
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا غَــرْوَ أنْ رَحَــل الشـبابُ وبانـا
مــا كــان أولَ مـن صـَحِبتُ فخانـا
فكــذا عَهِـدتُ الـدهرَ منـذ عرفتُـه
والمـــالَ والإِخـــوان والْخُلاّنـــا
مــا كنـتُ أَحسـَبُ ياشـباب زيـادتي
بالشــيبِ تُــوجِب بعـدَك النقصـانا
أحســنتَ مبتــدِئاً وســُؤْت مُعقِّبــا
ببيــاض شــيبٍ ليتَــه مــا كانـا
قـد كنـتُ أسـتجفِي النـوائبَ آنفـا
والآن أَصـــعبُها بقربـــك هانـــا
مــا الشــيبُ للإِنســان إلا غايــةٌ
فيهــا يَــزُمّ اللهـوُ عنـه عنانـا
كـم قـد جريـتُ مـع الصِّبا في حَلْبةٍ
ولزمــتُ فيهــا ذلــك الميــدانا
حــتى ســبقتُ الســابقين لشـَأوِها
وحــويت أوطــارا وحُــزْتُ رِهانــا
وقَنَصــتُ مُقْتَنِصــِى بمثــل نبــالِه
حــتى تَسـاوى فـي الهـوى قلبانـا
غصــنٌ علــى حِقْــفٍ فهــذا مُخْجِــلٌ
يَبْرِيــنَ حيــن بــدا وذا نَعْمانـا
إنْ مـاج أسـفُله حَقَـرْتَ لـه النَّقـا
أو مـــاس أعلاه حَقَـــرْتَ البانــا
فكأنمـــا هـــو صــَعْدَةٌ مهــزوزة
حَملـت مـن الطـرف الضـعيفِ سـِنانا
والحــبُّ يــأمر والصـَّبابةُ بالـذي
عنــه المــروءةُ والتقـى تَنْهانـا
إلا حــديثاً مثـلَ مـا سـَرتِ الصـَّبا
ســـَحَرا تُنبِّـــه زاهِــرا رَياّنــا
والطيــرُ مُطْرِبــةٌ كــأنّ حنينَهــا
ســَلَبَ الغَريــضَ ومَعْبــدَ الألحانـا
يـا مـن مضـى فاعتضـْتُ عـن أيـامه
أَوْفــى نظــامِ المـدحِ فـي مولانـا
الحـافظُ الـدينَ الـذي غَمَـر الورى
عـــدلا وعَـــمَّ جميعَهــم إحســانا
هـو رحمـةُ اللهِ التي أحيا بها الْ
ثَقَليْــنِ حــتى الجــودَ والإيمانـا
إنْ قــالتِ الشـعراءُ فيـه فأَفْصـحتْ
فـــالله أنـــزل مــدحَه قرآنــا
ولئن أطــال المـادحون فلـم يَـدَعْ
لهـــمُ كلامُ اللــهِ فيــه مكانــا
يـا حجـةَ اللـهِ الـتي أبـدتْ لنـا
بكمالهـــا الآيـــاتِ والبرهانــا
مـن كـان يلتمـس الـدليلَ فقد بدتْ
حُجَــــجٌ مَلأَنَ مَســـامِعا وعِيانـــا
أنتَ ابنُ من ركب البُراق إلى العُلا
ليلا يَـــؤمُّ عيانُهـــا الأعيانـــا
وأمــامه جبريــلُ حــتى اسـتفتحا
بــابَ الســماءِ فجــاوزاه وبانـا
حــتى حَـوى أقصـى مقـامٍ مـا حَـوى
مـــن قبلــه ملكــا ولا إنســانا
ودَنــا فكــان كقـاب قوسـَيْ حـاجبٍ
فـي القـربِ بـل أدنَـى هناك قِرانا
يـا أهـلَ بيـتِ الـوحيِ أمـا مدحُكم
مــعْ فــرطِ دُرْبتنـا فقـد أعيانـا
