
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إيــهٍ فَمــا تَحــتَ السـَّماءِ جَديـدُ
مِثـــلُ الخَــوالي قابِــلٌ وَعَتيــدُ
فــي خــاطِرِ الأَيّــامِ مَوجِـدَةٌ وَفـي
صـــَدرِ الزَّمــانِ ضــَغائِنٌ وَحُقــودُ
نــارٌ هِــيَ الـدُّنيا يَشـُبُّ أُوارُهـا
لكِــن لَهــا مُهــجُ النُّفـوسِ وَقـودُ
حَــربٌ حَيــاةُ ذَوي الحَيـاةِ يَحُثُّهـا
بَطَلاً طِــــرادٍ باســــِلٌ وَعَنيــــدُ
لَيــلٌ وَصـُبحٌ دائِبـانِ عَلـى القِلـى
وَكِلاهُمــــا مُســــتَطرِدٌ مَطــــرودُ
لا تَنقَضــي أَبَــدَ الأَبيــدِ وَغاهمـا
وَالعــــالِمونَ مطـــارِدٌ وَطَريـــدُ
أَمّــا السـَّلامُ فَبَيـنَ أجـداثِ الأُلـى
هــدأت بِهِــم تَحـتَ التُّـرابِ لحـودُ
وهــم الأُلــى زَعَمــوا بِـأَنَّ مَقَـرَّهُ
فــوَهُ المَــدافِع فَالســَّلامُ بَعيــدُ
حَسبوا الوَعيدَ بِهِ الكَفيلَ وَما دَرَوا
أَنَّ المَطـــامِعَ دونهــا التَّهديــدُ
فَــإِذا اســتَمَرَّت بِــالنُّفوسِ مَـآرِبٌ
هَيهـــاتِ يُطمــعُ بِالســَّلامِ وَعيــدُ
وَلَئِن يَكُــن قــالَ المَقــالَ مُجَـرِّب
حَنـــك فَـــآراءُ الرِّجــال تحيــدُ
لِلســَّيفِ فــي كَــفِّ المُـدَرَّبِ نبـوَةٌ
عِنــدَ القِــراعِ وَلِلزِّنــادِ صــُلودُ
تِلــكَ الهَريتَــةُ إِنَّ فـي لَهواتِهـا
شـــَرَراً يَــذوبُ لِحَــرِّهِ الجُلمــودُ
لا يَســتَقِرُّ الســّلمُ فــي أَفواهِهـا
حَتّــى يَكــونَ مِــنَ الجَحيـمِ بَـرودُ
فـي الـدَّهرِ يَـومٌ مِـن لَهيبِ كُراتِها
لِلكَــونِ مِنــهُ مــا رَأَتــهُ ثَمـودُ
خُــذ بِــالمَقولِ وَدَع مَكانَـةَ قـائِلٍ
فَــالنّور مِـن جِلـدِ الـدُّجى مقـدودُ
فَلَئِن ترونــي نِضــوَ خَطــبٍ بالِيـا
فَـــالرَّأي فَخـــمٌ وَالكَلامُ جَديـــدُ
ســَيَقولُ مِــن أعقــابِ آدَمَ قــائِلٌ
صــدق المَريــض وَمـا يَقـولُ أَكيـدُ
أَعِـدا اذدِكـارَك يَـوم مِتسَ وَما دَهى
فَــالخَطبُ دانٍ مــا طَــوَتهُ عُهــودُ
أَنَســيتَ يَــومَ حِصـارِ بـاريسٍ وَكَـم
فيـــهِ تَقَطَّـــعَ نـــابِضٌ وَوَريـــدُ
وَتَقَوَّضــت تِلــكَ الحُصــون وَبُــدِّلَت
تِلــكَ الثُّغــورُ وَمَجـدُها المَشـهودُ
بُـــدِّلنَ بَحــراً غَيــرَ أَنَّ غِمــارَهُ
مُهَـــجٌ تصـــوبُ وَأدمـــعٌ وَصــَديدُ
تَيّــارُ دَمــعٍ فَــوقَ لُــجٍّ مِــن دَمٍ
وَســــَحابُ نــــار وَاِرفٌ مَمـــدودُ
فَلَكَــم تَصــابى لِلــرَّدى مُتَهَالكـاً
هَــرِمٌ وَشــُيِّبَ فــي المهـادِ وَليـدُ
تِلــكَ الخطــوب مـنَ القَوابِـلِ ذرَّةٌ
مَــن عــاشَ يُبصـِر فَالمَسـيرُ وَئيـدُ
ميتــانِ بَــل حَيّــانِ مـؤودانِ فـي
جَـــدَثِ الزَّمــانِ كِلاهُمــا مَلحــودُ
