
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـم قَـدْرُ ما أُخفِي الهون وأَصونُ
والـدمعُ يُعْـرِب والسـَّقام يُـبينُ
قـد كنـتُ مُعتضـِدا بحبـل تجَلُّدى
ألقَـى بـه الأهـوالَ وهْـو مَـتين
وإذا الفـتى عَبَث الغرامُ بقلبه
فالصــبرُ شــكٌّ والغـرامُ يَقيـن
يـا قلـبُ كنـت أَدِلُّ منـك بعزمةٍ
حــتى دَهَتْــك ســَوالفٌ وعيــون
فسـَبَتْك لَمْحـةُ شـادنٍ مـن بُرْقُـعٍ
وتَصـرَّفتْ بـك فـي الفنـون فنون
ووفيـتَ لي لما صَحِبتُك في الوَغَى
فـإذا التمسـْتُك بالسـلوِّ تَخُـون
إن الهوى لَهُوَ الهوانُ وإنما اخ
تصــروه تَخْفيفـا فـزال النـون
لا تَغبِطـنَّ أخـا الغرام فلو غَدا
ملــكَ الملــوك فقلبُـه مسـكين
يـا صـاحِ لا يَغْـرُرْكَ ظـبيٌ كـانِسٌ
فــالظبي لَيْـث والكِنـاس عَريـن
مـن كـلِّ أَهيـفَ ينثنِـي لقَـوامِه
نَعمــانُ ثــم لرِدْفِــه يَبْرِيــن
كالرمــحِ قَـدّا غيـرَ أنّ سـِنانَه
لَحْــظٌ لــه قلـبُ الكَمِـيِّ طعيـن
لا تُقْــدِمنَّ إذا العيـونُ تَعرضـتْ
فالســحرْ بيــن جفـونِهن كَميـن
هي مصرعُ الألبابِ تخدع ذا النُّهَى
فيـروح وهْـو رَهينُهـا المفتـون
يــا رُبَّ لائمــةٍ شــَجاها أننـي
ســَمْحٌ بمــالي والزمـانُ ضـَنين
قـالت أضـعتَ المـالَ هل لك عنه
مـا تَعتْاض قلتُ الحمدُ وهْو ثمين
قـالت غنيـتَ فقلت حسبُك فاعلمي
أن البخيـل بمـا لـه المغبـون
قـالت فـإن الفقـر هُون قلت لم
يَهـنِ الكريـمُ بـل اللئيمُ يهون
قـالت فإن المال نِعْمَ معونةُ ال
إنسـانِ قلـتُ لهـا الإلـهُ مُعيـن
قـالت فـإن الـوَفْرزيْنٌ قلـتُ كس
بُ الحمــدِ يَرْفَـع أهلَـه ويَزيـن
والمـالُ يـذهب والثنـاءُ مُخَلـد
يَحيـا بـه الإنسـانُ وهْـو دَفيـن
يــا هـذه مـاذا أفـاد بملكـه
فرعـــونُ أو بثَــرائه قــارون
قـالت فهـل لك من يُعوِّضك الغِنى
قلــت الأجــلُّ السـيدُ المـأمون
مَلـكٌ لـوِ اقتـدتِ البحارُ بجودِه
لــم يَنْــجُ مـن تيـارِهنَّ سـَفين
أَبــدا يُســابق جـودُه أنفاسـَه
بالمكرمــات فمــا لهـن سـكون
غمَــر البريــةَ نــائلاً فكـأنه
بجميــع أرزاق العبــاد ضـَمين
قاضـِي القضاة ومن يُشيد بعد له
هـادي الـدُّعاةِ ومـن إليه يَدين
نَصـَح الخلافـةَ فهْـي شـاكرة لـه
حَزْمــا تميـد الأرضُ وهْـو رزيـن
سـاس الأمـورَ لهـا بـرأيٍ صـائبٍ
إنْ كــان منـه شَراسـةٌ أو لِيـن
لا يخـرج التوفيـقُ عـن عَزمـاتِه
بــل صــاحبٌ وأخٌ لهــا ومُعيـن
شـَكرتْه حـتى الطيرُ في أوكارِها
فلهــا بطِيــبِ ثَنــائِه تَلْحيـن
للحـربِ والمِحْـرابِ منـه مَواقـفٌ
عَمِـرت بهـا الـدنيا وعزَّ الدين
للسـيفِ والقلـمِ النحيـفِ بكَفِّـه
فعــلٌ يكــون بـه مُنـىً ومَنـون
نظـر الإِمـامُ لـه بعيـنِ حقيقـةٍ
لـم تَرْمِهـا بيـن الشـكوك ظنون
فــرآه عينــا للزمـان بصـيرةً
والنــاسُ هُــدْبٌ حولهـا وجفـون
لـو ضَلّتِ الثَّقلانِ كان على الهدى
أو خـان أهـلُ الأرض فهْـو أميـن
فرَعـاه واسـْتَرْعاه سـائرَ أمـرِه
فكَفـاه مـعْ مـا كـان ما سيكون
إنْ هَـمَّ فهْـو جَنـانُه أو قال فهْ
و لســانُه أو صـال فهْـو يَميـن
وكَفـاك مـن يُثنِـي عليـه خليفةٌ
أحــدُ الــرواةِ لمـدحِه جِـبرين
أصــبحتَ سـيفا للخلافـةِ حاليـا
حيـث ازدهـى بـك عـاتقٌ وجـبين
فـافخرْ فـأنتَ وزيرُهـا ومُشيرُها
وأمينُهــا وظَهيرهــا الميمـون
غَرستْك في النَّعَمِ الغزيرةِ ناشئا
فتفرَّعــتْ لـك فـي العَلاء غصـون
فجَنَـتْ لهـا منك التجاربُ مُجْتَنىً
كــلُّ الأَطــايبِ حيـن تُـذْكَر دون
فتَهَـنَّ عيـدَ الفطرِ والسعدِ الذي
لــك فيـه فهْـو بكَـوْنِه مقـرون
قــد حَثَّــه شـوقٌ لفضـلك مُقِلـقٌ
ولــه إليــك صــَبابةٌ وحنيــن
لقد كان هذا العيدُ شخصا ناطِقا
هَنَّــى بـك الحُضـّار حيـن تـبين
فاســلمْ لــه مُسـتقبِلا ومُشـيِّعا
وقَـــدْرُك فـــي العَلاء مكيـــن
والآمـرُ المنصـورُ يُوِليـك الـذي
يغتــاظ منـه حسـودُك المحـزون
ظافر بن القاسم بن منصور الجذامي أبو نصر الحداد.شاعر، من أهل الإسكندرية، كان حداداً.له (ديوان شعر - ط)، ومنه في الفاتيكان (1771 عربي) نسخة جميلة متقنة وفي خزانة الرباط (980د) مخطوطة ثانية مرتبة على الحروف.توفي بمصر.