
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُحمّـدُ يـا ابـنَ مَسـلمةٍ سـَلامُ
وَحمْــدٌ مـن شـعائرِه الـدَّوامُ
إلـى القُرَطاءِ لا كانوا رِجالاً
هُـمُ البرحـاءُ والدَّاءُ العُقَامُ
رِجــالُ الســُّوءِ لا حَـقٌّ يـؤدَّى
لخـــالِقهم ولا دِيــنٌ يُقــامُ
تَنبَّهــتِ القواضـِبُ والعَـوالي
بأيـدِي الفـاتِحينَ وهُـمْ نِيامُ
بَنِــي بَكْــرٍ ألمّـا تُبصـِروها
يَشـُبُّ ضـرامَها البطـلُ الهُمامُ
ألا إن الســـريَّةَ فَاحْــذَرُوها
لَيرهَـبُ بَأسـَها الجيشُ اللُّهامُ
هُــمُ الأبطــالُ عِـدَّتهمُ قليـلٌ
ومَشـــهدُهم كَــثيرٌ لا يُــرامُ
تقــدَّمَ عابِــدٌ ومَشـى إليهـم
عِبـادُ اللَّـهِ وَاسـْتَعَر الصّدامُ
فَتِلـكَ جَمـاجِمُ القَتْلَـى وَهـذي
فلـولُ القـومِ ليـس لها نِظامُ
وخُلِّيــتِ النّســاءُ فلا ذِمــارٌ
لِبَكْـــرِيٍّ يُصـــانُ ولا ذِمــامُ
وليــسَ لِعــرضِ مَغلـوبٍ وقـاءٌ
ولكــنَّ الألــى غَلبـوا كِـرامُ
أعِفَّــاءُ النُّفــوسِ ذَوِي حِفـاظٍ
عليهــم كــلُّ فاحشــةٍ حَـرامُ
هُــوَ الإســلامُ إحســانٌ وَبِــرٌّ
وأخْــذٌ بــالمُروءةِ وَاعْتِصـامُ
تَخَلَّــوْا عــن حَلائِلهـم فَـرُدَّت
عليهـم تِلكُـمُ المِنَـنُ الجِسامُ
بَنـي بكـرٍ غَـدَا الـوادي خَلاءً
فـأين الشـّاءُ والكُومُ العِظامُ
وأيـن ثُمامـةُ بـنُ أثـالِ هَلّا
حَمَتْــهُ حَنِيفَــةٌ ممّــا يُسـامُ
يُسـامُ الهُـونَ مـا جزِعتْ عليهِ
ولا بَكــتِ اليمامـةُ إذ يُضـامُ
أمــا بَصــُرتْ بسـيِّدها ذليلاً
عَبـوسَ الـوجهِ يَعْلُـوه القَتامُ
أصـابَ مِـنَ الرّسولِ حِمىً مَنيعاً
وكَهْفـاً فيـه للهِمَـمِ ازْدِحـامُ
أصـابَ قِـرىً يُحـدِّثُ عـن جَـوادٍ
يُصـيبُ الـرِيَّ مـن يَدِهِ الغَمامُ
أصــابَ كرامـةً وأفـادَ خيـراً
فلا مَثْـــوَىً يُــذَمُّ ولا مُقــامُ
تَعهَّــــدَهُ كَرِيـــمٌ أرْيَحِـــيٌّ
لــهُ فــي كــلِّ آونـةٍ لِمـامُ
ثُمامـةُ كيـفَ أنـتَ وأيُّ نُعْمَـى
ظَفِـرْتَ بهـا فأعْوَزَهـا التَّمامُ
أمـا مُكِّنـتُ مِنـكَ وكنـتَ خَصماً
تَفــاقَمَ شـَرُّه وطَغـى العُـرامُ
طَحَـا بِـكَ مِـن مُسـَيْلَمةٍ خَبـالٌ
فلا رَســـَنٌ يُـــرَدُّ ولا زِمــامُ
يَقـولُ لئن أردت اليـومَ قتلي
فلا شــــكوىَ لــــديَّ ولا مَلامُ
وإن يــكُ مِنـكَ مغفـرةٌ وعَفْـوٌ
شـكرتُكَ والقَـوِيُّ لـه احْتِكَـامُ
هَـداهُ إلـى سـَبيلِ اللـهِ هادٍ
لــه بِمَخـائلِ الخيـرِ اتِّسـامُ
ثُمامَـةُ لا تَخَـفْ مـا عِشـْتَ شَرّاً
تَجلَّـى النُّـورُ وانْقَشـَعَ الظّلامُ
إلى البيتِ العتيقِ فَسِرْ رَشيداً
ولا يَحْزُنْــكَ عَتْــبٌ أو خِصــامُ
تأجّـجَ فـي صـُدورِ القـومِ غَيظٌ
لــه فــي كـلّ جانحـةٍ ضـِرامُ
أتُســلِمُ يـا ثمامـةُ إنّ هـذا
وإنْ كَــذَّبْتَنا لَهُــوَ الأثــامُ
ثُمامــةُ خُنْتنـا وَصـَبأْتَ عنّـا
فليـس لِصـَدْعِ أنفُسـِنا الْتِئَامُ
لأنـــتَ لنــا عــدوٌّ نتّقيــهِ
فلا صـــُلحٌ يكـــونُ ولا ســَلامُ
ألا فَدَعُوا الجَهالةَ وَاسْتَفِيقُوا
فمـا يُغْنِـي عَنِ الغَيْثِ الجَهامُ
حـذار فَمـا ثُمامـةُ غيـر عَضْبٍ
لكـم فـي حَـدِّهِ الموتُ الزُّؤامُ
يَقـولُ لكـم لئن لـم تَتْبَعُوني
لسـوفَ يُيبـدُكم منِّـي انتقـامُ
أســُدُّ عليكــمُ الأسـواقَ حتّـى
يَصـيحَ جِيـاعُكم أيـنَ الطّعـامُ
أبَـوْا فـأذاقَهم منـه عَـذاباً
غَرامـاً مـا لـدائِبهِ انْصـِرامُ
أذابَ الجـوعُ أنفسـَهم فَضـَجُّوا
وَضــَجَّتْ فـي جُلـودِهمْ العِظـامُ
أهــابوا بـالنبيِّ ألا أغِثْنـا
فمـا يُرضـيكَ أن يَشـْقَى الأنامُ
أغِثْنـا إنّهـا يـا خيـرَ مَولىً
عُـرَى الأرحامِ ليس لها انْفِصامُ
رُمِينـا مـن ثُمامـةَ بالدَّواهِي
وفـي يَـدِكَ الكِنانـةُ والسِّهامُ
نَهـاهُ فلا دَمٌ فـي الحـيِّ يُشوَى
ولا شــــَيْخٌ يَجــــوعُ ولا غُلامُ
تــدارَكَ فَضـلُهُ منهـم نُفوسـاً
تَمنَّـتْ لـو تَـدَارَكها الحِمـامُ
فأمسـى الأمـرُ فيهـم مُستقيماً
ولـو عَرَفوا المحجَّةَ لاسْتَقاموا
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.