
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـلَّ مِـنْ وَجْـدِهِ وَمِـنْ فَـرْطِ مَـا بِـهْ
وَأرَاقَ الشـــَّرَابَ مِـــنْ أَكْـــوَابِهْ
وَإذَا الْقَلْـــبُ أَظْمَــأَتْهُ الأَمَــانِيُّ
فَمَـــاذَا يُرِيـــدُهُ مِـــنْ شــَرَابِهْ
وَإِذَا النَّفْـسُ لَـمْ تَكُـنْ مَنْبِـتَ الأُنسِ
تَنَـــاءَى الْقرِيــبُ مِــنْ أَســْبَابِهْ
وَأَشَدُّ الآلاَمِ أَنْ تُلْزِمَ الثَّغْرَ ابتسَاماً
والْقَلْـــــبُ رَهْــــنُ اكتِئَابِــــهْ
كُلَّمــا اخْتَـالَ فِـي الزَّمـانِ شـَبَابٌ
عَصـــفَتْ رِيحُـــهُ بِلَـــدْنِ شــَبَابِهْ
وَالنُّبُــوغُ النُّبُــوغُ يَمْضـِي وَتَمْضـِي
كــلُّ آمَــالِ قَــوْمِهِ فِــي رِكَــابِهْ
غَـــرِدٌ مَــا يكَــادُ يَصــْدَحُ حَتَّــى
يُســـْكِتَ الــدَّهْرُ صــَوْتَهُ بِنُعَــابِهْ
وَحَبَـــابٌ إِذَا عَلاَ الْمَـــاءَ وَلَّـــى
فَاســْأَلِ الْمَــاءَ هَـلْ دَرَى بِحَبَـابِهْ
وَســَفِينٌ مَــا شــَارَفَ الشــَّطَّ حَتَّـى
مـــزَّقَ الْيَـــمُّ دُســـْرَهُ بِعُبَــابِهْ
بَخِــلَ الــدَّهْرُ أَنْ يُطَــوِّلَ لِلْعَقْــلِ
فَيَجْـــرِي إلَـــى مَـــدَى آرَابِـــهْ
كلَّمَــا ســَارَ خُطْــوَةً وَقَــفَ الْمَـوْ
تُ فَســـَدَّ الطَّرِيـــقَ عَـــنْ طُلاَّبِــهْ
وَابْتِـدَاءُ الْكَمَـالِ فـي عَمَـلِ الْعَـا
مِــلِ بَــدْءُ الشــَّكاةِ مِـنْ أَوْصـَابِهْ
ضـــِلَّةً نَكْتُـــمُ الْمَشــِيبَ فَيَبْــدُو
ضــــَاحِكاً ســـَاخِراً خِلاَلَ خِضـــَابِهْ
أَيْـنَ مَـنْ يَسـْتَطيعُ أَنْ يُرْشِدَ الدُّنيا
وَســـَوْطُ الْمَنُـــون فــي أَعْقَــابِهْ
أَيُّهَـــا الْمَــوْتُ أَمْهِــلِ الْكَــاتِبَ
الْمِسـْكِينَ يُرْسـلْ أَنْفَاسـَه في كِتابِهْ
آهِ لَــوْ يَشــْتَري الزَّمَــانُ قَرِيضـي
بِســِنينٍ تُعَــدُّ لِــي فــي حِســَابِهْ
مَــا حَيَــاتِي وَالْكَـوْنُ بَعْـدَ جِهَـادٍ
لَــمْ أَزَلْ وَاقِفــاً عَلَــى أبْــوابِهْ
تَظْمَـأُ النَّفْـسُ فـي حَيَـاةٍ هِيَ الْقَفْرُ
فَرْضـــَى بِنَهْلَـــةٍ مِـــنْ ســـَرَابِهْ
أنَــا قَلْبِــي مِـنَ الشـَّبَابِ وَجِسـْمِي
أَثْخـــنَ الشــَّيْبُ رَأْســَهُ بِحِرَابِــهْ
أَمَـلٌ هَـذِهِ الْحَيـاةُ فَهَـلْ يَعْثُـرُ بِي
الْمَـــــوتُ دُونَ وَشــــْك طِلاَبِــــهْ
كُلَّمَــا رُمْــتُ لَمْحَــةً مِــنْ ســَنَاهُ
هَـــالَنِي بُعْـــدُهُ وَطُــولُ شــِعَابِهْ
مَـا الَّـذِي تَبْتَغِـي يَـدُ الـدَّهْرِ مِنِّي