يَحيـا السـَّلامُ مَـتى تعـش روحاهُمـا
إِن كـــانَ يَحيـــا مــائِتٌ مَــؤودُ
الحَـــقُّ صـــِرفاً لا يُــزنُّ بِريبــةٍ
وَالعَــدلُ بَحتــاً بِالهُــدى مَشـدودُ
تَنصــاعُ أطمــاعُ المَسـاعي مِنهُمـا
صــَرعى وَأهــواءُ النُّفــوسِ تَبيــدُ
هَيهــات مــن عَنقــاء مُغرِبَـةٍ يَـدٌ
وَمِـــنَ الســُّهى مُتَطــاوِلٌ وَمُريــدُ
فـي الخَلـقِ عَمّـا تَبتَغـي عَجـزٌ وَفي
خُلُـــقِ الزَّمـــانِ تَجهــمٌ وَصــُدودُ
قُــل لِلقُبــورِ إِذاً تعهـدكِ الحَيـا
فَلأنـــتِ وَحـــدَك لِلســـَّلامِ مهــودُ
سـرّانِ صـانَهُما الزَّمـانُ عَـنِ الفَتى
آتيـــهِ ثمّـــة حَظّـــه المَرصــودُ
مَـن لَـم تُـدَرِّبهُ الخُطـوبُ هَـوَت بِـهِ
شــِيَمُ الســَّليقَةِ فَالزَّمــانُ يَكيـدُ
مَــن أَدبتــهُ النّائِبـاتُ سـَما لَـهُ
خُلُـــقٌ يَكيــدُ النّائِبــاتِ حَميــدُ
فَمِــنَ العَــوادي لِلأَريــبِ مَعاقِــلٌ
وَمِـــنَ الشـــَّدائِدِ عُــدَّةٌ وَعَديــدُ
وَلَرُبَّمـــا بَــدَرتهُ قاضــِيَةٌ فَمــا
أبقـــى عَلَيــهِ صــَرفُها المريــدُ
كيمـا يَنـالُ مِـنَ الخُطـوبِ فَـوائِداً
وَيـــردُّ كَيـــدَ زَمـــانِهِ وَيَــذودُ
ثَــوبُ الحَيــاةِ وَإِن حرصـتَ مُهَلهِـلٌ
خَلِـــقُ البَنــائِقِ واهِــنٌ مَســرودُ
طــوراً يُرَقِّعــهُ الرّجــاءُ وَتــارَةً
غِـــرُّ الأَمــاني وَالبِلــى صــِنديدُ
خُلِــقَ الأَسـى تِـربَ السـُّرورِ وَمِثلـهُ
خُلِــقَ النّــواحُ وَتربــهُ التَّغريـدُ
فــي السـُّخطِ حِلـمٌ وَالجبانـةِ شـِدَّةٌ
وَالـــذُّلِّ عِـــزٌّ وَالقَناعَــةِ جــودُ
لَـولا سـَجايا اللُّـؤمِ مـا عُرفت وَلا
وَثُقَــــت خِلالٌ لِلعلــــى وَعُهـــودُ
مــا بـاتَ يَهتَـزُّ الكَريـمُ تَفـاخُراً
لَــو لَــم يَكُــن لِلبـاخِلينَ وُجـودُ
مــا عَــزَّ قَـدرُ الباسـِلينَ شـَجاعَةً
فـي الحَـربِ لَـو لَـم يُخلَقِ الرّعديدُ
تَـــذوي البِلادُ وَتَســتَعيدُ نَضــارَةً
وَالمَجـــدُ يَــذهَبُ تــارَةً وَيَعــودُ
أَرضٌ يصــوبُ لَهــا النَّعيـمُ سـَعادَةً
زَمَنــــاً وَأرضٌ تَلتَـــوي وَتَميـــدُ
لا الهــونُ يَبقـى لِلَّـتي أقـوت وَلا
يَبقـــى لِرَبّــاتِ الســّعودِ ســُعودُ
لا تَحســَبَنَّ جَمــالَ عَصــرِك خالِــداً
مـا فـي الحَيـاةِ لِذي الحَياةِ خُلودُ
تِلــكَ المَحافِـلُ أَنـت أَدرى بِالَّـذي
يَجنيـــهِ مِنهـــا جاهِــلٌ وَرَشــيدُ
خُطَـــطٌ دَعاهـــا قَـــومُهُ حريـــةً
لكِنَّهـــا عِنـــد الصــَّحيحِ قُيــودُ
إِنَّ الَّــــذي ســـَمَّيتُموهُ تَمَـــدُّناً
ســـَيُرى وَرُكـــنُ بِنــائِهِ مَهــدودُ
بِالكَهرُبــاءِ وَبِالبُخــارِ سـَما لَـهُ
