
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَمَعْـتُ مِـنْ فَـرْعِ ذَاتِ الدَّلِّ أوْتَارِي
وصـُغْتُ مِـنْ بَسـَمَاتِ الغيـدِ أَشْعَاري
وَعِشــْتُ لِلْفَـنِّ أَحْيَـا فـي بَـدَائِعِهِ
بَيْـنَ الظِّلالِ وبَيْـنَ السَّلْسَلِ الْجَارِي
أَشـْدُوا فَـإِنْ شِئْتَ أَن تُصْغِي لِسَاجِعَةٍ
مِـنَ الْخُلُـودِ فأَنْصـِتْ تَحْـتَ أَوْكَارِي
كَـادَتْ تَـزُقُّ يَرَاعـي الطَّيْـرُ تَحْسَبُهُ
وَقَــدْ تَغَنَّــى بِشـِعْرِي سـِنَّ مِنْقَـارِ
قَـدْ عَلَّمَتْـهُ التَّغَنِّـي فَـوْقَ أَيْكَتِـهِ
فَفَاقَهـا فـي التَّغَنِّـي فَـوْقَ أَسْطَار
كَــأنَّ دَاوُدَ أَلْقَــى عِنْــدَ بَرْيَتِـهِ
أَثَــارَةً مِــنْ تَرَانِيــمٍ وَأســْرَارِ
أعْــدَدتُه قَبَســاً يُــذْكي تَوَقُّــدُهُ
عَـزْمَ الشـَّبَابِ وَيَهْدِي لَيْلَةَ السَّارِي
وَيَكْشــِفُ الأَمَــلَ الْمَحْجُـوبَ سـَاطِعُهُ
وَالْيــأْسُ تَغْشـَى بأَسـْدافٍ وَأسـْتَارِ
الشــِّعْرُ عَاطِفَــةٌ تَقْتَــادُ عَاطِفَـةً
وَفِكْـــرَةٌ تَتَجَلَّــى بَيْــنَ أَفْكــارِ
الشــِّعْرُ إنْ لاَمَـسَ الأَرْوَاحَ أَلْهَبَهـا
كمَـــا تَقَابَـــلَ تَيَّــارٌ بِتَيَّــارِ
الشـِّعْرُ أُنْشـُودَةُ الْفَنَّـانِ يُرْسـِلُهَا
إِلَـى الْقُلُـوبِ فَتَحْيَـا بَعْـدَ إِقْفَارِ
الشـِّعْرُ هَمْـسُ غُصـُونِ الـدَّوْحِ مَائِسَةً
وَدَمْعـةُ الطَّـلِّ فـي أَجْفَـانِ أَزْهَـارِ
الشــِّعْرُ لِلْمُلْــكِ جَيْـشٌ لاَ يُصـَاوِلُهُ
جِلاَدُ مُرْهَفَـــةٍ أَوْ فَتْـــكُ بَتَّـــارِ
يَعْــزُو ويُنْصــَرُ لاَ أَشــْلاَءُ مَعْرَكَـةٍ
تُــرَى وَلاَ وَثَبَــاتٌ حَــوْلَ أَســْوَارِ
إِذَا تَخطَّــرَ فــي الأَفْـوَاهِ تُنْشـِدُهُ
غَــضَّ الْجُفُــونَ حَيَــاءً كُـلُّ خَطَّـارِ
وَإِنْ أَغَــارَ تَنــادَى كُـلُّ ذِي هَلَـعٍ
إِلَــى الْفِـرَارِ وَأَوْدَى كُـلُّ مِغـوَار
قَـدْ كَـانَ حَسـَّانُ جَيْشـاً في قَصَائِدِهِ
أَشــَدَّ مِــنْ كُــلِّ زَحَّــافٍ وَجَــرَّارِ
وَكَـانَ مُلْـكُ بَنـي مَـرْوَانَ فـي أُطُمٍ
عَالٍ مِنَ الشِّعْرِ يَرْمي الشُّهْبَ بِالنَّارِ
وَهَـل زَهَـتْ بِبَنـي الْعَبَّـاسِ دَوْلَتُهُمْ
