
الأبيات23
يـاذا المنـوّه تَـدعوني لِتُسـمِعَني
مواعظــاً مِــن جَميـلٍ رأيُـهُ حَسـَنِ
أَقبِــل عَلــيَّ بـوجه مِنـكَ أَعرِفُـهُ
فَقَــد فهمــت وسـدا لتسـمع الاذن
لا وَالَّـذي أَنـتَ منـه رحمَـةٌ نزَلَـت
نَرجـو عَواقِبَهـا فـي آخِـرِ الزَمَـنِ
لَقَـد أَتَيـتُ بِـأَمرٍ مـا شـهدتُ لَـه
وَلا تَعمُّــــدَهُ قَصـــدي وَلا ســـُنَنِ
إِلّا مقالـــةَ أَقـــوامٍ ذَوي إِحَــنٍ
وَمـا مَقـالُ ذَوي الشـَحناءِ وَالإِحـنِ
لَم يُحسِنوا الظَنَّ إِذ ظَنّوا بذي حَسَبٍ
وَفيهـمُ العـذرُ مَقـرونٌ إِلى الطَبَنِ
وَكَيـفَ أَمشـي مَـع الأَقـوامِ معتدلاً
وَقَـد رميـتُ صـَحيحَ العـودِ بـالأبَنِ
مـــا غيَّــرَت وَجهَــهُ أُمٌّ مقصــِّرَةٌ
إِذا القَتـامُ تَغَّشـى أَوجـهَ الهُجُـنِ
وَكيــفَ يأَخُــذُ مِثلـي فـي تخيِّـرِهِ
وَسـطَ المَعاشـرِ مَحقـوراً من الثَمَنِ
وَقَـد صـحِبتُ وَجـاورتُ الرِجـالَ فَلَم
أُملُـل إِخـاءً وَلَـم أَغـدُر وَلَم أَخُنِ
وَمـا برحـتُ يَميـنَ اللَـهِ فـي سُنَنٍ
مِـن صـالحِ العَهدِ أَمضيها إِلى سُنَنِ
يـا ابنَ الفَواطمِ خَيرِ الناسِ كُلِّهِم
بَيتـاً وَأَولاهُـمُ بـالفَوزِ لا الغَبـنِ
إِن كنـتَ نَحـوي فـان اللَهَ جابِرُنا
وَلا اِجتبـارَ لَنـا إِن أَنـتَ لَم تَكُنِ
وَمـا لَبسـتُ عِنـاني فـي مَسـاءتِكُم
وَلا خَلعــتُ لغِــشٍّ نَحــوكُم رســني
وَأَنـتَ مـن هاشـِمٍ فـي سـرِّ نبعتِها
وَطينَـةٌ لَـم تقـارِف هُجنَـةَ الطِيَـنِ
لَـو راهَنَـت هاشـِمٌ عَن خيرِها رجُلاً
كـان أَبـوكَ الَّـذي يُختَـصُّ بـالرَهَنِ
وَاللَـهِ لَـولا أَبوكَ الخَيرُ قَد نزلت
منـي قَـوافٍ بأهـلِ اللـؤمِ وَالوهَنِ
تـبري العظـامَ فَتُبدي عَن حناجفِها
أَخـذ الشـَريحةِ بـالمبراةِ وَالسفَنِ
أَنـتَ الجـوادُ الَّذي نَدعو فيلحُقنا
إِذا تَراخـى المَـدى بالقرَّحِ الحُصُنِ
فَمـا أُبـالي إِذا ما كنتَ لي كَنَفاً
مَـن صـَدَّ أَو بَـتَّ مِـن أَقرانهِ قَرَني
وَمـا أُبـالي عَـدوّاً بَعـدُ شـاحَنَنِي
أَم زاحمـت سـَعَفات الصـّمِّ مِـن حَضَنِ
أَنـتَ المرجَّـى لأمرِ الناسِ إِن أَزمَت
جَـدّاءُ صـَرماءُ لَـم تصـرر عَلى أَبنِ
يــأوونَ منـكَ إِلـى حصـنٍ يُلاذُ بِـه
تـأوي اليـه الطَواري واسع الطعنِ
ابراهيم بن هرمة
عصر بين الدولتينأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل بن ربيع.ينتهي نسبه إلى الحارث بن فهر، وفهر أصل قريش، تربى في قبيلة تميم وهي من القبائل العربية الكبيرة في شرق الجزيرة، كان لها شأن في الجزيرة والإسلام.شاعر مشهور من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، ذكر الأصمعي أنه رآه ينشد الشعر بين يدي الرشيد.اتفق ابن الأعرابي والأصمعي: على أن الشعر ختم بابن هرمة وبخمسة من معاصريه إلا أن الأصمعي قدمه عليهم وكان يقول: ما يؤخره عن الفحول إلا قرب عهده وقد تنقل بين المدينة ودمشق وبغداد يمدح الخلفاء.له (ديوان -ط)، ودفن بالبقيع بالمدينة.
قصائد أخرىلابراهيم بن هرمة
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025