
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَصـَدَّتْ لِوَشـْكِ البَيْنِ من جَفْوَةِ الصَدِّ
وحَلَّـتْ قناعَ الصَبْر عن زفرة الوجْدِ
وألقـتْ إلـى حُكـمِ الأَسى عِزَّةَ الأُسا
فَنَـمَّ بمـا تُخْفـي تُبارِيحُ مَا تُبْدِي
وأسـْفَرَ رَيْبُ السُّخْطِ عن صادِقِ الرِّضا
ولاح هِلالُ الوصـلِ مـن مَغْـربِ الصـَّدِّ
فوشـكانَ مَـا لَفَّـتْ قضـيباً بقاضـِبٍ
وأدْنَتْ نِجادَ السَّيْفِ من مَسْلَكِ العِقْدِ
وَهـبَّ غليـلُ الشـَّجْوِ فِي غَلَلِ اللَّمىَ
وسـالَ جُمـانُ الخَدِّ فِي يانِعِ الوَرْدِ
فَجَرَّعـتُ حَـرَّ الشـَوْقِ من بَرَدِ الحَيا
وزَوَّدْتُ مُـرّ الصـَّابِ من ذائِبِ الشَهْدِ
وقـالتْ وتَوْديـعُ التَفَـرُّقِ قَـدْ هَفا
بِصــَدرٍ إلـى صـدرٍ وخَـدٍّ إلـى خَـدِّ
عَسـى قُـرْبُ مَا بَيْنَ الجوانِحِ فَأْلَنا
لِمَجنـى ثِمارِ القُرْبِ من شَجَرِ البُعْدِ
فسـَبْقاً إلـى ذي السـَّابِقاتِ برِحْلَةٍ
تَلُـوحُ بنَجمِ العِلْمِ فِي مَطْلَعِ السَّعْدِ
إلـى الحِمْيَـريِّ العـامريِّ الَّذي بِهِ
غَـدَتْ حُرْمَـةُ التَأميلِ وارِيَةَ الزَّنْدِ
إلـى مَلِـكٍ مِلْـءِ الرَغـائِبِ والمُنى
وملْـءِ نِجادِ السّيْفِ والدِّرْعِ والبُرْدِ
ومِلْـءِ مَكَـرِّ الخيلِ فِي حَوْمَةٍ الوغى
وملْـءِ رداءِ الحِلمِ فِي مَشْهَدِ الحمدِ
وَ مُـــؤْتمَنٍ للــهِ مُســْتَحْفَظٍ لَــهُ
لمـا ضـاعَ من حقٍّ وَمَا خاسَ من عَهْدِ
تَجَلَّـى لَنا فِي مَطْلعِ المُلكِ فَانْجَلَتْ
بِـهِ ظُلُمـاتُ الغَـيِّ فِـي سُبُلِ الرُّشْدِ
فـأعْلقَ سيفَ النصر فِي عاتِقِ العُلاَ
وأثْبَـتَ تاجَ المُلْكِ فِي مَفْرِقِ المجدِ
وأشـْرَقَ فِـي جَـوٍّ مـن العِـزِّ مُعْتَـلٍ
وأغْـدَقَ مـن ظِـلٍّ عَلَـى الأرضِ مُمتَـدِّ
ولاقــى وْجــوهَ الراغـبينَ كأنَّمـا
أمـانِيُّهُم يُصـْبِحَنَ مْنـهُ عَلَـى وعْـدِ
ونـادَى خُطـوبَ الدَّهْرِ بَرَّحْتِ فَاقْصِري
وثَــوَّبَ بالآمــالِ أبْرَحـتِ فامْتَـدِّي
إلـى رَوْحِ إنعـامٍ يُراحُ إلى المُنى
ولُجَّــةِ معـروفٍ تُهِـلُّ إلـى الـوِرْدِ
تُرَاثُــكَ عــن جَــدٍّ وجَـدٍّ بِهَـدْيِهِمْ
تَنـاهى بِكَ الدُّنْيا إِلَى أَسْعَدِ الجَدِّ
فحسـبُكَ مـن نفـسٍ وكافِيـكَ مـن أبٍ