تتنــافسُ الفصــحاءُ فيـه وفضـلُكم
أَحْلـــى وأفصــحُ مِقْــوَلا ولســانا
ســِيما أبــو الميمـون إنّ صـفاتِه
أَعْيَيْـــنَ قُــسَّ وأفحمــتْ ســَحْبانا
أخلاقُـــــه نبويـــــة عَلَويّــــة
حُســَنِيّة أعظِــمْ بهــا مِــن شـانا
حســـناتُ منظــرِه كمَخْــبرِه فقــد
ســـاوتْ مَحاســـنُ ســِرِّه الإعلانــا
يـا بْـنَ البَتـولِ لقد سَما بك منصبٌ
فــي المجـد فـاق تُرابُـه كَيْوانـا
وَدَّ النجــومُ علــى مَعاليهـا بـأنْ
تَضـــْحَى لأخْفِـــض رِجْلِــه جيرانــا
أغليــتَ سـعرَ الشـعرِ بـل أَعليتَـه
لمـــا بـــذلتَ لأهلــه الأثمانــا
أَجــرتْ لُهــاك بفَيْضــِها لهَواتِنـا
مــدحا فكــلٌّ قــد حَــوى طوفانـا
وكـــأنّ جــودَك دِيمــةٌ ومــديحنا
نَشــْر ونحــن الزَّهْـر حيـن سـقانا
مــن فضـل مـدحى فيـك أنّ مَقـالتي
يُــذْكِي العقــول وتَفْتـح الأذهانـا
لـو لـم نَقُلْـه لَقـام فضـلُك ناظما
يكســو القــوافي حكمــةً وبيانـا
يــا شــمسَ أفلاكِ الجلالِ لقـد جَلَـتْ
أنـــوارُك الظلمـــاتِ والأشــجانا
وبـدتْ كواكبُـك المُنيـرةُ في العُلى
والبـــدرُ يملأ نـــاظِرا وعيانــا
ودعــوتَه بــوَليَّ عهــدِك فاغتــدَى
قلــبُ العــدو يُكابــد الخَفَقانـا
واستســلمتْ صـِيدُ الملـوكِ وأيقنـتْ
إنْ لــم تُطِعْــه أطـاعَت الخِرصـانا
واهــتزتِ الــبيضُ الرِّقــاق لكفـه
شــوقا فكــادت ترفــض الأجفانــا
وتَــأطَّرتْ ســُمْرُ العَـوالي واغتـدتْ
جُــرْدُ المَــذاكِي تَجــذِب الأرسـانا
لا زلــتَ أصــلا وهْــو فـرع يسـتِقي
منــك الحيــاةَ ومنكمــا سـُقْيانا
حـــتى يعـــمَّ الأرضَ مُلْككُمــا فلا
يبقَــى عليهــا موضــعٌ مـا دانـا
هـا قـد مضـى رجـبٌ وودّع وجهَـك ال
بــاقي وقــد هَنّــى بــه شـعبانا
شــهرٌ لــه ولنـا الهَنـاءُ بنظـرةٍ
لضـــياءِ غُرَّتــك الــذي يَغْشــانا
فــي موقــفِ فَخَـر الملـوكُ بأنهـا
أبــدا تُعَفــرِّ عنــدَه التِّيجانــا
فاســـلمْ وعِــشْ مســقبِلا ومُودِّعــا
والــدهرُ يطلـب مـن يـديك أمانـا
أنــت الحيـاةُ وفـي يـديك مَقرُّهـا
ونَــداك يُحْيِــي منهمـا الحيوانـا
ظافر بن القاسم بن منصور الجذامي أبو نصر الحداد.شاعر، من أهل الإسكندرية، كان حداداً.له (ديوان شعر - ط)، ومنه في الفاتيكان (1771 عربي) نسخة جميلة متقنة وفي خزانة الرباط (980د) مخطوطة ثانية مرتبة على الحروف.توفي بمصر.