
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَســعى الحَريــص وَرزقـه مَقسـومُ
وَالحــرص مَرتعـه الخَصـيب وَخيـم
لَـو نـالَ بِالحَزم امرؤ حَظ الغنى
مـاتَ الفَـتى الكَسـلان وَهُـوَ عَديم
سـَبق القَضـاء بِكُـل مـا هُوَ كائن
فمـن النهـي التَفـويضُ وَالتَسليم
قَــد قَســَّمَ الأَرزاق بَيـنَ عِبـاده
رَبٌ رَؤوف بِالعِبـــــاد رَحيــــم
حـرص الفَـتى سـَببٌ إِلـى حِرمـانهِ
وَطلابُــهُ مــا لَيــسَ يُـدرك شـوم
مـا بـال دُنيـاي الدَنية لَم تُقم
أَودي أَكــــلُّ مَفـــوهٍ مَحـــروم
نُــوديت واحـدها وَرُخمـت المُنـى
بئس النِـــداء وَراءه التَرخيــم
قَــدر عـن الآمـال أَصـبَح مُقعـدي
وَمِــن المقــادرِ مُقعَــدٌ وَمُقيـم
لا تَجزَعـي يـا نَفـس إِن خَطـبٌ عَدا
فَــالحُر يَعــثر تــارَةً وَيَقــوم
لَيـسَ العَجيـب بِـأن غَيـري راضـِعٌ
ثّــدي المُــراد وَأَنَّنــي مَفطـوم
فَكَــذا الزَمــان بِـأَهلِهِ مُتَقَلـب
لا البُـؤس فيـهِ وَلا النَعيـم يَدوم
إِن الفَقيـه أَبا الوَليد المُنتقى
وَزرٌ كَفيـــل بِـــالمُراد زَعيــم
لَـولا سـُلوك يَمينـه سـبلَ النَـدى
دَرَســت وَلَــم يُعلـم لَهـن رُسـوم
يـا أَيُّهـا المَحروم مَأمول المُنى
أَجهلـــتَ أَن عَطـــاءه مَحتـــوم
لا تَعـــدُ لُقيــاهُ وَزره مُســلِماً
فَلِقـــاؤُهُ يَكفيـــك وَالتَســليم
وَأَنـخ بِبـاب رِحـابه بـدن الرَجا
ء وَلا تخــم فَــالجود فيـهِ خيـم
أَضـفى الوقـار عَلَيـهِ حلـة هَيبَةٍ
تَطريزُهــا التَبجيــل وَالتَعظيـم
مُتَواضــع فــي رفعــة ذي همــةٍ
تَســمو إِلــى كسـب العَلا وَتَهيـم
همـم سـمت رتـبَ العلا حَتّـى غَـدَت
وَكَأَنَّهــا فَــوقَ النُجــوم نُجـوم
مُتَوقــد الآراء يَقظــان النُهــى
طــبٌّ بِــأَدواء الزَمــان عَليــم
حُلـــو وَمُــر للمريــر مَــذاقه
كَالــدَهر فيــهِ شــَقاوَةٌ وَنَعيـم
شـادَ العلا بيـد العَطـاء فَمجـده
عــالي البِنــاء وَغَيـره مَهـدوم
مِـن مَعشـَرٍ مـا زالَ فـي أَموالهم
حَـــق لِمَـــن يَرجــوهم مَعلــوم
الفَضـل فيـهِ وَفـي ذَويـه لَم يَزَل
مِنـــهُ حَـــديث فيهــمُ وَقَــديم
لِلّـــه مِنــهُ أَيُّ فــارس مَقــولٍ
يَعنــو لَـهُ المَنثـور وَالمَنظـوم
مــاضٍ أَقــامَ مَنـار كُـل فَضـيلةٍ
وَأَسـال سـَيل الجـود وَهُـوَ عَريـم
وَفَقيــه شــورى إِن تعـرض مشـكلٌ
جَلّــى دُجـى الأَشـكال وَهُـوَ عَـديم
ضافي الذُيول مِن السَكينة وَالتُقى
يَقظــان مَــأمون الجِهـات سـَليم
مُتَبَــــرع بِبَلاغــــة وَفَصـــاحةٍ
تَعنــو إِلَيهــا يَعــرب وَتَميــم
قَـد شـَدَ أزر المـأثرات كَما تَرى
شــَدَّ البِنـاء الـواهي التَـدعيم
عقـم الزَمـان عَن أَن يَجيء بِمثله
إِن الزَمـــان بِمثلـــه لَعَقيــم
يـا مِـن يُـؤنبه عَلـى صِلة النَدى
أَعلمـتَ مِـن فـي المُكرَمـات تَلوم
هَيهـات نَقـل الصـَخر أَعسَرُ مَطلَباً
أَن يَســتَحيل عَـن العَطـاء كَريـم
لَيـسَ اِبتِـذال المـال يُفنيه وَلا
يُبقيـهِ فـي كَـف اللَئيـم اللـوم
حسـب الكَريـم محامـد تَبقـى لَـهُ
وَكَفــى اللَئيــم بِــأَنَّهُ مَـذموم
لَمــا رَأَيـت سـَماءَ جـودك زُيِّنَـت
بِنُجــومِ جــودٍ نوؤهــا مَســجوم
أَرسـَلت شـَيطانَ اِفتِقـاري سـامِعاً
فَلَعلــــه بِشـــهابها مَرجـــوم
أبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي.تارة يلقب بالجزار وأخرى بابن الجزار والراجح أن اللقب له لا لأبيه ولذلك لما صح أنه كانت مهنته الجزارة فانتسب لها.وقد كان أبوه فلاحاً مغموراً فقير الحال في الأخبار التي أوردها ابن بسام مقترنة بشعر الجزار.ولا نعلم متى عمل بالجزارة ولا متى عدل عنها ثم عاد إليها ثانية.ويصور الشاعر الدنيا وقد قلبت له ظهر المجن فيراها خداعة متلونه لذلك يجاريها ويحتال عليها.