
لَقَــد صـَير البـاري ثَراهـا وَأَهلهـا
وَرَوّى رباهــا كَيــفَ شــاءَ وَشــاءوا
إِذا فــاضَ نَهـر النيـل فيهـا يمـده
نَـــــوال مليــــك وَفــــده وَزراءُ
تَســامَت باســماعيل قَــدراً وَمَنصـِباً
وَقـــد هَـــزَّ قَطريهـــا بِـــهِ خَيلاءُ
تَعـــالى عَلـــى كُرســيها فَتَرَنَحَــت
وَقَـــرَّت بِـــهِ عَينـــاً وَزالَ عَنــاءُ
وَأَســـس فيهـــا مُلكَـــهُ فَتَشـــَرَفَت
وَطـــاول مِنـــهَ الفرقــدين بِنــاءُ
وَقَـد قَضـي الأَمـر الَّـذي كـانَ يُرتَجـى
فَلا خـــابَ للاســـلام فيـــكَ رَجـــاءُ
وأَنــتَ عِمـاد الـدين لا زلـتَ قائِمـاً
وَيَلقــاكَ مَــن عــاداكَ وَهُــوَ لفـاءُ
وَدُمــتَ وَدامَ الفــرع وَالأَصــل ثـابت
دَوام الــدراري مــا اِســتَهَل سـَماءُ
فــإِن ســَرير الملــك قَــرَّ قَــراره
وَعَـــمَّ الأَهـــالي بِالســُرور هَنــاءُ
وَأَشـرَق تـاج الفَخـر وَاِنعَقَـدَ اللـوا
وَأَشـــرَق فَـــوقَ الأُفـــق مِنــهُ عَلاءُ
فَلَيــس الَّــذي عــاديت بـاقٍ وَإِنَّمـا
إِلــى ملــك مصــر كَيـفَ شـئت بَقـاءُ
بَقيــت مَليـك الأَرض بـالعز مـا سـَما
لِســَعدك مِــن فَــوق النُجــوم سـَماءُ
الساعاتي
العصر الحديثالساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).
قصائد أخرىلالساعاتي
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025