
الأبيات46
أَعلــي تعتــب شـاعر الغَوغـاء
مُتَعَرِضـــاً جَهلاً لِوَســم هِجــائي
يـا خاطِبـاً بكـرَ الهجاء بِلَومه
مـا إِن أَراك لَهـا مِـن الأَكفـاء
فـي الهَجـو رفعـةُ كُلُ مَرءٍ ساقط
وَالغُبـن فـي سـَفهٍ عَلى السُفَهاء
إِن كُنت تَبغي أَن تُناسِبني استَعر
نَسـَباً أُجبـكَ فَلَسـتَ لـي بِكفـاء
أَعلــيَّ يـاعَيراً خُصوصـاً تَجتَـري
وَالأُسـد قَـد هـابَت كَريـهَ لِقائي
يا لَيتَ شعري ما الَّذي أَغراكَ بي
أَأَمنـتَ مِـن بَطشـىٍ وَمِـن غَلوائي
فُرسـانُ قَـولي تَتَقيهـا إِن عَـدت
فُرســانُ كُــلُ كَتيبــة خَضــراء
أَنـي تَفـوت مَخـالِبي فـي بَلـدة
أَرضــى بِهــا مَبسـوطَةٌ وَسـَمائي
لـي صـارِمٌ مـا شـامَهُ مِـن غمده
أَحَــدٌ فَــأَفلَت وَهُــوَ ذو سـَرّاء
لَـو كُنـت تَعقل لَم تَطع كُلُ اِمرِئٍ
مُتَزنّــــمٍ بِنَميمــــةٍ مشـــاء
كـدرت صـَفو الـود منـى بَعـدَما
أَمحضــته لَـكَ وَالوَفـاءُ وَفـائي
وَرَأَيــت اِسـخاطي بِقَولـة كاشـحٍ
قَـد كُنـت أَجـدرَ أَن تَرى اِرضائي
وَأَرَدت جَحـدَ فَضـائِلي فَشـَهدت لي
إِذ صــارَ ذمــك شـاهد الفَضـلاء
أَعــراكَ جـن أَم غُشـيت بِنورَهـا
فَــأَرَدت ســتر شُموسـَها بِـرِداء
وَزَعمـت أَنـكَ في القَريض مُساجِلي
هَــل قِيسـَت الـدَأماء بِالاحسـاء
إِن القَريـــض لَحِطـــةٌ لا خُطــةٌ
قَـد صـرت يـا يحيى مِن الشُعراء
إِن القَــوافي لَـو أَرَدت مَلاكَهـا
مـا صـارَت إِلّا تَحـتَ ظـلّ لِـوائي
لَكِنَّنــي أَرضـى الكَفـاف فَلا أُرى
مســتجدي الأمــراء وَالــوزراء
لَيسَ الغِنى بِالمال يَجمَعهُ الفَتى
خَيـر الغِنـى عِندي غِنى الحَوباء
إِن كُنـتَ أَعـوزت الثَراء فَإِن لي
نَفســاً قَناعتهــا أَجــلُّ ثَـراء
مـالي سـِوى أَدَبـي غِنـى وَحَزامَةٌ
تَرمــي الخطـوب بِفَيلَـقٍ شـَهباء
أَصــدى فَلا أُبــدي لِمَـرءٍ حاجَـةً
وَالنـار تَنبـع مِن حِمى المَعزاء
إِنــي أَعــاف غِنـى يَجـرّ مَذَلَـةً
وَأَحــب فَقــراً جـالبَ العَليـاء
وَأَرى مَـوارد لَـو أَشـاءُ وَرَدتها
لَكــن نَفــس الحُــر ذاتُ ظِمـاء
عَجَبـاً يَحيـى أَن يَكـون مُفـاخِري
هَـل فـاخر الـديجور شـَمسَ ضحاء
مــا غَـرَّ ذا المَسـكين إِلّا أَنَّـهُ
أَجـــرى هَجيـــن قَريضــه بِخلاء
أَيَكـون فـي الآداب مثلُـكَ سابِقي
وَصـــَواهلي حــازَت رِهــان عَلاء
إِن كــانَ أَخّرنــي زَمـانٌ جِئتـه
