
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فلســطينُ صــبراً إنّ للفـوز مَوْعِـدا
فَـإِلَّا تفـوزي اليـومَ فـانتظري غـدا
ضــمَانٌ علــى الأقـدارِ نصـرُ مُجاهـدٍ
يـرى المـوتَ أن يحيـا ذليلاً مُعَبَّـدا
إذا السـّيفُ لـم يُسـْعِفْهُ أَسـْعَفَ نَفْسَهُ
بِبــأسٍ يـراه السـّيفُ حتمـاً مُجـرَّدا
يَلــوذُ بِحـدَّيْهِ ويمضـي إلـى الـوَغَى
علــى جـانبيهِ مـن حيـاةٍ ومـن رَدَى
مَنَعْــتِ ذِئابَ السـُّوءِ عـن غِيـلِ حُـرَّةٍ
سَمَتْ في الضّواري الغُلْبِ جِذماً ومَحْتِدا
لهـا مـن ذويهـا الصـّالحين عـزائمٌ
تَفُـضُّ القُـوى فضـّاً ولـو كُـنَّ جلمـدا
إذا صــدمت صــُمَّ الخُطــوبِ تَطَـايرتْ
لـدى الصـّدمةِ الأُولـى شـَعاعاً مُبدَّدا
لـكِ اللـهُ مـن مظلومـةٍ تشتكِي الأَذَى
وتـأبَى عوادِي الدّهرِ أن تبلغَ المَدَى
جَـرَى الـدّم يسـقِي فـي ديارِكِ واغِلاً
مـن البَغْـي لا يَرْضَى سوى الدّمِ مَوْرِدا
تجرَّعـــه نـــاراً وكـــان يظنُّـــه
رحيقـــاً مُصـــَفَّى أو زُلالاً مُـــبرَّدا
كــذلك يُشــقِي وعـدُ بِلفـورَ مَعْشـراً
مناكيـدَ لاقـوا منـه أشـقى وأنكـدا
نَفَتْهُـم فِجـاجُ الأرضِ من سوءِ ما جَنَوْا
فجــاءوا علـى ذعـرٍ عَباديـدَ شـُرَّدا
يُريـدون مُلكـاً فـي فلسـطين باقيـاً
علـى الـدّهرِ يحمِـي شعبَهم إن تمرَّدا
يُــديرون فــي تهويـدِها كُـلَّ حيلـةٍ
ويــأبى لهــا إيمانُهـا أن تُهـوَّدا
بلادٌ أعَزَّتْهــــا ســــيوفُ مُحمّــــدٍ
فمـــا عُـــذرُها ألا تُعِــزَّ مُحمَّــدا
أفـي المسجدِ الأقصَى يَعيثُ الأُلىَ أَبَوْا
سـوى المـالِ طُولَ الدّهرِ ربّاً ومسجدا
أَحَلُّـوا الرّبـا فـالأرضُ غُبْـرٌ وُجوهُها
تُرينـا الصـّباحَ الطّلـقَ أَقْتَمَ أَرْبَدا
تَنُــوءُ بأعبــاءٍ ثِقــالٍ مــن الأَذَى
ويُوشــِكُ فيهــا الخَسـفُ أن يتجـدَّدا
رموهـا بخطـبٍ هـدَّ مِـن أهلِها القُوَى
وغَــادَرَهُمْ مِلــءَ المَصــارعِ هُمَّــدا
أَيُمْسـِي عبيـدُ العجـلِ للنّـاسِ سـادةً
ومـا عرفـوا منهـم على الدّهر سيّدا
لهـم مـن فِلسـطينَ القُبـورُ ولم يكن
ثراهـا لأِهـلِ الرِّجـسِ مَثـوىً ومرقـدا
أقمنــا لهـم فيهـا المـآتِمَ كُلَّمـا
مَضــَى مَشــهدٌ مِنهُـنَّ أَحْـدَثْنَ مَشـهدا
فَقُــل لِحُمـاةِ الظُّلـمِ مـن حُلفـائهم
لنـا العهـد نحميـهِ ونمضِي على هُدَى
نَــرُدُّ علــى آبائنــا مـا تَـوَارَثَتْ
قَواضــبُهم لا نَتَّقِــي غــارةَ العِـدَى
نَضـِنُّ بهـم أن يُفضـَحوا فـي قُبـورِهم
ونحمِـي لهـم مجـداً قـديما وسـُؤْدُدا
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.