
الأبيات37
كُــن بِـالإِله عَلـى عُـداتِكَ مَظهَـرا
بَأســاً تَنـالُ بِـهِ عَلَيهُـم مَظهَـرا
وَاِسـتَعمل الصـَبر الجَميـل فَرُبَمـا
لَقِـيَ العَسـير بِـهِ الفَـتى فَتَيسَرا
وَإِذا عَزَمـتُ عَلـى نَجـاح الأَمـر لا
تَعجَـل بِـهِ وَاِجعَـل لَـوَردِكَ مَصـَدرا
وَتَــدَبر الاقبــال وَالأَدبــار مـن
حاليــكَ تَغنَــم فيهمــا مُتَـدَبِرا
وَتصــدر الأَشــياء قَبــلَ حُصـولَها
فَــالمَرء يَــدرك أَمــرَهُ متصـورا
وَإِذا أَرَتــكَ بَنـو اللِئام إِسـاءَة
لـذ بِـالكِرام وَلا يَسـوءك مـا تَرى
فَلَقَـد بَليـت مِـن العِـدا بِأَشـَدهم
لُؤمــاً وَعُـدواناً وَبَغيـاً وَاِفتِـرا
وَإِلـى الكِـرام لَجَـأت لا مُسـتَعظِماً
خَطَــرَ العَــدو وَإِنَّمــا مُتَخيِــرا
وَضـــَرَبتُ هــام عِنــاده بِمُهَنــد
مِن جاهِهم يَبري الحَديد إِذا اِنبَرى
مُستَمســِكاً مِنهُــم بِــأَكرَم ذمــة
شــَرفت وَجــل وَفاؤُهـا أَن تَخَفـرا
وَلَقَــد وَصــَلت إِلــى مَحـل دونَـهُ
تَكبو الكَواكب وَالمَواكب في السَرى
وَرَفعـتُ فـي تِلـكَ الرِحـاب سَرادِقي
وَبَلَغــتُ بِالأَسـباب هامـات الـذُرى
فَرَأيـــتُ أَعلام الأَمــان خَوافِقــاً
يَمشــي الزَمـان بِظِلِهـا مُتبَختِـرا
فَأَخَـذتُ فـي طَلَـب العُلـو وَلَم أَخَف
شـَرَ العَـدو وَلَـم أَهَـب أُسُد الشَرى
مترقيــاً درج المَفــاخر راكِبــاً
لِبَنـي المَعـالي وَالعَـوالي قُسورا
لِبَني الَّذي قادَ الجُيوش إِلى العِدا
بِالعادِيـــات عَلَيهُــم مُســتَظهِرا
أَســباط مِــن بعطــائه وَبِبَأســِهِ
بِالعَـدل قَـد أُحيـي النُفوس وَدمرا
البـالغ الغايـات بِـالهمم الَّـتي
بَعَثَــت مَــآثر بَعضـَها الاسـكَندَرا
وَبُنــــوده وَجُنـــوده لعلوهـــا
وَنموهــا فَــوقَ الثريـا وَالثَـرى
امتــــه أَملاك البِلاد فَأَبصــــَرَت
ملكــاً لِحَــد حســامه مســتوزِرا
حشــو الشــآم وَأَرض نَجــد جَيشـه
مُستَســهِلاً طَلَــب العُلـى مُسـتَوعِرا
ضــَرب الزُنـوج بِكُـل أَبيـض صـارم
فـي الروم قد كَسي النَجيع الأَحمَرا
فَتــح الحِجــاز بِجَحفَــل جــراره
وَطـئ الجَمـاجم واسـتَظَل العَـثيرا
جَعــل الكَتــائب لِلمُلـوك كِتابـة
وَالأَرض رِقّــاً وَالعَســاكر أَســطُرا
أَحيَــت مَراســمه الرُسـوم وَشـَيَدَت
عَزَمـاته فـي الكَـون ملكـاً أَكبَرا
فَكَـــأن دار المُلــك رَوض جــاده
صـَوب السـَحائب إِذ بهـم قَد أَزهَرا
أَصــل عَريـق فـي السـَماء فُروعـه
بِـذَوي المَكـارم وَالأَكـارم أَثمَـرا
يـا مَـن بِهُـم مِنهُـم تَلوذ وَتَلتَجي
لِحِمــاهُم أَهـل المَـدائن وَالقُـرى
إِنـي رَفَعـتُ اِلَيكُـم الشـَكوى عَلـى
كَــوني اليكُـم بِالعَجـائب مخـبرا
وَمِــن العَجـائب أَن أَسـاءَ وَظلَكُـم
يَسـع الزَمـان وَمَـن يَضُم مِن الوَرى
وَمَعــي لِســان لا يُطــاق كَمُرهــف
ماضـي المَضـارب بِـالكَلام تَجَـوهَرا
قَــد حَـذروه وَأَنـذَروه فَلَـم يَحـل
عَنــي وَلَيــسَ لِمثلِــهِ أَن ينـذِرا
فَضــَربتهُ فــي غَيــر مُقتلـهِ بِـهِ
صـــَفحاً وَآن لِجرحــه ان ينفــرا
وَإِذا أَذنــت فَــإِن فــي اِعـدامِهِ
بِــالهَجو خَيـراً إِذ طَغـى وَتَجَـبرا
فَــأَتيتُكُم مُســتَوهِباً مِــن عَرضـِهِ
مـا كـانَ غـادره اللِسـان مـوفرا
مَنــوا بِــهِ إِن كـانَ فيـهِ بَقيـة
ذكــرت وَيَصــغر قَـدره أَن يُـذكَرا
لا زلتـــم حرمـــاً لِكُــل مُؤمــل
يَســعى لِكَعبــة عَفـوِكُم مُسـتَغفِرا
الساعاتي
العصر الحديثالساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).
قصائد أخرىلالساعاتي
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025