
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إيـهٍ علـى تـذكارِ مـا سَلَفا
فالـدمعُ منـك أَقـلُّ ما وَكَفا
يـا عيـن أنـت جلبـتِ ناظرةً
لفــؤاديَ الأشـواقَ والشـَّغَفا
كـم قـد كَففتُـك خائفاً حَذِرا
عـن نـاظرٍ يَقْـوَى إذا ضـَعُفا
فعَجِبــتُ كيـف رَمَيْـتِ يـومئذٍ
ســهما فعـادَ لـوقِته هـدفا
ذاك التبســُّمُ كــان غـايتَه
هــذا البكـاء لأجلـه سـَرَفا
أَسـرتْك وانصـرفَتْ ومـا وَجَدت
عَزَمـاتُ قلِبـك بعـدُ مُنْصـَرَفا
واللـهِ ربِّ مِنـىً ومـا جَمعـتْ
وكفــى بـذاك لمُقْسـِمٍ حَلَفـا
إنـى إذا مـا الوصلُ أَمْكَنني
نَزَّهتُــه عــن ريبــةٍ أَنَفـا
وأبيـت أَقَنـع بالحـديثِ ولو
كـان الحـديثُ إشـارةً لكَفَـى
وبمـا يُبَلِّغـه الرسـولُ ولـو
كـان النسـيمُ رسـولَها لشَفَي
وبطيفِهــا وبأنهــا علمــتْ
أنــى أَبيــت بحبهـا كلِفـا
وبلفــظِ مَبْســِمِها ومَقْصــِدُه
أخــرى فيُهْجُنـي ومـا عَرَفـا
وبرَشـْفِ مـاءِ النيلِ قد وَردَتْ
أولاَه ثـــم وردتُــه طَرَفــا
ولـوِ اسـتطعتُ منعتُ إذ وَردَتْ
مـنْ عَـبَّ مـن شـَطَّيْه أو رَشَفا
غَيْـران مـن علمـي بـأنّ بـه
مـن سـُؤْرِ شـهدِ رُضابِها نُطَفا
وأَغـارُ مـن مـرِّ النسيم بها
دونـي يُباشـِر ذلـك التَّرفـا
مــالي وللعُــذال لا سـَعِدوا
فلقـد لقيـتُ بعَـذْلهم جَنَفـا
عَذَلوا وما عَشِقوا ولو عشقوا
قَبِلـوا هنالـك عُذْرَ من شُغِفا
يـا وَيْحهَـم لـو أبصروا رَشَأً
يهـتزُّ مـن ليـنِ الصِّبا هَيَفا
بـدرٌ علـى غصـنٍ علـى نَقَـوَىْ
رمـلٍ أَضـاءَ ومـاسَ وارْتَـدَفا
يفـتر عـن نَـوْر الأَقـاحِ إذا
وافَـى نَـدىً سـَحَرا بـه فصفا
كالــدُّرِّ لكــنْ صـاغ نـاظمُه
بالمسـكِ مـن لَعَـسٍ بـه صَدَفا
وجَنِـــىُّ وردٍ فــوقَ وجْنِتــه
يَحمــرُّ ثـم يعـود إنْ قُطِفـا
لاســتبدلوا بمَلامــتي حسـدي
ورأوا تَعاقُـل عـاذلي خَرَفـا
مَـنْ لـي بعيـشٍ كان لي ومضى
عنـي ولـم أَعتـضْ بـه خَلَفـا
حيـث الصـبابةُ والصـِّبا شَرَعٌ
كــلٌّ حَلا وصــَفا لمـن وَصـَفا
فكــأن عيشـي كـان بينهمـا
قبــل التفـرق روضـة أُنُفـا
إنْ كــانت الإســكندريةُ قـد
شــَطَّتْ فَـأَوْلَتنْي نَـوًى قَـذَفا
وســكنتُ بالفُسـْطاط مُغْترِبـا
فلقـد كسـبتُ بغربـتي شـرفا
ورَقيـتُ مـن مدح الملوك بها
رُتَبـا أَنافتْ في العُلى كَنَفا
وكســبتُ مــالا لــو يُرَفِّـره
جَـدْواىَ لـم أعـرفْ لـه طرفا
لكــنْ ينـازِعني إلـى وطنـي
شــوقٌ إذا اسـتمهَلتُه عَسـَفا
وأَعــافُ مِصـرَ وعيشـُها رَغَـد
ويَشـوقُني وطنـي ولـو عَجِفَـا
أُقْصـِي البنفسـجَ ثـم يُعجبني
أنْ أَنْشـَقَ الظَّيّـان والطَّرفـا
شـوقاً إلـى ذاك الثَّرَى وإلى
ذاك النسـيمِ الرَّطْبِ حين هَفا
وإلــى ريـاضٍ كـان يـوقِظني
فيهـا نـدى سـَحَرٍ إذا كَثُفـا
وشـَميمِ عَـرْفِ الروضِ حينَ بدا
ورَخيـمِ لَحْـنِ الطير إذ هَتفا
ويهزنـي مـرحُ الشـبابِ بهـا
هـزَّ القَضـيب اللَّـدْن مُنعطِفا
مـا بيـن أتـرابٍ قدِ اتفقوا
أنْ يجعلـوا سـاعاتِهم تُحفَـا
يُبــدون مـن آدابِهـم مُلَحـا
جَعلـوا لهـا آذانَهـم صـُحُفا
لَهْفِـى علـى زمـنٍ بهـا وبهم
لـو كـان ينفـعُ قولُ والَهَفا
فــارقتُهم وصــَحِبتُ بعــدهمُ
حـاليْن قَـرْعَ السـِّنِّ والأَسـفا
ظافر بن القاسم بن منصور الجذامي أبو نصر الحداد.شاعر، من أهل الإسكندرية، كان حداداً.له (ديوان شعر - ط)، ومنه في الفاتيكان (1771 عربي) نسخة جميلة متقنة وفي خزانة الرباط (980د) مخطوطة ثانية مرتبة على الحروف.توفي بمصر.