وَدَمِـــي لا يَـــزَالُ مِلــءَ لُعَــابِهْ
دَعْ يَرَاعِـي يـا دَهْرُ يَمْلأ سَمْعَ النَّيِل
مِــــنْ شـــَدْوِهِ وَعَـــزْفِ رَبَـــابِهْ
كُــلُّ شــَيْءٍِ لـهُ نِصـَابٌ سـِوَى الْفَـنِّ
فَلاَ حَـــــدَّ يَنْتَهِــــي لِنِصــــَابِهْ
عَصـــَفَتْ صـــَيْحَةُ الــرَّدَى بِخطِيــبٍ
وَهْــوَ لَـمْ يَعْـدُ صـَفْحَةً مِـنْ خِطَـابِهْ
ســـَكْتَةٌ أســـْكَتَتْ نَشـــِيجَ خِضـــَمٍ
عَقَـــدَ النَّـــوْءُ لُجَّـــهُ بِســَحَابِهْ
ســـَكْتَةٌ أَطْفَـــأَتْ مَنَـــارَ طَرِيــقٍ
كَــمْ مَشـَتْ مِصـْرُ فـي ضـِيَاءِ شـِهَابِهْ
وَمَضـــى قَاســـِمٌ وَخَلُّـــف مَجْـــدّاً
تَفْــرَعُ النَّجْــمَ رَاســِيَاتُ قِبَــابِهْ
قَــدْ نَكِرْنَــاهُ حِيــن قَـامَ يُنَـادِي
وَفَهِمْنَــا مَعْنَــاهُ يَــوْمَ احْتِسـَابِهْ
رُبَّ مَـنْ كُنْـتَ فـي الْحَيَـاةِ لَـهُ حَـرْ
بــاً شــَقَقْتَ الْجُيُـوبَ عِنْـدَ غِيـابِهْ
وَتَحـــدَّيْتَ شَمْســـَهُ فَـــإِذا وَلَّــى
تَمنَّيْـــتَ لَمْحَـــةً مِـــنْ ضـــَبَابِهْ
لَـــمْ يَفُــزْ مِنْــكَ مَــرَُّّةً بِثنَــاءٍ
فَنَثَـــرْتَ الأزْهَــارَ فَــوْقَ تُرَابِــهْ
يُعْـرَفُ الْـوَرْدُ حِينَمَـا يَنْقَضِي الصَّيْفُ
وَيُبْكـــي النُّبُــوغُ بَعْــدَ ذَهَــابِهْ
كَــمْ نَــدَبْنَا الشـَّبَابَ حِيـنَ تَـولى
وَشــُغِفْنَا بالْبَــدْرِ بَعْـدَ احْتِجَـابِهْ
كَتَـــبَ اللّــهُ أَنْ يَعَيــشَ غَريبــاً
كُــلُّ ذِي دَعْــوَةٍ إلـى الْحَـقِّ نَـابِهْ
لا تَــرَى فَــوْقَ قِمَّــةِ الطَّــوْدِ إِلاَّ
بَطَلاً لا يَهَــــابُ هَــــوْلَ صـــِعَابِهْ
كُـــلُّ ذَاتِ الْجَنَــاحِ طَيْــرٌ وَلَكِــنْ
عَــرَفَ الْجَــوُّ نَســرَهُ مِــن غُرَابِـهْ
كَمْ رَأَيْنا في النَّاسِ مَن يَبْهَرُ الْعَيْنَ
وَمَــا فِيــهِ غَيْــرُ حُســْنِ ثِيــابِهْ
يَمْلأُ الأرضَ وَالســـــَّماءَ رِيَـــــاءً
وَعُيُـــوبُ الزَّمَــانِ مِلــءُ عِيــابِهْ
نَقَـــدَ النَّـــاسَ قَاســِماً فَــرَأَوْهُ
أَصــبَرَ النَّــاسِ فــي تجَـرُّعِ صـَابِهْ
حُجَّــةُ الْجَاهِــلِ الْمِـرَاءُ فَـإِنْ شـَا
ءَ ســــُمُوّاً أَمَــــدَّهَا بِســــِبَابِهْ
قَـدْ يُغَشـِّي الْوِجْـدَانُ بَاصـِرَةَ الْعَقْلِ
فَيُعْمِيِـــه عَـــنْ طَرِيـــقِ صــَوَابِهْ
صــَالَ بِــالرَّأْيِ قَاســِمٌ لاَ يُبَــالِي
ومَضــَى فِــي طَريقِــهِ غَيْــرَ آبِــهْ
كـمْ جَريـءٍ لا يَرْهَـبُ السـَّيْفَ إنْ سـُلَّ
