
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هجـاؤُكَ لـي مَـدْحٌ فزِدْنِـي مـنَ الهجْـوِ
لعلَّــكَ تَشــْفِينِي مِـنَ البـثِّ والشـَّجْوِ
وجَــدِّدْ بــه تَــذْكارَ أَيَّــامِ أُنْسـِنَا
بِبَســْطَة مجمـوعين فـي مجلـس اللّهْـو
نُــدِيرٌ كـؤوسَ الوصـل فـي كـلّ سـاعة
ونخطــو إِلـى لـذَّاتِنا أَوسـع الخطْـوِ
فنقطـــف أَزهـــار المســرّات غضــّةً
وطـرفُ الـرّدى جيـرانُ فـي سِنَةِ السّهْوِ
وقــد كتبـتْ كفّـي لـدى الـودّ قطعـةً
بـدائعُها تـدعو العفيـفَ إِلـى الصَّبْوِ
لَــدَيْها ثَـوَى الحسـْنُ الأَصـيلُ حقيقـةً
وفـي غيرهـا الحسـْنُ الأَصيلُ أبَى يثوِي
رَمَــت عَــرَضَ الحــبّ الصـّحيح فَرَمَّـدتْ
ورمْــيُ ســواها نحْوَهـا أبـداً يَشـْوِي
فغــار عليهــا الـدّهْرُ غَيْـرَةَ فـاجِرٍ
فقابَلَهــا يـا قُـرّةَ العيـنِ بـالمَحْوِ
ولـم يَكْفِنـي حتّـى أتـى نـائمُ الرّدى
فــأيْقظَهُ عَمْــداً وجــاء بــه نحـوي
فســَلَّ حُســَام البعــد عنــد وصـُولِهِ
لِتُقْطَـعَ أَعضـائِي ومـا حـاشَ مـن عُضـْوِ
فأصــبحتُ مــن بعـد الوصـالِ وطيبِـه
فـؤادِي وأَحشـائِي بنـار النَّـوى تَكْوِي
وأشـكو لـك الجـورَ الّـذي جرّه النّوى
فتُعــرِضُ إِعــراض الخلـيّ عـن الشـَّكْوِ
وتُصــْغِي لِــوَاشٍ ضــيّقَ المكـرُ شـُغْلَهُ
فمِـنْ مَكْـرِهِ قِـدْماً غـدا صـدرُه يَـرْوِي
يَــوَدُّ وقــوعَ الحقـدِ بينـي وبينكـمْ
بـذاك الّـذي أَملـي عليكـمْ من اللّغوِ
رأى بيننــا غُصــْنَ المــودّةِ ناعِمـاً
فقطَّعَــهُ بــالزّورِ عمـداً لكـي يـذْوِي
فأَبــدى فروعــاً باســقاتٍ فــأطعمتْ
وجــادتْ لجانيهــا بمَطْعَمِهـا الحُلْـوِ
فتلــكَ الفــروعَ الباســقاتُ قصـائدٌ
ومَطْعَمُهـا الحلـوُ المُعـادُ الذي تَحْوِي
فمـا لَقِـيَ القصـدَ الـذي كـان ناوياً
ومـا فاسـقٌ يَلْقـى من القصد ما يَنْوِي
وبـــاءَ بخِـــزْيِ لا يُـــرامُ ولعنــةٍ
كمـا بـاءَ إِبليـسُ الّذي لم يَزَلْ يَغْوِي
وبــات ولــم تظفــر يــداه بمطلـب
يحــاكي الكلاب العاويـات إذا تعـوي
ولســتُ أُرى مــن ســُكر حُبّـكَ صـاحياً
إِذا مـا أَرى غيـري يميـل إلى الصّحوِ
لأَنَّـــكَ أَحـــرزتَ الفضـــائلَ كلَّهــا
فصـْرتَ بهـا ترقى على المرقب العُلْوِي
وَرِثْــتَ المعــالِي عــن رجـالٍ أَعـزّةٍ
قُضــاةٍ كــرامٍ قُلِّــدوا لأَمـة الزَّهْـوِ
لهــم دانـت الـدّنيا بنَيْـل مرامِهِـمْ
فــأَرْوَتْهُمُ عــزّاً ولِلْغيــر لَـمْ تُـرْوِ
أتــت كُتُــبُ التاريـخ تُظْهِـرُ فَخْرَهُـمْ
فعنها أَخي الفخْرَ اِرْوِ إِن شئتَ أن تَرْوِ
وفــي غيــر مـا نَظْـمٍ تضـمّن ذكرَهُـمْ
مـوفّىً بمـا حـازوا قـديماً من السّرْوِ
فقـــلْ لِلَئِيــم رامَ طيّــاً لســَرْوِهم
تَـوَقَّ فسـَرْوُ القـوم يَنْشـُرُ مـا تطـوي
إِذا كـان نـورُ الشـمسِ للعيـن ظاهراً
ففــي دَرَكِ التكــذيبِ مُنْكِــرُه يَهْـوِي
وهــاكمْ قصـيداً يُخجـلُ العقـد نَظمُـه
سـليماً لـدى النقّـادِ مِـنْ خَجَلِ اللهْوِ
جعلــتُ القــوافي فيـه غيـرَ مَعِيبـةٍ
إذا مـا غـدا غيـري يُسـانِدُ أَو يُقوِي
فيَســـقيكمُ عنـــي الصــفاءَ ســُلافةً
تصـفَّتْ مـن الأَدنـاس فـي أكـؤس الصفو
إذا مـا شـدا الشـادي به عند بابكمْ
فأعطــافُكُمْ حقــاً تميـل مـن الزّهـوِ
أتيـــتُ بـــه عجلانَ أطلــب عفــوَكم
فمُنُّـوا علـى مَـنْ يطلب العفو بالعفو
عبد الكريم القيسي البَسطي.من شعراء الأندلس في القرن الأخير من حياة العرب المسلمين في تلك الديار ، عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم القيسي. وقد وصل إلينا ديوان شعره كاملاً تقريباً، ولعله آخر ديوان أندلسي يصل إلينا من خلال الأحداث القاسية التي عانى منها الأندلسيون في آخر التاريخ الإسلامي هناك . ولم تحفظ لنا الوثائق الباقية سنة ولادة القيسي البسطي ولا سنة وفاته ، لكن ديوانه يشير إلى أنه من رجال القرن التاسع، وأنه لم يدرك سقوط غرناطة 897 هـ.وكانت ثقافة الشاعر ثقافة شرعية شاملة إلى ثقافة عربية أدبية مكينة ، وقد عين في أعمال مثل الإمامة، والخطابة والتوثيق والفتيا. وشعر البسطي هو صورة من صور الشعر في أيام الأندلس الأخيرة .