
الأبيات41
وَليَ اِبن عَون المُلك يا بَيتَ ابشر
وَاهتُــف بِـأَمن الطـائِفين وَبَشـر
فَلَقَـد حَمـى المَـولى حِماك بضيغم
ضــار بِــأَطراف الرِمــاح مُظفـر
يَــأتي وَآيــة ملكــه إِقبــاله
بِــالجَيش تَحملــه مُتـون الضـمرّ
وَتَـرى لِـواء العَـدل يَخفـق فَوقَهُ
شــَوقاً لِمَركــزه تِجـاه المنـبر
وَإِذا تَجَــرَد ســَيفَهُ بِــالمُنحَنى
تَســري أَشــعة وَمضــهِ فـي شـمر
فـي فتية كادَ الحَمام عَلى الوَرى
يَومـاً بِغَيـر سـيوفَهُم لَـم يَجتَـر
مُتعــودي بِــذُل النُفـوس صـِيانة
لِلعَــرض مُســتَبقى طلاب المَفخَــر
مــا هَمَهُــم إِلّا إِجابــة صــارخ
فَـوقَ السـَوابق تَحـتَ ظـل العَثير
أَخلاقَهُـم جبُلـت عَلـى حُـب التُقـى
وَإِعانـة العـاني وَيسـر المعسـر
تَخـذوا الوَفـاء بِمـا أَذموا خلة
وَكَـذا الكِـرام بَعهـدها لَم تغدر
تَســري إِرادتــه السـَنية فيهُـم
مَســرى عَــدالته وَحــد الأَبتَــر
ملــك يَجـلُّ إِذا بَـدا فـي هاشـم
عَــن أن يُقـاس بتبّـع فـي حَميـر
كَالشـَمس مـا بَينَ الكَواكب أَشرَقَت
فـي الأُفـق مِن تَحت العَجاج الأَكدَر
يَلقـى الرِجال فَلَم يَقل يَوماً لَها
عَجَبــاً وَيَعجَـب مِنـهُ كُـل غَضـَنفر
طَبعـت عَلـى غَـوث العِبـاد سيوفه
وَبِــذا تَعــوّد كُـل رُمـح سـَمهري
تَـأبى الجُفـون بِـأَن تَضم شفارها
مــا لَـم تَحـلّ بِهامـة أَو مغفـر
يــا مَـن يَفـرّج كُـل وَقـت كُربـة
عَـن جيـرة البَيـت الحَرام الأَطهَر
تـاللَهِ مـا جَهِلـوا عُلاك فعوقبوا
بِســواك لَكــن حكمـة لَـم تَظهَـر
ســر غَيــر مَـأمور وَدارك فتنـة
تَـأبى السـُكون بِغَيـر جحجاح سَرى
بشــعاب مَكـة قَـد تَشـعب أَمرهـا
حَتّــى نَســينا أَمــر آل الأَصـفَر
فَــاطلق أَعنتهــا وَشـَتت معشـَرا
جـارَت عَلـى جيـران ذاكَ المَشـعر
قَـد عـوّد اللَـه الحَطيـم بِعَودكم
أَمنــاً وَمـا أَجـراه لَـم يَتَغَيـر
أَقـم الشـَعائر بِالمَشاعر وَاستَبق
حُسـن المَعـاد إِلى الجِهاد الأَكبَر
وَاِبـن المَكارم بِالصَوارم فَوق ما
كــانَت مُشــَيَدة بِأَشــرَف مَظهَــر
علمـت ألسـنة الأسـنة فـي الوَغى
تَكليــم أَطـراف الكَمـي القسـور
أَنظـر شـفار الـبيض كَيـفَ تَشَوَقَت
لِلـوَرد مِـن علـق النَجيـع الأَحمَر
وَعيــون أَوديـة الحِجـازِ شـَواخص
لِيَــروق ناظِرُهــا بَهـيّ المَنظَـر
وَالسـاكِنو تلـكَ الـدِيار تَعَطَشـَت
ليــد نَـداها كَالسـَحاب المُمطـر
وَتَشـــوّقت أَقطارهـــا لمُمَلَّـــك
كـانَت بِـهِ فـي نعمـة لَـم تَكفـر
نَـثر النَـوال عَلى الثَناء فَجاءَهُ
كَالــدُر فــي أَسـلاكِهِ لَـم يَنـثر
وَتَناســـــَقَت أَوصــــافه فَتَلألَأت
كَـالثَغر يبسـم عَـن نَقـيّ الجَوهَر
رقـــت كَـــأَخلاق لَــهُ فَكَأنَّمــا
أَلفاظُهـا مِـن سـحر لَحظـي جـؤذر
فَبَعَثــت مِـن فكـري لَـهُ بِقَصـيدة
كَـاللؤلؤ المَنظـوم فَـوقَ المَنحر
لَمـا اِشـترى حسن الثَناء جلوتها
وَعُقودهـا تَزهـو كَنَجـم المُشـتَري
خَلبـت لَباقتهـا القُلـوب لَطافـة
مُـذ وَشـحت بحلـى كريـم العنصـر
فلتهنـإِ العَليـاء بِالملـك الَّذي
بِسـواه أَربـاب العُلـى لَـم تَفخَر
وَلتَسـعَد الـدُنيا بِـهِ فَلَقَـد بَدا
ســَعد الهمــام بِطـالع مُسـتَظهر
وَقَـد اِنجَلـى نَجم السُرور وَأَشرَقَت
شـَمس التَهـانيءِ بَعـدَ طـول تَستر
وَالعــز بِالإِقبــال يَجلــو غُـرّة
يَزهـو بِهـا وَجـه الهَناء المُسفر
قـرَت بِـهِ أُم القُـرى وَصفا الصَفا
وَتَهلَلَــت أَهــل المَقـام الأَنـور
وَبَشــير مقــدمه أَشــار مُؤرِخـاً
وَليَ ابن عَون الملك يا بيت ابشر
الساعاتي
العصر الحديثالساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).
قصائد أخرىلالساعاتي
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025