
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـنْ عَـذِيرِي فـي هَوى ظَبي حَسَنْ
ذِي جُفـــونٍ ســاحراتٍ ولَســَنْ
مَلَــكَ القلـبَ وأضـحى مُعْرِضـاً
فنَفــى إعراضـُه عنّـي الوسـَنْ
قَــادنِي نحــوَ هــواهُ عَنْـوَةً
بِزِمــامٍ مِــنْ ســَناهُ ورَســَنْ
ثُــمّ لمّـا هِمـتُ فيـه عاشـِقاً
وغَــدَا رُوحِــي إليـه مُرْتَهَـنْ
دانَ بالصــــَّدِّ دَلالاً فَأنَــــا
رَهْــنُ ســُهْدٍ وعَنــاءٍ وشــَجَنْ
لَـمْ يَـزَلْ يُطمِعنـي فـي وَصـْلِه
ويَهُــزُّ القلـبَ مِنّـي كـالفَنَنْ
ويُــوالي كــلَّ يــومٍ فتنــاً
بجمــالٍ بــاهرٍ حتّــى فَتَــنْ
عَـنَّ لِـي يومـاً وقلـبي سـالمٌ
فعَنـانِي بـالغرامش حيـن عَـنْ
وكَســاني مــن فتــورٍ طرفُـه
ثـوبَ سـُقْمٍ يـا لَـه ثـوبَ حَزَنْ
فشــكوتُ الحــبَّ والهجـرَ لَـهُ
إذْ رأيتُــه لِحَـالِي قـدْ فطِـنْ
قلـتُ رفقـاً بـي فـإنّي هالـكٌ
قـال لـي ما عَنْك رِفقِي يُخْتَزَنْ
قلـتُ جُدْ لِي بالرِّضى يا مالكي
قـال لـي ما للرّضَى عندي ثَمَنْ
قلــتُ إنّــي أتمنّــى قُبلــةً
قـال خـدِّي لـكَ مِلْـكٌ مُـذْ زَمَنْ
قلـتُ فـانعمْ لي بها مُستعجِلاً
قـال لـي خُذْها هنيئاً دون مَنْ
قلـتُ لـو بـتَّ معـي يـا سيّدي
قـال لـي ذاكَ إذا الليلُ دَجَنْ
قلـتُ كُـنْ لـي عندما أوْعدتَنِي
قـال وَعْـدي لَـكَ خـالٍ من دَخَنْ
فأتـــانِي والــدُّجى مُنْســَدِلٌ
والرقيـبُ عـن حِمـاهُ قـدْ ظعَنْ
يَتَهـــادَى كعـــروسٍ أقبلــتْ
تَسـْحَبُ الأذْيـالَ مِـنْ وشـِي عَدَنْ
فَسـَقاني الخمـرَ شـُهْداً من فمٍ
زانَــه درٌّ بــه قَــدِ اقْتَـرَنْ
وشــَفانِي مِــنْ غــرامِ شـَفَّنِي
لـم أخِلْـهُ يُورِثُ الجسمَ الوهَنْ
وأتــاحَ الأُنــسَ لمَّـا زارنِـي
فلَـهُ الشـُّكرُ المُـوَفَّى والمِنَنْ
بينمــا شــَمْلِي بــه مُنتَظِـمٌ
وفـؤادي مِـنْ جَـواهُ قـد سـَكَنْ
فـي نَعيـمٍ لـم يُشـاهِدْ مِثْلَـه
حِمْيَـريٌّ قضـدْ حَـوَى مُلْكَ اليَمَنْ
إذ تجلّـــتْ للصـــباحِ غُــرَّةٌ
نُورُهـا مثـلُ جَبِينِ ابنِ الحَسَنْ
أحســنُ النـاس مُحَيّـاً ظـاهراً
وهـو مـن أحسـنِهم فيمـا بَطَنْ
عـالِمُ العَصـْر الـذي ما مثلُه
عــالِمٌ جـاد بـه قَـطُّ الزمـنْ
ووحيــدُ الـدّهرِ فـي إدراكِـه
مِـنْ فنـونِ العلم فهماً كلّ فنْ
مَـنْ لـه المجـدُ الأصلُ من كلا
طَرَفَيْــهِ لُــزَّ مَعْـه فـي قَـرَنْ
ولــه الجـاهُ العظيـمُ شـأنُه
وهـو كلهـلٌ مـا عداه مَنْ شرنْ
وهـو أتْقـى مَـنْ رأتْـه مُقْلـةٌ
وهو أنْقى الناسِ عِرْضاً مِنْ دَرَنْ
شـَبَّ فـي حِجْـر أبيـه فـارْتَقَى
قُنَنـاً لِلْعِلْـم من أعلى القُنَنْ
وأبــوه حَلَّهـا مِـنْ قَبْـلُ مَـعْ
جـدِّه فخـرِ القضـاةِ المـؤتمَنْ
مُـذْ تَـوَلَّى قاضـياً فـي بَسـطةٍ
سـَارَ بالعـدْل علـى أهدى سَنَنْ
وجَلاَ عَنْهـــا ظلامــاً طالَمــا
عَــمَّ منهــا كـلَّ سـَهْلٍ وحَـزَنْ
بشــهابٍ ثــاقبٍ مِــنْ عــدْلِهِ
أوضـحَ الحـقَّ المـبينَ والظِّنَنْ
فَغَـــدَتْ أرجاؤُهـــا مُشــرقةً
تَبهَـرُ الطَّـرْف بمرآهـا الحسنْ
أمَّهــا حِيــنَ جَفَاهـا دهرُهـا
فغــدتْ تَزهُـو علـى كـلِّ وَطَـنْ
فَبَنَــى فيهـا رُسـوماً للعُلَـى
وأقَـامَ الفـرضَ فيهـا والسُّننْ
بِحُســامٍ صــَارِمٍ مــن عــدْلِهِ
دونَــه للعيـنِ سـيفُ ذي يـزنْ
لا يخـــافُ فــي الإلاهِ لائمــاً
لا ولا طَعْــنَ فــتىً فيـه طَعَـنْ
وأيــادٍ لـم تَـزَلْ مـن كـثرةٍ
تُخجِـلُ الغيـثَ إذا الغيثُ هَتَنْ
فهْــي كـالبحرِ إذا أبصـرْتَها
وهْـي كالشـَّهْدِ إذا مـا تُمتَحَنْ
لــو رآهـا حـاتِمٌ فـي عَصـْرِه
حَقَـرَ الجـودَ الـذي للناس سَنْ
سـِرُّهُ فيمَـا انْتَحَـى مـن أمرِه
حَســَنُ القَصــْدِ مُسـَاوٍ للعَلَـنْ
حَفِــظ اللـه لنـا مِـنْ ذاتِـه
مَعْصــَماً نَــأْوِي إليـه ومِجَـنْ
عبد الكريم القيسي البَسطي.من شعراء الأندلس في القرن الأخير من حياة العرب المسلمين في تلك الديار ، عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم القيسي. وقد وصل إلينا ديوان شعره كاملاً تقريباً، ولعله آخر ديوان أندلسي يصل إلينا من خلال الأحداث القاسية التي عانى منها الأندلسيون في آخر التاريخ الإسلامي هناك . ولم تحفظ لنا الوثائق الباقية سنة ولادة القيسي البسطي ولا سنة وفاته ، لكن ديوانه يشير إلى أنه من رجال القرن التاسع، وأنه لم يدرك سقوط غرناطة 897 هـ.وكانت ثقافة الشاعر ثقافة شرعية شاملة إلى ثقافة عربية أدبية مكينة ، وقد عين في أعمال مثل الإمامة، والخطابة والتوثيق والفتيا. وشعر البسطي هو صورة من صور الشعر في أيام الأندلس الأخيرة .