مَجــدٌ وَفــي هــذَينِ ســَوفَ يبيــدُ
ضـَلَّ الأُلـى قـالوا الثّبـاتُ حَليفُـهُ
دونَ الســـُّقوط وَحَظّـــهُ التَّأييــدُ
مــا فـي الغَـوامِضِ ضـامِنٌ لِحَيـاتِهِ
حَتّـــى يُصــاحِبَ عُمــرَهُ التَّخليــدُ
إِن فـاتَهُ حُكـمُ التـواءِ الـدور لا
يَعــدوهُ فــي مَــرِّ الزَّمـانِ جَليـدُ
هَيهـاتِ مـا خُلِـقَ الثَّباتُ وَلا البَقا
إِنَّ الــدَّليلَ عَلــى الـزَّوالِ سـَديدُ
صــَعِدت وَصـَوَّبتِ العُصـور وَلَـم يـدم
فــي الــدَّهرِ تَصــويبٌ وَلا تَصــعيدُ
فَــانظُر إِذا كــانَت تَطـولُ حَيـاتُهُ
أَو لا يَكــــونُ لِعُمـــرِهِ تَمديـــدُ
أَوَ هَـل يُعَمِّـرُ فَوقَ ما في الشَّرقِ قَد
عَمَـــر التَّمَـــدُّنُ قَبلَــهُ وَيَســودُ
وَهَــلِ الفَضـيلَةُ فيـهِ أَنضـَرُ أَيكَـةً
أَو مَجــدُ هاتيــكَ العُصــورُ زَهيـدُ
فَــإِذا فَطَنــتَ فَلا تَـرى فـي خُلقِـهِ
مَعنــىً إِلــى طـولِ الحَيـاةِ يَقـودُ
كَلّا وَلا فـــي كُنهِـــهِ وَصـــفٌ بِــهِ
يَحيـــا وَيَفضـــُلُ غَيــرَهُ وَيَزيــدُ
هَبــهُ تصـعّدَ فـي المَعـارِفِ جاهِـداً
جهــداً فَــإِنَّ الســّاقِطَ المَجهــودُ
وَهَــبِ الفَضــيلَةَ واحِـداً لِكِلَيهِمـا
فَرجــالُهُ غَيــرُ الَّــذينَ أُبيــدوا
مـا فـي تَمَـدُّنِ مَـن مَضـَوا وَهنٌ وَلا
فـــي مَجــدِهِم لِلمُســتَزيدِ مَزيــدُ
فَقُصــورُ عَصــرِكَ دونَ شــُمِّ قُبـورِهِم
وَلَقَـــد يَلَــذُّ لِعَصــرِكَ التَّقليــدُ
مــا بُـرجُ إيفَـلَ ذَرَّةٌ إِن قِسـتَ مِـن
أَهـــرامِ مِصــرٍ وَالعيــانُ شــَهيدُ
لَيـتَ القَريـضَ عَلـى التَّرَسـُّل مُسعداً
كيمـــا أعـــدُّ شــَواهِداً وَأزيــدُ
لكِنَّمـــا حَســبُ اللَّــبيبِ إِشــارَةٌ
عِنــدَ التَّرَســُّلِ فَالقَليــلُ مُفيــدُ
مــا عِــزُّ لَنـدَنَ فَـوقَ عِـزَّةِ رومَـةٍ
أَيّـــامَ كـــانَت تَزدَهــي وَتَميــدُ
مــا مَجـدُ بـاريسَ العَتيـدُ بِعـادِلٍ
مَجــداً لِبابِــلَ وَالزَّمــانَ بَعيــدُ
مـا فـي عِداءِ السِّينِ ما قَد كانَ في
عــدياتِ دِجلَــةَ وَالطُّلــولُ شــُهودُ
أَيّـــامَ كــانَت حجرَتَيــهِ وَحَــولهُ
تِلـكَ القُصـورُ عَلـى النُّجـومِ تَسـودُ
تِلــكَ المُعَلَّقَــةُ الحَـدائِقِ سـمكُها
فــي الجَـوِّ مَرفـوعُ العِمـادِ مَشـيدُ
لا بِالســَّماءِ وَلا الصــَّعيدِ كَأَنَّمــا
بِالخافِقـــاتِ ســـِماكُها مَعقـــودُ
جَنّـــاتُ آطـــامٍ وَحُـــوُّ خَمـــائِلٍ
نُضــرٍ لَهــا بَيــنَ الغَمـامِ رُكـودُ
مُتَهَـــدِّلاتٌ فــي الســّحابِ كَأَنَّهــا
لِلزّاهِــــراتِ خَلاخِــــلٌ وَعُقــــودُ
تِلــكَ الأَواهِــلُ بِالعَواهِـلِ أَصـبَحَت
