
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا مجهد النَفس في نيل المُنى طَمَعاً
الجَـدُّ يَجـديك لَيـسَ المـال يا رَجُل
إِنــي تَلــونت للــدُنيا تَلونهــا
وَاختلـتُ دَهـري فَمـا أَجدتني الحيل
وَلَيـسَ يَحظـى بِسـَعد المُشـتَري أَبَداً
مَــن لَيــسَ مُنتَقِلاً عَـن بُرجِـهِ زحـل
وَلا تُنــال بِغَيــر الجَــد مَأربــةٌ
لا يَقطَـع السـَيف مـا لا يَسـبُُ الأَجَـل
فـي قصـَتي عَجَـبٌ فَاِسـمَع إِلـيّ فَمـا
أَتَــت بِمثــل حَـديثي الأَعصـر الأَول
رَأَيـت قَومـاً بِنَظم الشعر قَد وَصَلوا
إِلـى المُنى وَأُنيلوا فَوقَ ما سأَلوا
فَقُلــت مــالي لَـم أَسـلك سـَبيلهم
أَلَيـسَ بـي في القَوافي يُضرَب المَثَل
لَـو أَن نَظـم غَريـب الشـعر مَعرَكَـةٌ
مـا كـانَ غَيـريَ فيهِ الفارس البَطَل
كَــم بِالقَصـابة لا أَنفـك فـي سـَغبٍ
وَفـي المَـدائح عَنهـا لِلفَـتى حِـول
وَســوّلت لــي نَفسـي أَن أَقـو بِهـا
وَطشـتُ وَالطَيـشُ مَقـرونٌ بِـهِ الزَلـل
حَتّـى إِذا حكـتُ أَثـواب المَديح إِذا
بِجـــودُ لابِســـِها قَــولٌ وَلا عَمَــل
فَقُلـتُ وَاليَـأس مسـتولٍ عَلـى أَملـي
مـا كُـلُ ذي أَمَـلٍ يَصـفو لَـهُ الأَمـل
لَمــا بَـدا لـي أَن الشـعر مسـغبةٌ
وَحَــظُّ نــاظمه الحرمــان وَالبُخـل
عَـدلت عَنـهُ وَقُلـت المَـوت أَيسَر مَن
تَسـآل قَومٍ إِذا ما اِستُمنِحوا بخلوا
حَسـبي القَصـابة لا أَبغـي بِها بَدَلاً
مِـن قـر بِالشـَيء عَينـاً عزهُ البَدل
وَكــانَ عَهــدي بِهـا غَـراءَ وَاصـِلَةً
إِذا بِهــا فــارك تَجفــو وَلا تَصـل
فَكُنـت مثـل المُبـاري زَوجـه فركـاً
وَشـَر خيـمِ الرِجـال العُـذر وَالمَلل
حَتّــى إِذا اِسـتَبانَت عَنـهُ وَاِتَصـَلَت
بِغَيــرِهِ وَبَــدا مَـن رَأيِـهِ الخَطـلَ
أَبـدى إِلَيهـا ضـُروباً مِـن مَحبتهـا
وَفــي جَوانِحِهــا مِــن بُغضـِهِ جُمـل
فَظَــل يُـدمن قَـرع السـن مِـن نَـدَمٍ
أَيّـــان لا نــدم يَجــدي وَلا حيــل
أَو كَــالغُراب رَأى مِــن جـوه حَجلاً
فَقـالَ قَـد بزنـى فـي مَشـيهِ الحَجَل
ثُــمَ اِنبَـرى حَسـَداً مِنـهُ لِيَحكيهـا
فـي المَشـي وَالطَبع شَيء لَيسَ يَنتَقل
لَمـــا تَيَقــن أَن الأَمــر يُعــوزه
وَأَن ذَلِــكَ شــَيء مــا بِــهِ قِبــل
رَأى الرُجــوع إِلـى مَعهـود مشـيته
أَولــى بِـهِ فَـإِذا فـي مَشـيهِ خَبـل
فَلا إِلـى مَشـيه المَعهـود عـادَ وَلا
نـالَ المُـراد وَبـانَ العَجزُ وَالكَسَل
وَإِنَّنـــي مثلُــهُ وَافقتــه ســَفهاً
فـي الـرَأي لامَيـنَ في قَولي وَلا خَطل
لا بِالقَصــابة أَسـتولي عَلـى أَملـي
وَلا بِشـعري إِلـى نَيـل المُنـى أَصـل
مُذَبــذب غَيــر حـاظ فـي سـَبيلَهُما
مثــل النَعامــة لا طَيــر وَلا جَمَـل
أبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي.تارة يلقب بالجزار وأخرى بابن الجزار والراجح أن اللقب له لا لأبيه ولذلك لما صح أنه كانت مهنته الجزارة فانتسب لها.وقد كان أبوه فلاحاً مغموراً فقير الحال في الأخبار التي أوردها ابن بسام مقترنة بشعر الجزار.ولا نعلم متى عمل بالجزارة ولا متى عدل عنها ثم عاد إليها ثانية.ويصور الشاعر الدنيا وقد قلبت له ظهر المجن فيراها خداعة متلونه لذلك يجاريها ويحتال عليها.