وشـَرْعُكَ مـن عَـمٍّ وناهِيـكَ مـن جَـدِّ
بِهِـمْ مُـدَّ بَحْـرُ الدِّينِ فِي كُلِّ بلدةٍ
وهُـمْ تركـوا بَحْـرَ الأعـادي بلا مَدِّ
وهُـمْ عَمَرُوا الأيَّامَ من ساكِنِ الهُدى
وأخْلَوا غِياضَ الشِّركِ من ساكِنِ الأُسْدِ
وهُــمْ جَـرَّدُوا أسـياف دِيـنِ مُحَمَّـدٍ
وخَلَّــوا سـيوفَ النَـاكِثينَ بلا حَـدِّ
وهُـــمْ ســَلبُوا كِســْرى وقَيْصــَراً
وحَلَّـوْكَ تـاجَ المُلـكِ فَـرْداً بلا نِدِّ
دعــائِمُ ســُلْطَانٍ وأرْكــانُ عِــزَّةٍ
بِهَـا وَشـَجَتْ قُربـى تميـمٍ من الأزدِ
ومــا حَفِظُــوا أعلامهـا ونِظامَهـا
بِمِثْلِـكَ مـن مـولىً ومِثلِـيَ من عَبْدِ
بمـا شـدْتَ فِيهَا من سَناءٍ ومِنْ سَناً
ورَاقَ عليهـا مـن ثَنائي ومِنْ حَمدي
فمـا جَلَـتِ الـدنيا عَـروسَ رِياسـَةٍ
لِمُلْكِهِــمُ إلّا وَفِــي صـَدْرِها عِقـدي
ولا جاشـَتِ الآفـاقُ مـن طِيـبِ ذِكرِهِمْ
بِجَيـشِ ثنـاً إلّا وَفِـي وسـْطِهُ بَنـدي
بمـا بَسـَطوا لـي أيْدِياً مَلَّكَتْ يَدِي
أعِنَّــةَ أعنْــاقِ المُسـَوَّمَةِ الجُـرْدِ
ومـا مَهَّـدُوا لـي مـن فِراشِ كَرَامَةٍ
وَمَـا أتْبعُـوني مـن لِواءٍ ومن جُنْدِ
وكـم جَلّلُـوني نِعْمَـةً قَـدْ جَلَوْتُهـا
عَلَـى غـابِرِ الأزمانِ فِي حُلَّةِ الخُلدِ
فــإنْ تَمْتَثِلْهــا مِنْهُـمُ فـيَّ فَـذَّةً
فَكَـمْ حُزْتُهـا مِنْهُـمْ عِـدَاءً بلا عَـدِّ
وإن تَحْبُنيها عَنْ تَناهِيكَ فِي النُّهى
فقِـدْماً حَبانِيهـا أبـوكَ مِنَ المَهْدِ
وإن عَــمَّ أهْـلَ الأرضِ فَيْـضُ نَـدَاكُمُ
فـإنِّيَ قَـدْ بَـرَّزْتُ فِـي شُكْرِكُمْ وَحْدِي
بَــدائِعُ أضــْحَتْ فِيكُــمُ آلَ يَعـرُبٍ
أوَائِلَ مَـا قَبْلـي وآخِـرَ مَـا بَعْدِي
ومـا بُعْـدُ عهدي عَنَكَ يُنسِي عُهُودَهُمُ
إليـكَ بحقِّـي مـن وفـائِكَ بالعَهـدِ
ولا نـأيُ دارِي عَنْـكَ يُبْلـي وَسائِلاً
جَلِـيٌّ بِهَـا قُرْبـي وَفـيٌّ بِهَـا بُعْدِي
فَلا أخْطــأت أسـْيافُكُمْ سـَيْفَ مُعْتَـدٍ
ولا خَــذَلَتْ أيْــدِيكُمُ ظَــنَّ مُعْتَــدِّ
ولا زَالَــتِ الأيــامُ تُشــْرِقُ مِنْكُـمُ
كَمَـا أشْرَقَ الإحسانُ من عِنْدِكُم عِنْدِي
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.