إِلاَّ بِأَمْثَــــالِ حَمَّـــادٍ وَبَشـــَّارِ
فَقُــلْ لِمَـنْ رَاحَ لِلأهْـرَامِ يَرْفَعُهَـا
الْخُلْـدُ في الشِّعْرِ لاَ في رَصْفِ أَحْجَارِ
كَـمْ حِكْمَـةٍ فيـهِ لاَ تَفْنَـى بَشَاشَتُهَا
وَمِــنْ حَــدِيثٍ عَلَـى الأيَّـام سـَيَّارِ
الشــِّعْرُ لِلْمُلْــكِ مِــرْآةٌ مُخلَّــدَةٌ
عَلَــى تَعَــاقُبِ أَجْيَــالٍ وَأَدْهَــارِ
صـَوَّرْتُ فِيـهِ سـَنَا الْفَارُوقِ مُؤْتَلِقاً
يَــزْدَانُ بِــاثْنَيْنِ إِجْلاَلٍ وَإِكْبَــارِ
وَصــُغْتُهُ فَــاتِنَ الأَلْـوَانِ مُزْدَهِـراً
كَأَنَّمَــــا نَقَشــــَتْهُ كَـــفُّ آذَارِ
مُلْـكٌ مِـنَ النُّـورِ قَدْ ضَاءَتْ دَعَائِمُهُ
كَأَنَّمَــا شــِيدَ مِـنْ هَـالاَت أَقْمَـارِ
وَدَوْلَـــةٌ ركــزَ الإِســْلاَمُ رَايَتَــهُ
فِيهَــا عَلَـى طَـوْدِ تَارِيـخٍ وَآثـارِ
وَعَاهِـلٌ مِـنْ صـَمِيمِ النِّيـل نَبْعَتُـهُ
أَمَــا تَــرَى لِيَـدَيْهِ وَكْـفَ أمْطَـارِ
أَحْيَــا النفُّـوسَ بِآمَـالٍ تُضـَاحِكُهَا
فَالْيَـأْسُ فِيهَا غرشيبُ الأَهْلِ وَالدَّارِ
كَــأَنَّ أيَّــامَهُ وَالْبِــرُّ يَغْمُرُهَــا
صـَحَائِفُ الطُّهْـرِ فـي أَيْمَـانِ أَبْرَارِ
كَأَنَّمَــا عَهْــدُهُ وَالْبِشــْرُ يَمْلـؤُهُ
تَبَسـُّمُ الشـَّرْقِ عَـنْ أَنْفَـاسِ أَسـْحَارِ
كَــأَنَّ ذِكْـرَاهُ لَمَّـا سـَارَ سـَائِرُهَا
عَبِيــرُ دَانِيَــة الظِّلَّيْــنِ مِعْطَـارِ
كَــأَنَّ أمْــدَاحَهُ فـي أُذْنِ سـَامِعِهَا
مَسـَاقِطُ الشـَّهْدِ مِـنْ أعْـوَادِ مُشْتَارِ
كَــأنَّ طَلْعَتَــهُ وَالشــَّوْقُ يَرْقُبُهَـا
وَجْـهُ الصـَّباحِ يُحَيِّـي نِضـْوَ أَسـْفَارِ
فَـارُوقُ يَـا زِينَةَ الدُّنْيَا وَبَهْجَتَها
وَأَســْعَدَ النَّـاسِ فـي وِرْدٍ وَإِصـْدَارِ
وَابْـنَ الْمُلُـوكِ الأُلَى فَلَّتْ عَزَائِمُهُمْ
مِــنْ حَـدِّ كُـلِّ صـَلِيبِ الْحَـدِّ جَبَّـارِ
أَقْمَــارُ مَمْلَكَــةٍ آســَادُ مَلْحَمَــةٍ
أَملاَكُ مَرْحَمَـــةٍ صـــُنَّاعُ أَقْطَـــارِ
مِـنْ كُـلِّ نَـدْبٍ بَعِيـدِ الرَّأْيِ مُسْتَبِقٍ
إِلـى الْجِهَـادِ مُغَـارِ الْفَتْـلِ صَبَّارِ
اَلْمَجْـدُ أَبْقَـى لَهُـمْ ذِكْـرَى مُخَلَّـدَةً
