
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَمــع هِـيَ وَلَـهُ فـي الخَـد تَخديـد
وَنـار حُـزن لَهـا فـي القَلب أخدود
وَحَســرَة حســرت عَــن وَجــه آبـدة
لــذكرها بَيــنَ أَهـل الأَرض تَأبيـد
كــادَت تَحطـم سـُكان الحَطيـم وَقَـد
شــابَ الصـَفا كَـدر مِنهـا وَتَنكيـد
أَودَت بِطـود العلـى وَالمَجـد صاعقة
تَفَجَــرَت أَعيُنــاً منهــا الجَلاميـد
تَسـعى باخبارهـا سـَعي البَريد بِها
ريــح الســُموم وَأَنفــاس صـَواعيد
فـي الأَرض كـانَ رواق الأَمن مِنهُ لَهُم
كَمثلـه اليَـوم فيهـا وَهُـوَ مَمـدود
إِنــي أَعــدّد أَوصـافاً لَـهُ اِتَسـَقَت
لَـو كـانَ يَمنَـع مِنـي الحُزن تَعديد
وَالوَيـل وَيل القَوافي والقَصائد مِن
بَعـد الَّـذي هُـوَ حَتّـى اليَوم مَقصود
دَعنـي أَعزّي المَعالي في الَّذي فَقَدت
فَالمَجـد مِـن بَعدِهِ في الناس مَفقود
فَلتبـكِ بيـض المَواضـي بَعـدَهُ بِـدَم
مِـن الجُفـون كَمـا تَبكـي التَجاريد
وَلتَقـرَع السـُمر سـناً فـي مَراكِزِها
فَطالَمــا قَرَعتَهــا حَــولهُ الصـَيد
وَلَتسـترح سـابِقات العادِيـات فَقَـد
فَقـــدنه وَتَقــر الــبزل القــود
وَلتطمئن الأَعــادي وَالحُصــون فَمـا
يَروعهــا بَعـد ذاك الشـَهم تَهديـد
وَليلمَـع البَرق مِن تَحت الغَمام دَجا
وَلا يَــراع فَــذاك الســَيف مَغمـود
وَليَنثُـر الأُفـق زهـراً طالَمـا نَظمت
فــي وَصـفِهِ وَعَلَيـهِ التـاج مَنضـود
وَليَلطُـم المَـوج وَجه البَحر مِن حُزن
فَـإِن بَحـر النَـدى في الترب مَلحود
وَلتسـجع الـوَرق فَـوقَ الدَوح نائِحة
عَلـى الَّـذي قَد ذَوى مِن شَخصِهِ العود
جَمَعـت يـا مـال شـَملاً بَعـدَ فرقَتِـهِ
فَمــا لِشـَملك بَعـدَ اليَـوم تَبديـد
لَـــكَ البَقــاء فَلا جــود تــؤرخه
مـاتَ اِبـن عَون فَماتَ الحَمد وَالجود
بِـاللَهِ بَلـغ بَنـي الآمـال عَـن ثِقة
أَن الوَفــاء أَبــادتهُ المَواعيــد
لا تَطمعـوا فـي الأَماني بَعد مبلغها
قَـد كَم فَإِن السَلى في الجَوف مَقدود
فَلا تحثـوا المَطايـا بِالمَطـامع في
نَيـل العَطايـا فَما المَعدوم مَوجود
فَهـا هِـيَ السـُحب تَجـري وَهِيَ مُرسَلة
دُموعَهــا وَلَهــا بِــالأُفق تَرديــد
وَلِلنُجــوم اِضــطِراب فـي مَنازلهـا
كَأَنَّمـــا نالَهـــا هــمّ وَتَســهيد
وَلِلكَــواكب تَكــدير بِــهِ اِنكَـدَرَت
وَلِلصــِبا نَفــس فـي الجَـوّ مَطـرود
وَالأُفـق لَو لَم يَنله الحُزن ما نَسَجَت
عَلــى مَنــاكِبِهِ أَثــوابه الســود
وَيح المَعالي أَصيبَت في اِبن نَجدتها
وَكَيــف يَحمـي حِماهـا وَهُـوَ مَنجـود
كـادَت تَثـل عُـروش المَجـد حينَ قَضى
لَــولا بَنـوه الغَطـاريف الصـَناديد
وَكَيــفَ لا وَهُــم مِــن بَعــدِهِ خَلـف
فـي المُكرَمـات لَهُم تَلقى المَقاليد
وَإِنَّنــي أَتَمَنــى أَن يَكــون لَهُــم
كَــذكره أَبَـداً فـي الملـك تَخليـد
لا قَــوّض اللَــه بَيتـاً كـانَ طنبـه
عَـــزم وَحَــزم وَاِرفــاد وَتَرفيــد
وَدامَ مـا شـاده فـي المَجد وَالدهم
وَدامَ مِنهــمُ لَــهُ بِالجَــد تَأَييـد
مـا بِالبَقـاء بَقـاء اللَه قَد شَهِدَت
نَفـــس وَأَخلَــص لِلرَحمــن تَوحيــد
الساعاتي محمود صفوت بن مصطفى آغا الذيله لي.شاعر مصري، ولد ونشأ بالقاهرة، وتأدب بالإسكندرية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر لتأدية فريضة الحج.فتقرب من الشريف محمد بن عون أمير مكة، فأكرمه، ولازمه في بعض أسفاره، ورافقه في رحلاته إلى نجد واليمن ووصف كثيراً في شعره.ولما عزل الشريف المذكور عن إمارة مكة، وهاجر منها، هاجر معه صاحب الترجمة إلى القاهرة.واستخدم بديوان المعية "الكتخدائية" ثم بمعية سعيد باشا، ثم عين "عضواً" في مجلس أحكام الجيزة والقليوبية إلى أن توفي.اشتهر بالساعاتي لبراعته وولعه بعملها ولم يحترفها، وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، مهيب الطلعة، لم يتعلم النحو، ولا ما يؤهله للشعر.ولكنه استظهر ديوان المتنبي وبعض شعر غيره، فنظم ما نظم.له (ديوان شعر-ط)، و(مزدوجات-ط)، و(مختصر ديوان الساعاتي-ط).