
الأبيات23
تَبَســم ثَغـر الصـُبح فَـالنور أَزهَـر
وَشَمس الضُحى في الكَون لا البَدر أَظهَر
تَجَلـــى مَـــعَ الإِشــراق لألاءُ غُــرة
بِهـا الملـك عَـن وَجه السَعادة يُسفر
فَبينـا تَـرى الإِقبـال أَقبَـل رافِعـاً
بُنــوداً إِذا طيــب المَســَرة يُنشـَر
وَقَــد أَشـرَقَت فـي أَرض مصـر كَـواكب
لِطالِعِهــا فَــوق المَنــازل مَظهَــر
وَقَــد زَيــن المَجــد السـَني مملـك
كَمــا زَيـن الملكيـن كِسـرى وَقَيصـَر
فَلا تَـذكروا لـي مـا حَـوى ملـك تَبع
وَمــا أَحــرزاه عَبــد شـَمس وَحَميـر
فَقَـد أَشـرَقَ الدسـت الجَليل بِمَن سَما
ســُروراً لَـهُ اِرتاحـا سـَرير وَمَنبَـر
تَعـالى عَلـى مَن طاولَ النسر وَاِرتَقى
وَلَـن يَسـتَوي فـي المَجـد ظلف وَمنسر
لَنــا بازديـاد النيـل وَرد وَمَرتَـع
وَمِــن نيلــهِ الفَيـاض نيـل وَكَـوثَر
فَلا تَعــدلوا قَطــر النَـدى بِنَـواله
فَـإِنَّ النَـدى مِـن فَيـض جَـدواه يَقطر
لَقَــد شـَرف الدسـت الخـديوي قـائم
عَظيــم عَلا شــَأناً وَشــانيه أَبتَــر
تَقَلَـــد بِالنَصــر العَزيــز مُتَــوج
وَبِالشـــَرَف الأَعلــى تَختــم خنصــر
فَســِرنا إِلــى أَعتـابِهِ سـَير وَفـده
عَلـــى ســَبق مِــن رَفــدِهِ نَتَشــَكَر
إِلــى كَعبـة الآمـال تَسـعى رِكابُنـا
عَلــى الخَــج مِــن آمالنـا تَتَخَطـر
أَنــاخَت عَلــى أَبــوابِهِ ثِقَـةً بِمـا
تَرجتــه وَالمَرعـى زَكـا وَهُـوَ أَخضـَر
فَأَرســَل ســُحُباً بَرقهــا غَيـر خلـب
وَفـي الغَيـث غَـوث أَن أَتى وَهُوَ مُمطر
لَـهُ بِوَفـاء الوَعـد فـي الخَير عادة
لِأَن وَفــاءَ الوَعــد بِــالحُر أَجــدَر
فَيـا نَسـمة قَـد طـابَ مَسـرى هَبوبها
وَصــارَت بِبُشــراها الربــى تَتَعَطـر
وَقَـد ماسـَت الأَغصـان وَالطَيـر فَوقَها
تَرجــع وَالأَفنـان فـي الخصـب تَخطـر
وَأَيــدي التَهـاني بِالمَسـَرات لِلعُلا
تُشــير عَلــى أَن الســُرور المخـبر
كَمـا أَسـفَر الإِصـباح عَـن غُرة الهُدى
وَقَــد لاحَ وَجــه مِنـهُ أَبهـى وَأَبهَـر
وَقَـد أَرسـَل البـاري إَلَينـا مُحَمَـداً
وَفــي وَجهِــهِ نـور الهِدايـة يَظهَـر
وَفـاء بِبُشـرى الوَعـد وافـى مُؤرخـاً
نجـــاز بِتَوفيــق العَزيــز يبشــر
الساعاتي
العصر الحديثالساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).
قصائد أخرىلالساعاتي
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025