مَغنــى أَوابِـد فـي القفـارِ تَـرودُ
تِلــكَ الغَــرائِبُ بالعظـائمِ بُـدِّلَت
دمنــاً غــرائبَ بــالهوان تــؤودُ
عَفَّــت مَعالِمُهــا السـّنون وَأَظلَمَـت
فيهـــا وهـــادٌ أَقفَــرت وَنُجــودُ
مــا دامَــتِ الــدُّنيا لِآشــورٍ وَلا
حـــازَ البَقــاءَ بِمَجــدِهِ نَمــرودُ
هَلَــكَ الفَراعِنَــةُ الَّـذينَ عَهـدتهُم
وَمَضــى الأَكاســِرَة المُلـوك الصـيدُ
دَرَجَ القَياصــِرَةُ الأُلـى خَفَقَـت لَهُـم
فــي الخــافِقينِ حَجافِــل وَبُنــودُ
أَقــوت مَعاهِـد قَـومِ يونـانَ الأُلـى
راضــوا اللَّيـالي وَالزَّمـانُ شـَرودُ
خَـوَت العُـروشُ عُـروشُ فَـونيقى وَقَـد
كــانَ الزَّمــانُ بِمــا تُقِـلُّ يَـؤودُ
أَيـنَ العَظـائِمُ حَـولَ صـور وَقَبلهـا
صــيدونُ تَــزأَرُ فــي ذُراهُ أســودُ
لَــو أَنَّ آثــارَ الرِّجــالِ تُعيـدُهُم
بعثتهــــمُ آثـــارهم فَأُعيـــدوا
فَهُـمُ الأُلـى صـَرَعوا البِحارَ وَذَلَّلوا
تَيّارهــــا وَالمـــاخِراتِ جُنـــودُ
خَلَقـوا المَفـاخِرَ لِلزَّمـانِ وَمَهَّـدوا
ســُبُلَ المَعــارِفِ حَبَّــذا التَّمهيـدُ
إِنَّ الَّـذي بَـدَعَ الكِتابَـةَ فَـوقَ مـن
بَــدَعَ البُخــارَ إِذا اِسـتَقَلَّ عَميـدُ
لَــولا الكِتابَـةُ مـا فَخَـرتَ وَلا عَلا
صــَوتُ البُخــار تَضــُجُّ مِنـهُ رُعـودُ
مـا نفـع أَسـلاكِ الـبروقِ أَو الَّـذي
يَطــوي المَفــاوِزَ وَالسـراطُ حَديـدُ
إِن لَـم تصـرَّ عَلـى الطُّـروسِ يَراعَـةٌ
تُــدني القَصــِيَّ فَينفــدُ التَّبعيـدُ
تِلـكَ الشـُّعوبُ مَضـَت وَمـا أبقَت سِوى
أَثَـــرٍ يُجَـــدِّدُ ذِكرَهـــا وَيُعيــدُ
خَلَعوا عَلى الدُّنيا الضّياءَ وَأظلَموا
وَاِســتَأثَرَت بِهِـم اللَّيـالي السـّودُ
أقـــوى تَمَــدُّنهم وَبُــدِّدَ شــَملُهُم
وَلِكُـــــلِّ شــــَملٍ لائِمٍ تَبديــــدُ
بــادوا وَبَــدَّلتِ العُصـورُ جَمـالَهُم
تِربـــاً وَرَبُّـــكَ دائِمــاً مَوجــودُ
ثَــوبُ العُلُـوّ عَلـى الهُبـوطِ مُفَصـَّلٌ
لا يَخــــدَعَنَّك إِن صـــَعِدتَ صـــُعودُ
لا تَطمَعَــنَّ مِــنَ النَّعيــمِ بِطــائِلٍ
كُـــلٌّ لِيَـــومِ كَريهَـــةٍ مَولـــودُ
مـا فـي الحَيـاةِ سـَعادَةٌ أَمّا الَّذي
خَشـــِيَ الإِلـــهَ فَـــإِنَّهُ لَســـَعيدُ
تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إدهالملقب بالملاط.شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان)، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.!ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد.ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا.له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط).