
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـلى الإلـهُ عليـك يـا بْنَ رسولِهِ
وهَــدى لطاعِتـك الـوَرَى لسـبيلِهِ
فبِـكَ اسـتقرَّ الحـقُّ واتضح الهدى
وأبــان للثَّقَليــن وجـهُ دليلِـهِ
يـا بـنَ الأئمـةِ مـن ذؤابةِ هاشمٍ
شــَرَفٌ ســَما بفروعــه وأصــوله
ومبيـد مُلْـكِ الرومِ بالنصرِ الذي
نَطَقَــت بـه الآيـاتُ مـن إنجليـه
قـد شـام منـه الشامُ أعظمَ بارِقٍ
يمحـو الفِرِنْجَـة منـه بعضُ سيوله
بـادرْ بيـومٍ مثـلِ بـدرٍ إنْ يكـن
لأبيـــك ذاك فــإن ذا لســليله
قــد حـان حَيْنُهـمُ وكـاد لقربـه
منهــم يُســمِّعُنا صــياحَ عَـويله
للــهِ جيــشٌ مثــلُ جيشـك مُعْلَـم
فالنصــرُ يرحـل دائبـا برحيلـه
لـولا الضـجيجُ لكـادَ يسـمع ناصِتٌ
صــوتَ المَلائكِ فيـه مـن تهليلـه
وأجْـرِ الجيـاد فكـلُّ طِـرْفٍ سـابح
شـوقا لهـذا النصـر جَـلّ صـهيلُه
وشــِمِ الســيوفَ إذاً فكـلُّ مُهنَّـدٍ
لرقـابِ أهـلِ الكفـر فَـرْطُ نُحوله
فليَثْبُــتِ الإفرنــجُ منـه لقَسـْوَرٍ
بعـث الحُتـوف إليهـمُ مـن غِيلـه
مــا مـالهم وحريمهـمُ ودمـاؤهم
إلا وَديعتــــه بكـــفِّ وكيلـــه
فـالبَرُّ مثـلُ البحـرِ مـن فرسانه
والبحـر مثـل الـبر مـن أسطوله
جَمْـعٌ يَـبيت الطيـرُ فـوق رمـاحِه
عُــدْما لكــثرته مكــانَ مَقيلـه
ضـاقتْ بـه الكرةُ التي هو مِلْؤُها
حــتى يكــادَ يشــقُّها برَعيلــه
يـا أرفـعَ الخلفاء قَدْرا يا إما
مَ الحـقِّ دعـوةُ صـادقٍ فـي قِيلـه
إن الـــذي أَهَّلْتَنـــا لمَــديحه
ورفعتَـه فـي المُلْـك بعـد نزوله
وأَشـعْتَ فـي الثَّقَليْـن موقعَ ذكرِه
فجـرتْ بـه الأفـواهُ بعـدَ خمـوله
أنـت المُـرادُ بقَصـْدِ كـلِّ قصـيدةٍ
بُنِيَـت علـى الأفهـام فـي تَبْجيله
كســــجودِ أَملاكِ الســــماءِ لآدمٍ
وســجودُها للــه فــي تــأويله
أَولَيتــه نِعَمــا تعَـاظمَ قَـدْرُها
شــَرَفا فقابَلَهــا بفَـرْطِ غُلـوله
نــال الثريــا فـي ذَراكَ فحظُّـه
تحـتَ الـثرى الأقصـى طِلابُ فُضـوله
وجعلتَـه كالشـمسِ مـا بينَ الورى
وفِعــالُه تَقضــِي بوَشــْكِ أُفـوله
فـاغترَّ بـالرأيِ الـذي أَوْدَى بـه
وأَصـــارَه لقُيـــوده وكبـــوله
ومَطـامع الآمـالِ تخـدع ذا النُّهى
وتُعيــد عــالمَ عصــرِه كجِهـوله
فـاللهُ ناصـرُ مـن أطاعَـك صادقا
ومُبيــدُه بالــذلِّ عنــد نُكـوله
فلقـد عـدلتَ فكِـدْتَ تأخـذُ رغبـةً
بالثـأرِ مـن هابيـلَ فـي قابيِله
ووهبـتَ حـتى إنّ جـودَك يغمـر ال
دنيـا ومـن فيهـا ببعـض هُمـوله
وحَلُمـت حـتى إنَّ عفـوك يسـبق ال
جـاني إلـى الغايـات من تأميله
وأَجـرتَ مـن جَـورِ الزمانِ فما لَه
صــَرْفٌ يخـافُ الْحُـرُّ مـن تَنْقيلـه
غايــاتُ مـدحِك لا تُنـال ونَيْلُهـا
إفحــامُ مُــوجزِه وعجــزُ مُطيلـه
كـالبحرِ لـم تبلغ نهايةُ ذي نُهّى
أبــداً إلــى مَــوزونه ومَكيلـه
مـاذا يقـول المـادحون وقد بدا
بمــديحِك القــرآنُ فـي تنزيلـه
