
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ظُهـور التَرَقـي في الكَمالات أَظهَرا
ســَعوداً وَتَوفيقـاً وَعِـزّاً وَمَظهَـرا
وَجَــدد أَنســي بِالمَســَرة نَظمهـا
عُقـوداً سـَمَت بِالطَبع جَيِداً وَجَوهَرا
وَجَـدت بِبُشـراها المَطايـا جَوائِباً
فَجاجـاً فَجاراهـا النَسـيم مُبَشـِرا
وَلَـو كـانَ مَطلـوق العَنان بَريدها
لَجـابَ بِهـا سـَهلاً وَوَعـراً وَأَبحُـرا
وَلَكِنَّــهُ يَمشــي الهوينــا لَعَلـه
بِحُسـن التَرَقـي لِلعُلا يَحمَـد السَرى
أَجـابَ لَهـا الأَمـر المُطـاع وَإِنَّما
لَـهُ العُذر مِن جاري البُروق فَقَصَرا
حَديقــة أَخبــار وَرَوضــة مخــبر
بِهـا الشـَرق أَضحى كَالجِنان منوّرا
إِذا عَبَقـت فـي الأَرض نَفحـة طيبها
رَأيـت بِهـا مَجـرى القُبـول مُعَطَرا
بَراعــة لَفــظ طرزتهــا يَراعــة
تَـدر عَلـى القُرطـاس مِسكاً وَعَنبَرا
تَنــافس أَنفـاس الصـِبا بَعَبيرهـا
فَتَغـدو بِطيـب النَشر أَذكى وَأَذفَرا
تَحَلَـت بِأَوصـاف الخِـديوي فَـاِرتَقَت
لِزَهـر الـدَراري تنظم الدُر أَسطُرا
مَليــك بِحُسـن الـرَأي دبـر ملكـه
وَقَـد يَبلـغ المَـأمول شـَهم تَدَبَرا
لَـهُ قَـد بَدا مِن طالع السَعد كَوكَب
هُـوَ الشَمس إَشراقاً وَإِن كانَ أَظهَرا
أَذَل لَـهُ التَـدبير عِـزة مِـن طَغـى
وَحــاول أَن يَســمو العُلا فَتَحَـدرا
كَـذا فَلَيك الرَأي الملوكي إِن بَدا
تَسـتر وَجـه الظُلـم وَالعَدل أَسفَرا
وَتَبــدو مِـن الأَفكـار كُـلُ بَديعـة
تَثَنَــت كَــدَوح بِالشـَمائل أَنضـَرا
رَوَت بازديـاد النيـل مَصر وَأَخضبت
فَـأَجرى بِهـا مِن نيل جَدواه كَوثَرا
وَكَــم نـاظر شـَذراً لَهـا فَتَمَنَعـت
وَزَفَـت إِلـى مـن كـان أَحسَن مَنظَرا
وَفـي حلـل مِـن عَـدلِهِ قَـد تَبَرَجَـت
وَحاكَت بشها وَشياً مِن الخَضب أَخضَرا
بَلَغَــت بِتَوفيــق العَزيـز مَـآربي
فَبـالَغت فـي حُسـن الثَنـاء تَشَكَرا
وَلَـولا اِشـتِغال الفكر أَجرَيت سَبقاً
تَجــر لَتَجريــد الوَقـائع عَسـكَرا
فَجــارَت مَصـابيح السـَماء وَصـيرت
ظُهـور التَرَقـي في الكَمالات أَظهَرا
الساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).