
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـدىً ليوسـف مِـن دُنيـاهُ وامِقُـهُ
وَصـَحبُهُ مِـن بَعيـدِ الهَـمِّ خضـرمِهِ
وَلَـو جعلـتُ فـداهُ كاشـحيهِ لمـا
ودَيـتُ غَيـرَ ذَميـمِ الخُلـقِ مُسقَمهِ
فـي كُـلِّ يَـومٍ لَـهُ بِالفَضلِ مُعجِزَةٌ
مِـن كُـلِّ مُنقَطِـعِ التَّمثيـلِ مُعدَمِهِ
جَلا بِتَــأليفِهِ المَيمــونِ طـالِعهُ
عَـن وَجـهِ مُنـدَرِسِ التاريخِ مُظلمِهِ
نَشـَرتَ قَومـاً وَفَصـَّلتَ الخُلودَ عَلى
قَـومٍ بِكُـلِّ بَـديعِ الوَشـيِ مُحكَمِـهِ
فَهَبـكَ أحييـتَ أرواحـاً لَهُم مِدَحاً
أَنّــى أعــدتَ لِكُـلّ رَسـمَ ميسـمِهِ
لَـو أَنصـَفوكَ عَلـى صـُنعٍ مُكافَـأَةً
بـاعوا القَلانِـسَ إيفـاءً لمكرَمِـهِ
لكِنَّمـا قِلـةُ الإِنصـافِ مـا برحـت
فـي الخلقِ مِن يَومِ هابيلٍ وَمَأتمِهِ
وَإِنَّـكَ الغـانِمُ المُجدي عَلَيهِ إِذا
لَم يَستَثيروا الأَذى مِن عِند مَجثَمِهِ
لكِـنَّ مِثلـكَ يَـأتي العُـرفَ تَكرِمَةً
لِلعُـرفِ عَـن خُلُـق بِالفَضـلِ مُغرمهِ
أَمّـا الكِتابُ الَّذي أَهدَيتَني كَرَماً
فَــإِنَّني غَيـرُ مُحـصٍ وَصـفَ مَغنَمِـهِ
رَتَّلتَــهُ بِبَــديعٍ غَيــر مُنثَلِــمٍ
نِتـاجَ فِكـرٍ غَزيـرِ الصـَّوبِ مُفعَمِهِ
وَمُشــرِقاتٍ سـَطَعنَ مِنـهُ فـي فلَـكٍ
مُرَصــَّعاتٍ تُبــاهي زُهــرَ أَنجُمِـهِ
لَـو أَنـهُ الصـدرُ كانَت عَقدَ لُبَّتِهِ
أَو أَنَّـهُ الزَّنـدُ كانَت حَليَ مِعصَمِهِ
فَمــا يَـزالُ بِـرَوضٍ مِنـك مُؤتَنِـفٍ
غَيـرُ الغَمـائِمِ سـاقٍ غَـضَّ مَنجمِـهِ
عَــوَّذتَهُ بِــدُعاءِ الأَكرَميـنَ تُقـىً
فَصــانَ عــارِبهُ تَرتيــلُ أعجمِـهِ
إِنّـي لمُهـدٍ إِلَيـك اليَومَ مُعتَذِراً
عــدادَ مُهملِــهِ حَمــداً وَمُعجَمـهِ
جُهـدُ المُقِـلِّ بَـدَأتَ المكرُماتِ لَهُ
فَمــا أَراكَ بعــذرٍ غَيـرَ مُكرِمِـهِ
وَمـا شـَكَرتُ وَفـي مـا ترتبي عوَزٌ
يهـدى الكَريـمُ فُضـولاً مِـن تَكَرُّمِهِ
هَبنـي سـَكَتُّ فَفي البَرنامِجِ اِتَّفَقَت
لُسـنُ البَيـانِ عَلـى إِطـرا مُنَظِّمِهِ
أَنـتَ الغَنِـيُّ وَلكِـن غَيـرُ مُغتَفَـرٍ
لمحــرِزِ الــدُرِّ كُفـرانٌ بِمُنعمِـهِ
وَرُبَّ مُمتَـــدَحٍ يَهجـــوهُ مــادِحُهُ
وَيغنَـمُ الحَمـدَ وَفـراً مِـن مُذممِهِ
وَنــاطِقٍ وَزُعــافُ الســمِّ نَفثَتُـهُ
وَسـاكِتٍ وَربـابُ المُـزنِ فـي فَمِـهِ
يـولي السَّحابَ عُبابُ البَحرِ وَاِبلهُ
وَيسـتَقي نُغَبـاً مِـن سـَيلِ مُستَجمهِ
وَالظَّـبيُ يسـتافُ لا مُستَنكِراً عبقاً
رَيّـا عرار النقا والطيبُ في دَمِهِ
وَخَيـرُ مُفتَخِـرٍ فـي الخَلـقِ مُتَّجِـرٌ
تَغــدو العُقـولُ مُزَجّـاةً بِمرزمِـهِ
إِن صـَدَّقَ العِلـمُ شـَيئاً أَنَّـهُ حَسَنٌ
بِــذاتِهِ فَهــوَ الحـالي بِمُعلِمـهِ
فَشــاعِرٌ يَقتَريـكَ المَـدحَ مُكتَسـِبٌ
حَمــداً مُنَمِّقُــهُ مــولىً بِـأَكرمِهِ
نَـداكَ بِالشـكرِ مَوهـوبٌ بِـهِ خَطَراً
يَســودُ نــائِلُهُ وَهّــابَ دِرهَمِــهِ
حُسـنُ الصـَّنيعِ لَـهُ مِـن نَفسِهِ لسنٌ
يُثنـي عَلَيـهِ بِوافي القَولِ مُفعَمِهِ
فَمـا الضـِّياءُ عَنِ الرّائي بِمُحتَجِبٍ
وَلا الكَريــمُ بِخـافٍ نـورُ مَيسـَمِهِ
تامر بن يواكيم بن منصور بن سليمان طانيوس إدهالملقب بالملاط.شاعر، له علم بالقضاء من أهل بعبدا (لبنان)، ولد فيها وتعلم، وانتقل إلى بيروت فأقام مدة يقرأ الفقه الإسلامي ويعلم في مدرسة الحكمة، المارونية ثم في مدرسة اليهود.!ونصب رئيساً لكتاب محكمة كسروان فرئيساً لكتاب دائرة الحقوق الاستئنافية، وعزل وأعيد.ثم نقل إلى رئاسة محكمة كسروان، فاستمر ثماني سنين وأوقع به الوشاة في حادث طويل، فاضطرب عقله، وأقام اثني عشر عاماً في ذهول واستيحاش من الناس، إلى أن مات في بعبدا.له شعر جمع بعضه في (ديوان الملاط - ط).