بــدءُ التَفكــر آخــر الانسـاء
أَو كُنـت تَجهـل مـا أَقول فَعاذرٌ
أَن لا تَـــراه بِمُقلــةٍ عَميــاء
يـا فَرقـداً يَسـمو لِرُتبـةِ فَرقَدٍ
هَيهــاتَ مِنـكَ كَـواكب الجَـوزاء
إِن الحَيــاء لشــيمَةٌ مَحمــودَةٌ
لَكــن وَجهــك لَيـسَ وَجـهَ حَيـاء
تــالّله لَــولا أَنَّنــي أَبصـَرتُهُ
لَحَســـِبتُهُ مِــن صــَخرَةٍ صــَماء
يــا قحــوانيَّ الطِبــاع لأَيّمـا
سـَبَب قَضـبتَ الحَبـلَ حَبـلَ اِخائي
وَذَمَمتنـي مِـن غَيـرِ ذَنـبٍ جئتـه
فَأَفــدتَ أَن غَيَـرت مـاءَ صـَفائي
مِـن أَجـل أَنـي قُلـت إِنـكَ مُخطئٌ
فيمـا أَتيـت بشـهِ مِـن النَكراء
شــَبَهت مَمــدوحاً مَـدَحت وَعِرسـه
بِحَمامَــةٍ زُفَّــت إِلــى فَتخــاء
ثُـم اِحتَجَبـت تخـالُ قَولـك مثله
بِمشــــبّهٍ مَمـــدوحه بِـــذَكاء
وَحَسـبت أَن ذَكـاءَ فـي مَـدح بِها
فـي اللَفظ مثل اللَقوةِ الفَتخاء
هَـل أُنثـت شـَمس النَهـار حَقيقَةً
بِـالطَبع قُـل إِن كُنـت خِدن ذَكاء
بِــالعلم لا بِالسـَبّ رُدّ مَقـالَتي
فَالسـَب فعـلُ الـدَعي وَالضـُعَفاء
مـا يَعضـدُ الإِنسـان قَـولاً قـالَهُ
بِالســَب بَـل بِالحجـة البَيضـاء
لَــولا رَقيــبٌ لِلمُــروءة ممسـكٌ
لـي عَـن هَجا مَن لَيسَ مِن أَكفائي
لَبَعَثـت مِـن نَطقـي إَلَيك عَقارِباً
لَداغــة تَعيــي عَلــى الرُقـاء
وَقَطَعـت فـاكَ بِقَولةٍ تُرضى الفِدا
لمحقهـــا بِـــالنَفس وَالآبــاء
لَكــن قُرآنــاً إَلَيــكَ مَجـاذِبي
وَفَضــيلة شــَهدت بِهـا أَعـدائي
خُـذها إَلَيـك فَإِنَّها تَنسى الوَرى
يا عِتبُ يا ابن الفعلةِ اللخناء
الجزار السرقسطي
الدولة الايوبيةأبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي.تارة يلقب بالجزار وأخرى بابن الجزار والراجح أن اللقب له لا لأبيه ولذلك لما صح أنه كانت مهنته الجزارة فانتسب لها.وقد كان أبوه فلاحاً مغموراً فقير الحال في الأخبار التي أوردها ابن بسام مقترنة بشعر الجزار.ولا نعلم متى عمل بالجزارة ولا متى عدل عنها ثم عاد إليها ثانية.ويصور الشاعر الدنيا وقد قلبت له ظهر المجن فيراها خداعة متلونه لذلك يجاريها ويحتال عليها.
قصائد أخرىلالجزار السرقسطي
اليَوم حُلّيَ عاطل العَلياء
تُريكَ مَضاءَ المُرهَفات المَضارِبُ
أَعلي تعتب شاعر الغَوغاء
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025