أَعْمــارُهُمْ وُصــِلَتْ مِنْهـا بِأَعْمَـارِ
الشــَّعْبُ شــَعْبُكَ وَالأيَّــامُ بَاسـِمَةٌ
وَالـدَّهْرُ كَـالزَّهْرِ فـي صَفْوٍ وَإِنْضَارِ
أَحَبَّـكَ الشـّعْبُ فَـانْعَمْ فـي مَحَبَّتِـهِ
فــأَنْتَ مِلْــءُ قُلُـوبٍ مِلْـءُ أَبْصـَار
مُـرْ وَانْهَ في الْحَقِّ فَالأَسْمَاعُ مُصْغِيَةٌ
فِــدَاؤُكَ النَّفْـسُ مِـنْ نَـاهٍ وَأمَّـار
وَارْفَـعْ لِـوَاءَكَ فَـوْقَ الشَّرْقِ تَلْثِمُهُ
أَفْــوَاهُ أَوْدِيَــةٍ فِيــهِ وَأمْصــَارِ
ذِكْـرَاكَ فـي الـدَّهْرِ آيَـاتٌ مُطَهَّـرَةٌ
تَحْلُــو بِغَــنٍ وَتَرْتِيــلٍ وَتَكْــرَارِ
شـدَوْتُ بِاسـْمِكَ حَتَّـى كِـدْتُ مِـنْ طَرَبٍ
أَظُنُّنِــي ذَا جَنــاحٍ بَيْــنَ أَطْيَـارِ
فَــإِنْ ســَمِعْتَ رَنِينــاً كُلُّـهُ عَجَـبٌ
فَـالْعُودُ عُـودِي وَالأَوْتَـار أَوْتَـارِي
جُلُوسـُكَ الْيَـوْمَ أَثْمَارُ الْمُنَى يَنَعَتْ
يَـا حُسـْنَهَا مِـنْ مُنـىً خُضْرٍ وَأَثْمَارِ
عِيــدٌ بِــهِ الأَرْضُ وَالآفَـاقُ مُشـْرِقَةٌ
تَمــازَجَتْ فِيــه أَنْــوَارٌ بِـأَنْوَارِ
عِيـدٌ كَـأَنَّ اللَّيَـالي قَـدْ وَهَبْنَ لَهُ
مَـا فـي الْخَلِيقَـةِ مِنْ يُمْنٍ وَإِيسَار
النِّيـلُ فِيِـه جَـرَى يُمْلـى بُشـَائرَهُ
وَيَنْثَنِـــي بَيْــنَ أَدْواحٍ وَأَشــْجَارِ
إذَا الرَّبِيــعُ رَمَـى فِيـهِ أَزَاهِـرَهُ
جَــزَاهُ بِـالتِّبْرِ دِينَـاراً بِـدِينَارِ
أوِ الْحَمَــائِمُ غَنَّــتْ فَـوْقَ مَائِجَـةٍ
حَبَــا الْحَمـائِمَ تَهْـدَاراً بِتَهْـدَارِ
يَا كَالِىءَ الدِّينِ وَالدُّسْتُورِ مِنْ جَنَفٍ
وَحَـارِسَ النِّيِـل مِـنْ أَوْضـَارِ أَكْدَارِ
وَحَــافِزَ الشــَّعْبِ يَـدْعُوهُ فَيَتْبَعُـهُ
إِلَـى النُّجُـومِ جَـرِيئاً غَيْـرَ خَـوَّارِ
الْعِلْـمُ لِلشـَّعْبِ رُكْـنٌ غَيْـرُ مُنْصـَدِعٍ
وَالشـَّعْبُ بِـالْعِلْمِ صـَف غَيْـرُ مُنْهَارِ
اِخْتَــارَكَ اللّــهُ لِلإِســْلاَمِ تَنْصـُرُهُ
فَكُنْــتَ مَــوْثِلَهُ يَـا خَيْـرَ مُخْتَـارِ
عِـشْ في الْقُلُوبِ فَقَدْ أَعْطَتْ مَقَالِدَهَا
وَفـي نَعِيـمٍ عَميـمِ الْغَيْـثِ مِـدْرَارِ
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.