
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الــدَهر يرفـل بَيـن اليَمـن وَالجَـذل
كَـالنور قَـد جـالَ بَينَ الجفن وَالكحل
جَلــوت فـي مَصـر شَمسـاً مِنـكَ مُشـرِفَة
لَمـا تَجَلَـت أَرَتنـا الشـَمس في الحمل
وَمــا تَــراءَت إِلَينــا وَهِـيَ زائِلـة
إِلا لِمَــرآى ضــِياء منــكَ لَــم يَـزَل
وَمـا تَعـالى عَلَينـا البَـدر مِـن شَرف
إِلا وَنــورك يــا ســَبط النَـبي عَلـي
وَمــا تَــدَفَق نَهـر النيـل مِـن كَـرَم
إِلّا وَنيلــك ملــء الســَهل وَالجَبَــل
وَمــا تَجعــد فــي مَجــراه ســائله
إِلّا ليشـــبه مـــا أَعـــدَدت لِلأَســَل
وَمــا تَــأَلَق لَمـع البَـرق فـي أُفـق
إِلّا لِتَقليــد مــا قَلـدت فـي الوَهـل
وَالسـُحب ما أَهمَلَت في القَطر قَطر نَدى
لَكِنَّهــا عَرقــت مِــن شــدة الخَجَــل
وَالريـح مـا اِنقَطَعَـت أَنفاسـُها لِسِوى
مـا نالَهـا خَلـف تلـك السـُبَّقِ الذُلُل
يـا اِبـن الَّـذي كانَت العَلياء رغبته
وَعَــن طَريـق المَعـالي قَـط لَـم يَمـل
مَـن لَـم يـتيمه تَأويـد القُـدود وَلَم
يملـــه للحـــب إِلّا كُـــلّ مَعتَـــدل
وَلا اســــتخفته إِلّا كُــــل ســـابحة
مِــن تَحــت أَروع مَعصـوم مِـن الزَلـل
قَد هامَ في البيض بيض الهند وَهُوَ يَرى
مِنهــا مَواقعهــا ضـَرباً مِـن الغَـزَل
أَيـنَ الـوُرود عَلـى رَوض الخُـدود عَلى
تلـكَ القُـدود وَأَطـراف القَنـا الذبل
إِنَّ المُهَنـــد تَصــديه الجُفــون وَلا
يَجلـو الصـَدى عَنـهُ إِلّا هامَـةَ البَطَـل
جَـز بِالصـُفوف عَلـى رَغـم الأُنـوف تَجد
حَــد السـُيوف عِمـادَ الملـك وَالـدول
إِنــا لَنَرغَــب أَن تَعلــو بَــدَولتها
ســاداتنا العـز مَجـد السـادة الأَول
فَمـا اِسـتَقامَ عِمـادَ المُلـك مُنتَصـِباً
إِلّا إِلــى قــائم بــالعلم وَالعَمَــل
وَدَولـةَ المَجـد مـا اِنقـادَت وَلا خَضِعَت
إِلّا إِلـــى عـــادل للشــرع مُمتَثــل
مــا راقَـب اللَـه مَـولى فـي رَعيتـه
إِلّا وَأَدرَك مِنهــــا غايـــة الأَمَـــل
يـا مَـن نَرى البَرق من يُمناه في سُحب
تَهَلَلَـــت وَغُبــار النَقــع كَالظَلــل
أَطلَعَـت شَمسـَك مِـن أَرض الحِجـاز عَلـى
مَصــر كَنــور بِعَيــن الشــَمس مُتَصـل
مَـن ذا يُجاريـك فـي فَضـل وَمثلـك قَد
يُســابق الــذكر مِنـهُ سـائر المثـل
مَهلاً فَقَـد سـُدَت سـادات الـوَرى كَرَمـاً
حَتّـى اِنتَهيـت إِلـى العَليـا عَلى مَهَل
ســَمَوت مَجــداً وَعِـزاً قَـد عَلـوت بِـهِ
عَلــى البَريــة فــي حــل وَمُرتَحــل
مـا جـارَ صـَرف اللَيـالي قَـط في مَلأ
إِلّا وَجــارك فــي أَمــن مِــن الغيـل
وَلا اِســتَقالَ طَريــد مِنــهُ لاذَ بِكُــم
إِلّا وَأَمّـــن مَــن ميــل وَمَــن ملــل
يـــا مَـــن يَقصــّر عَــن مَنــاقبهم
وَلــو تَضــمن مَعنـى السـَبعة الطُـوَل
أَبــدَيت شــعري نُجومـاً فـي سـَمائكم
إِلــى العلا فســما مِنهـا عَلـى زحـل
وَقــد بَعَثــت لَكُــم منــي بِجَــوهَرة
مِـن وَصـفِكُم أَشـرَقَت فـي أَجَمـل الحِلل
فَلا بَرحتــم وَلا زلتــم وَجــام بِكُــم
عَلَيكُــم بَعــدَ مَــولى الكـل متكلـي
الساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).