
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَراكَ تَـرى فكـري عَلـى الحَمـد أَقدَرا
وَقَــدرك أَجــدى بِالمَديــح وَأَجــدَرا
وَقَصـر عَنـك الوَبـل وَالقَطر في النَدى
فَجـــارَيت بِــالآلاء كِســرى وَقَيصــَرا
لِأَنـــك بـــاريت الســـَموات رفعــة
وَبـرّك قَـد أَجـرى عَلـى البَـر أَبحُـرا
وَإِنـي أَراكَ البَـدر وَالشَمس في الضُحى
بِمَكـة أَو كَـالغَيث وَاللَيـث في السَرى
وَكَيــفَ تَباريــك المُلـوك وَمَـن بَـرا
أَحلـــك بِــالبَيت المُحَــرَم مَنبَــرا
يؤمـــك مِــن شــَرق البِلاد وَغَربِهــا
مِـن الوَفـد راجـي الرَفد أَشعَث أَغبَرا
وَذي ظِمــاءٍ وافــى إِلــى وَرد زَمـزَم
فَـــأَورَده جَـــدوى يَمينــك كَــوثَرا
وَجَيـش لهـام يَضـرب الهـام في الوَغى
تَرَكـتُ عَلَيـهِ النسـر قَـد مَـدّ منسـرا
وَبيــض بِــبيض المُرهفــات فَلقتهــا
وَســُمر جَلَــت كَــأس المَنيـة أَحمَـرا
وَأَنعلــت بِالتيجــان خيلـكَ فَـاِنثَنَت
وَقَـد صـارَ مِنهـا أَخضـَر اللَون أَشقَرا
إِذا أَصــبَحت نَجــداً أَظَــل غُبارَهــا
هَــذيلاً وَداسَ الهــول دَوسـاً وَحَميـرا
تَســير بِهــا مثـل الجِبـال كَتائِبـاً
تَخــط بِسـُمر الخَـط فـي الأَرض أَسـطُرا
فَتوردهـــا صــَدر الــرَدى وَتردهــا
وَمــا كُـل هـاد أَورَد الخَيـل أَصـدَرا
بِــذي لجــب لَــف السَباسـب بِالرُبـا
وَلَثَّـــم وَجـــه الأَرض حَتّــى تَســَتَرا
تَعَـرّض بَيـنَ الشـَرق وَالغَـرب وَاِرتَقـى
لِنَجـم الثُريـا حيـنَ غَـصَ بِـهِ الثَـرى
إِذا لَــم تُطاولــك المُلـوك بِطولهـا
فَقَــد بَسـَطَت عُـذراً لِمَـن كـانَ قَصـرّا
وَمَــن ذا الَّـذي أَحـرى بِمَجـدك مِنهُـمُ
وَمَــدحك فــي التَنزيـل جـاءَ مُحَـرَرا
وَأَعلـى مُلـوك الأَرض كِسـرى وَلَـم يَكُـن
لَــهُ نَســَب دانــي البُتـول وَحَيـدَرا
وَإِن كــانَ بِــالإِيوان أَظهَــر فَخــرَه
فَحَســبُك بِــالمحراب وَالبَيـت مَظهَـرا
إِلـى خَيـر خَلـق اللَـه تَنَمـى أُصولَكُم
فَكُنتُـم بِـهِ فـي النـاس أَكـرَم عُنصُرا
وَقَــد جــاءَ مِنــهُ لِلنَــبيين خـاتم
فَلَـم يَـرَ قَـدرَ الكَـون يَبلـغ خُنصـُرا
وَأَنتُـــم بَنــوه وَالَّــذين بِفَضــلِهم
أَتـى الـروح بِالـذكر المُـبين مخبرا
وَمَـن ذا الَّـذي بِالشـعر يَبلـغ مَدحكم
وَفـي هَـل أَتـى مـا قَـد أَتـى وَتَصَدرا
فَيا اِبن الَّذ قَد سادَ في الحلم أَحنَفا
وَبَـذل اللهـا معناً وَفي اليَأس عَنتَرا
أَتــاني كِتـاب مِنـكَ بِـالعَتب أَشـرَعَت
أَســِنة مِــن أَملــى الكِتـاب وَحـبرا
أَتَحســَب أَنـي قَـد تنصـلت فـي الَّـذي
بَعَثــــــت بِــــــهِ كَـــــي لا أُلام
بَــرئت مِــن الإِسـلام إِن كُنـتَ كاذِبـاً
عَلَيكُــم بِمــا قـالَ الطَـبيب وَحـذرا
فَخُــذها لِجَيـش الحَمـد فيكُـم طَليعَـةٌ
تَريــكَ نَظامــاً قَــد تَقَــدَم عَسـكَرا
ســَأَجري عَلَيكُــم بِـالقَوافي سـَوابِقاً
إِذا رامَ مَجراهــا النَســيم تَعَثَــرا
وَأَنظُــر مِــن شــَكوى الملال لِفكرتـي
وَآتــي الَّـذي أَملـى العِتـاب فَـأَثرا
فَلا زلــت مَقصــوداً وَلا زلــت قاصـِداً
أَراكَ تَـرى فكـري عَلـى الحَمـد أَقدَرا
الساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).