وَنِكْــــسٍ يَخـــافُ مَـــسَّ قِرَابِـــهْ
وَالشــُجَاعُ الَّــذي يُجَــاهِرُ بِـالْحَقِّ
وَلَـــوْ كَــانَ فِيــهِ مُــرُّ عَــذَابِهْ
كَيْـفَ يَهْـدِي النَّصـِيحُ إِنْ ريـعَ يَوْماً
مِــنْ قِلَــى مَــنْ يُحِـبُّ أَوْ إِغْضـَابِهْ
وَطَريــقُ الإِصــْلاَحِ فــي كُــلِّ شــَعْبٍ
عَســـِرُ الْمُرْتقَــى عَلَــى مُجْتَــابِهْ
يَعْشـــَقُ الشــُّعْبُ مِــنْ يُــدَلِّلُهُ زُو
راً بِمَـــذْقٍ مِــنْ ســُخْفِهِ وَكِــذَابِهْ
قُمْــتَ لِلْجَهْــلِ تَقْلِـمُ الظُّفْـرَ مِنْـهُ
وَتَفُـــضُّ الْحِـــدَادَ مِــنْ أنْيَــابِهْ
فِــي زَمَـانٍ كَـانَ الْقَـديِمُ بِـهِ قُـدْ
ســاً يُــذَادُ الْجَدِيـدُ عَـنْ مِحْرَابِـهْ
يَــا نَصـِيرَ النِّسـَاءِ وَالـدِّينُ سـَمْحٌ
لَــوْ وَعَيْنَــا الســَّرِيَّ مِـنْ آدَابِـهْ
قَـدْ خَشـِينَا عَلَـى الْحَمائِمِ في الدَّوْ
حِ أَظَـــافِيرَ بَـــازِهِ أَوْ عُقَـــابِهْ
إِنْ أَرَدْتَ الظِّبَـاءَ تَمْـرَحُ فِـي السَّهْلِ
فَطَهِّـــرْ أَكْنَـــافَهُ مِـــنْ ذِئابِــهْ
كَــمْ ضــِرَاءٍ وَسـْطَ الْمَـدَائِنِ أَنْكـى
مِـنْ ضـِرَاءِ الضـِّرْغَامِ فـي وَسْطِ غَابِهْ
وَشــِبَاكٍ مِــنَ الْجَــرائِمِ وَالْختْــلِ
حَوَاهَـــا شــَيْطانُهُمْ فِــي جِرَابِــهْ
وَإذَا مَـا الْحَيَـاءُ لَـمْ يَسْتُرِ الْحُسْنَ
فَمَـــاذَا يُفِيـــدُهُ مِـــنْ نِقَــابِهْ
قُمْـتَ تَـدْعُو الْبَنَـاتِ لِلْعِلْـمِ فَانْظُرْ
كَيْــفَ حَلَّقْــنَ فَــوْقَ شــُمِّ هِضــَابِهْ
وَزَهَـا النِّيـلُ بابْنَـةِ النِّيلِ فَاخْتَا
لَ يَجُـــرُّ الــذُّيُولَ مِــنْ إِعجَــابِهْ
وَغَــدَا الْبَيْــتُ جَنَّـةً بِـالَّتي فِيـهِ
خَصـــِيباً بِـــالأُنْسِ بَعْــدَ يَبَــابِه
يَـا فَتَـى الْكُـرْدِ كَـمْ بَـرَزْتَ رِجَالاً
مِــن صــَميمِ الْحِمَـى وَمِـنْ أَعرَابِـه
نَسـَبُ الْمَـرْءِ مَـا يَعُـدُّ مِـنَ الأْعمَالِ
لا مَــــا يَعُـــدُّ مِـــنْ أَنْســـَابِه
كَــمْ ســُؤَالٍ بَعَثْــتَ إِثْــرَ ســُؤَالٍ
أَيْقَــظَ النَّــائِمينَ رَجْــعُ جَــوَابِه
كُنْــتَ فِــي الْحَــقِّ لِلإِمَـام نَصـِيراً
وَالْـــوَفِيَّ الصــَّفِيَّ مِــنْ أَصــْحَابِه
نَـمْ هنِيئاً فَمِصـْرُ نَـالَتْ ذُرَا الْمَجْدِ
وَفَـــــازَتْ بِمَحْضــــِهِ وَلُبَــــابِه
مِنْـكَ عَـزْمُ الـدَّاعي وَفَضـْلُ الْمُجَلِّـي
وَمِــنَ اللّـهِ مَـا تَـرَى مِـنْ ثَـوَابِه
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.