
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هريقـا دمـاً إنْ أُنفِـذَتْ عـبرة تجري
أبـى الصـبر إنّ الرزء جلّ عن الصبرِ
ولا تجمــدا عينـيّ قـد حسـن البكـا
وفـرط الأسـى فَقْـدُ المغّيب في القمرِ
لغيركمــا بــالبث أن لسـت واقفـا
مـن الصـبرِ يوماً بعد عمرو على عذرِ
ســلام وســُقْيا مـن يـد اللّـه ثَـرَّةٌ
علــى جســدِ بــالٍ بلمّاعــة قَفْــرِ
جَــرَتْ فــوقَهُ الأرواحُ أمنـاً لِجَرْيـهِ
وقـد كُـنَّ حَسـْرَى حينَ يَجْري كمَا تَجْري
تَـوَلَّى النَّدَى والباسُ والحِلمُ والتقى
فلـم يَبْقَ منها بعدَ عمرو سِوَى الذكرِ
فــإنْ تطــوِهِ الأيـامُ لا تَطـو بَعْـدَهُ
صــنائعَ مِنْـهُ لا تبيـدُ علـى النّشـرِ
مـــتى تَلقَــهُ لا تلــقَ إلاّ مُمَنّعــاً
حِمـاهُ مَصـُونَ العِـرْضِ مُبْتَـذَلَ الـوَفْرِ
وأيُّ مَحَــــلٍّ لا لكفّيْــــهِ نِعْمــــةٌ
علــى أهلِــهِ مـن أرضِ بَـرٍّ ولا بَحْـرِ
ومــا اختلفــتْ حــالانِ إلاّ رأيتَــهُ
رَكـوبَ الـتي تَسـْبي هَيُوبَ التي تُزري
ومــن تكــنِ الأوراقُ والتـبرُ ذُخْـرَهُ
فمـا كـان غَيْـرَ الحَمْدِ يَرغَبُ في ذُخرِ
كِلاَ حــاَلَتْيهِ الجــودُ أنَّــى تصـرَّفَتْ
بـه دُوَلُ الأيـامِ فـي العُسـْرِ واليُسْرِ
ومــا عُــدِمَتْ يومــاً لكفّيـهِ أَنْعُـمٌ
تُضــافُ لـه منهـا عَـوانُ إلـى بكـرِ
ومــا انتَســَبَتْ إلاّ إلَيْــهِ صــنيعةٌ
ومــا نَطَقَــتْ إلاّ بـه ألسـنُ الفَخْـرِ
يَــرَى غبنــاً يَوْمــاً يمــرُّ ولَيْلَـةً
عليـه ولـم يكسـبْ طريقـاً من الشُّكَرِ
تغــضّ لــه الأبصــار عنــد اجتلائه
وليــس بــه إلاّ الجلالــةُ مـن كِبْـرِ
تَــرَى جَهْــرَهُ جَهْــرَ التقــيّ وسـِرُّهُ
إذا ما اختبرتَ السِّرَّ أتقى منَ الجهْرِ
ولـم يَصـْحُ مـن يَـوْمٍ ولـم يُمْسِ لَيْلَةً
بَغْيـرِ اكتسـابِ الحَمْـدِ مُشتَغِلَ الفِكْرِ
وكــانت تعُــمُّ النـاسَ نَعمـاءُ كفّـهِ
فعَمّــوا عليــهِ بالمُصــيبةِ والأجـرِ
تناعـــاهُ أقطـــارُ البلادِ تَفَجّعــاً
لِمصــْرَعِهِ تَبْكيــهِ قُطْـراً إلـى قُطْـرِ
تباشــَرَ بَطْــنُ الأرضِ أُنْســاً بقُرِبِـهِ
وأضــحتْ عليـه وَهْـي خاشـعةُ الظُهـرِ
ولــم تَــكُ تُســقى الأرضُ إلاّ بسـَيْبهِ
إذا مـا جَفـا أقطارَهـا سـبلُ القَطْرِ
إذا نَشــَأتْ يومــاً لكفّيــهِ مُزْنَــةٌ
أُدِيـلَ الغِنَـى فـي كـلّ فجّ من القَفْرِ
هَـوى جَبَـلُ اللّـهِ الـذي كـانَ مَعْقِلاً
وعـزّاً لـدينِ اللّـهِ ذُلاًّ علـى الكُفْـرِ
عَجِبْــتُ لأيـدي الحَتْـف كيـفَ تَغَلْغَلَـتْ
إليـكَ وبيـنَ النّسـْرِ بَيْتُـك والنّسـْرِ
ومـا كُنْـتَ بالمُغْضِي لدهرٍ على القذى
ولا لَيّــنٍ للحادثــاتِ علــى القَسـْرِ
ولـو دَفَـعَ العِـزُّ الحِمـامَ عن امرىءٍ
لمـا نـال عمـراً للحِمـامِ شـَبَا ظُفَرِ
ألـم تَـكُ أسـبابُ الـرَّدَى طَـوعَ كفّـهِ
تُـبينُ لصـَرْفَي مـا يَريـشُ ومـا يَبْرِي
إذا صـاح داعـي الـرَّوْعِ سـارَ أمامَهُ
لـواءانِ مَعْقـودانِ بالفَتْـحِ والنّصـرِ
يُقَاســمُ آجــالَ العِـدَى عـزمُ بأسـِهِ
بهندّيـــةٍ بيـــضٍ وخطّيَـــةٍ ســـُمْرِ
ومـا ذبّ إلاّ عـن حمـى الـدين سـيفُهُ
ولا قــاد خيـلَ اللّـه إلاّ إلـى ثغـرِ
وقـد كـان يَقـرِي الحَتْفَ أعداءَ سِلْمهِ
فأضـحى قـرى مـا كـان أعداءَهُ يَقْري
تـولى أبـو عمـرو فقلنـا لنا عمرو
كَفَانـا طُلـوعُ البـدرِ غَيْبوبَةَ البدرِ
وكَــان أبــو عمـرو مُعَـاراً حيـاتُهُ
بعمـرو فلمـا مـاتَ مـاتَ أبـو عمرو
وكنّــا عليــه نحـذرُ الـدّهرَ وحـدَهُ
فلـم يَبْـقَ مـا يُخشَى عليه من الدَهرِ
وهَــوّنَ وَجْــدِي أنّ مــن عـاش بَعـدَهُ
يُلاقـي الـذي لاقـى وإن مُدَّ في العمرِ
وهــوّنَ وَجْــدِي أنِّنِـي لا أرَى امـرءاً
مـن النـاس إلاّ وهـو مُغـضٍ علـى وَتْرِ
رَمَتْنَـا الليالي فيكَ يا عمرو بَعْدَمَا
حَمِـدْنَا بـكَ الـدّنيا بقاصـمةِ الظهرِ
سـأجْزِيك شـكري مـا حَييـت فـإن أمتْ
أُبـقِّ ثنـاءً فيـكَ يَبْقـى إلـى الحَشرِ
وأُوثِــرُ حُزنــي فيــكَ دُونَ تجلّــدي
وإســبالَ دَمْــعٍ لا بكيــء ولا نــزرِ
عبد الصمد بن المعذل بن غيلان بن الحكم العبدي القيسي أبو القاسم.من بني عبد القيس، من شعراء الدولة العباسية.ولد ونشأ في البصرة.كان هجاءاً، شديد العارضة سكيراً خميراً.