أنـت الـذي بَعـث الإلـهُ لنـا به
آبـــاءَه فتَمثَّلـــوا بمُثـــوله
حــتى لقــد ودَّ الحجـازُ تشـوقا
لـــو زاره برســـُومه وطُلــوله
فيـرى لوجهـك مـا رأى مـن حَقِّهم
فيمــا مضــى بجمــاله وجميلـه
ولِيُمْسـِك الـبيتُ الحـرامُ وحِجْـرُه
ومقـــامُه وحَطيمُـــه بـــذُيوله
ويُبـادِرَ الْحَجـرُ العظيـمُ ومـالَه
غيــرُ اسـتلامِ يـديه أو تقـبيله
وتقــول مكــةُ عنـد ذاك وطَيْبَـةٌ
هـذا ابـنُ حَيْـدرةَ الرِّضاَ وبَتوله
هـذا ضـياءُ اللـهِ والمعنى الذي
تتَفاضــلُ العلمـاءُ فـي تعليلـه
هـذا ابـنُ مَـنْ أَدْنـاهُ منه إلهُه
كالقـابِ مـن قَوْسـَيْن فـي تمثيله
هـذا ابـن مـن نطق الذراعُ لجَدِّه
إذْ ســَمَّه الكفــار فـي مـأكوله
مــن آمنـتْ جِـنُّ البلاد بـه وقـد
ســمعتْ كلامَ اللــهِ فـي تنزيلـه
مــا زال يَنْقُلــه الإلـه مُطهَّـرا
عــن ظهـرِ مثـلِ ذَبيحـه وخَليلـه
وتَــوارثتْه الأنبيـاءُ وسـادةُ ال
خلفــاءِ حـتى حـانَ وقـتُ حُلـوله
قَســما بمولِــده وغُــرَّةِ وجهِــه
شــَرَفا أَنــاف لعصــِره ولجِيلـه
هـذا مُـذِلُّ الشـِّرْكِ بـالعَزْم الذي
مــا فيـه غيـرُ أسـيره وقـتيله
أَغنـتْ هِباتُـك قُطْرَ مِصْر عن الْحَيا
جُـودا وأغنـى نَيْلُهـا عـن نِيلـه
مَدَّ الحياءَ على الْحَيا حتى انثَنى
عنهـا ودام النيـلُ فـي تَطْفيلـه
ولقـد يُريـد تَشَبُّها بك في الندى
وأقــلُّ جـودِ يـديك مثـلُ جَليلـه
ونَــداك أَدْوم ثـم أحلـى موقعـا
منــه فمــا ينفـكُّ عـن تخجيلـه
لـو لـم يُـراعِ لـه قريـبَ جوارِهِ
لـرَواه سـَيْبُك فـي عظيـم نزولـه
جـودٌ يَفيـض لمـن دَنـا ولمن نَأى
فــالْخَلقُ بيــن هُمـوله وشـُموله
يـا طالبـا للـدين والدنيا معا
يَبْغيهمـــا بـــوَجيفه وذَميلــه
مِصـراً فبـابُ اللهِ فيها سائلُ ال
أفضـالِ قـد سـعد الـوَرى بدخوله
الآمــرُ المنصـورُ والجبـلُ الـذي
قــامتْ ملـوكُ الأرضِ تحـتَ سـهوله
هــو واحـدٌ والنـاسُ طُـرّا بعضـُه
مـا عـازَه فـي الخلق غيرُ عَديله
يـا غـرَّةَ الحـقِّ المُنيـرةَ للورى
فــدليلُها بــادٍ علــى مـدلوله
هــذا مقـام كنـت أَجْهَـد دائِبـا
فــي نَيْلــه وأَجِـدُّ فـي تحصـيله
حـتى وقفـتُ أمـامَ دَسـْتِك مُنشـِدا
مــا أنـت أعلـمُ سـامعٍ بمقَولـة
فلأَفْخَـــرَنَّ بــه لأكِمــد حاســدي
حــتى يمــوتَ بغيظــه وغَليلــه
فتَهــنَّ هـذا العيـدَ فهْـو مُهَنَّـأٌ
فيمــا لــديك بقُربِــه ووُصـوله
وافَـى فـأَدركَ منـك فخـرا عاجلا
ظَفِـر الزمـانُ بـه مِـنِ اسْماعيله
شـــَرَّفتَنا وزمانَنــا فجميعُنــا
مُتميِّـــز فــي جنســه وقَــبيله
فاسـلمْ ودُمْ والْقَ السنين بمُبْتدا
عُمــرٍ كطيـبِ نَـدى يَـدَيْك وطـوله
ظافر بن القاسم بن منصور الجذامي أبو نصر الحداد.شاعر، من أهل الإسكندرية، كان حداداً.له (ديوان شعر - ط)، ومنه في الفاتيكان (1771 عربي) نسخة جميلة متقنة وفي خزانة الرباط (980د) مخطوطة ثانية مرتبة على الحروف.توفي بمصر.