
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَغْــدِقْ عَلَيْهَـا سـَحَابَا
وَامْلأْ مَــدَاها شــَبَابَا
وَافْتَحْ عَلَى النَاسِ فِيهَا
لِلْخَيْــرِ بَابـاً فَبَابـا
جُــزْتَ الطَرِيـقَ فَصـَارَتْ
تِبْــراً وَكَـانَتْ تُرَابَـا
الْيُمْــنُ يَحْـدو ذَهَابـاً
وَالسـَعْدُ يَشـْدُو إِيَابـا
وَالنَخـلُ ماسـَتْ وَمَـالَتْ
تَشـــَوُّقاً وَاجْتِـــذَابَا
قَـدْ هَزَّهَـا الشـَوْقُ حَتَّى
كـادَت تُجَـارِي الركابَا
وَألزَهْــرُ يَنْضـَحُ عِطْـراً
بَيْــنَ الربَــا وَمَلابَـا
لَــهُ ابْتِســَامُ حَبِيــبٍ
أَنْسـَى الْمُحِـبَّ الْعِتابا
يَرْنُــو فَيُرْخِــي حَيَـاءً
مِــنَ الْكِمــامِ نِقَابـا
رَأَى شـــَبَاباً وَضــِيئاً
عَـمَّ الْقُـرَى وَالرحَابـا
رَأَى خَلاَئِقَ زُهْـــــــراً
كَالْمِسـْك طَـابَتْ وَطَابـا
تَطَــــامَنَتْ هَضــــَبَاتٌ
مـاذَأ أَصـَابَ الْهِضـَابَا
كَـانَتْ تُسـَامِي الثرَيَّـا
وَالْيَـوْمَ تَحْنِي الرقابَا
رَأَتْ جَلالاً مَهيبـــــــاً
فَمَــا وَنَـتْ أَنْ تَهَابَـا
وَهَالَهَــا مِنْــكَ عَــزْمٌ
لَـوْ لاَمَـسَ الصـخْرَ ذَابَا
وَالْبَحْـرُ يَـدْنُو وَيَعْلُـو
تَطَلُّعـــاً وَارْتِقابَـــا
لَمَّــا تَلَقَّــاك قُلْنَــا
لاَقَـى الْعُبَـابُ الْعُبَابَا
فَــارُوقُ أَعْظَــمُ نَفْسـاً
مِنْــهُ وَأَســْخَى جَنابَـا
يزْجِـي السـحابَ ثِقَـالاً
وَأَنْـتَ تُزْجِـي الرغَابَـا
وَالنيـلُ يَنْسـَابُ تِيهـاً
بَيْـنَ الْمُـرُوجِ انْسِيَابَا
كــالْخَوْدِ ضـَمَّتْ ثِيَابـاً
عُجْبــاً وَأَرْخَـتْ ثِيَابَـا
صــَفَا لُجَيْنــاً نَقِيّــاً
وَمَــاجَ تِبْــراً مُـذَابَا
أَلْقَـى الـدَرَاهِمَ بُشـْرَى
بِكُــمْ فَكــانت حَبابَـا
تَــوثَّبَ الْمَــوْجُ فِيــهِ
لِنَظْـــرَةٍ ثُــمَّ ثَابــا
جَـــرَى ذَلُــولاً بِمَلْــكٍ
مـــاضٍ أَذَلَّ الصــعَابا
إِذَا رَأَى كَـــانَ حَقــا
أوْ قــالَ كَـانَ صـَوَابا
وَالنـاسُ مِـنْ كُـلِّ صـَوْبٍ
تَهْـوِي إِلَيْـكَ انْصـِبَابا
جَـاءُوا شـُعُوباً شـُعُوباً
حَتَّـى أَسـَالُوا الشعَابا
يَرْجُــونَ مِنْــكَ دُنُــوّاً
فَيَرْجعُـــونَ اهْتِيَابــا
وَالشـمْسُ أَعْلَـى مَكانـاً
مِـنْ أَنْ تُنَـالَ اقْتِرابا
لهُــمْ دُعــاءٌ أَمَــاطَتْ
لَـهُ السـمَاءُ الْحِجَابَـا
إِنْ تَلْقَهُـمْ تَلْـقَ مَوْجـاً
إِنْ قَــارَبَ الشـَطَّ آبـا
تَلْقَــى عَجِيجـاً وَشـَوْقاً
وَزَفْـــرَةً وَاصـــْطِخَابا
قُلُــوبُهُمْ فــي يَـدَيْهِمْ
تُهْـدَى إلَيْـكَ احْتِسـَابا
وَحُبُّهُـــمْ فــي وُجُــوهٍ
فَـاقْرَأْهُ فِيهَـا كِتَابـا
لاَحَ الســـَفِينُ فَهَــامَتْ
رَشــِيدُ تَعْــدُو وِثابـا
وَأَقْبَلَــتْ وَهْــيَ تَرْنُـو
مَآذِنــــاً وَقِبَابَــــا
تَـــوَدُّ خَوْضــا إِلَيْــهِ
لَــوِ اسـْتَطاعَتْ ذَهَابـا
وَالشـَّوْقُ إنْ غَـالَ نَفْسا
لا تَســــْتَطِيعُ غِلاَبـــا
أَعْلاَمُهــــا خافِقـــاتٌ
كَمَــا هَـزَزْتَ القِضـابا
قَـدْ زَارَهَـا مِنْـكَ غَيْـثٌ
فَانْهَـلَّ فِيهـا انْسِكابا
وَلُحْــتَ فِيهَــا فَصـَارَتْ
خِصــْبا وَكـانَتْ يَبَابـا
اللّــهُ أَكْبَــرُ عــادَتْ
بَعَــدَْ الْمَشـِيبِ كَعَابـا
إِنْ سـُوئِلَتْ عَـنْ سـِنِيهَا
قَـالَتْ نَسـيتُ الْحِسـَابَا
فِيهَــا نُهــىً ثاقِبَـاتٌ
كَمَــا أَضـَأْتَ الثقابـا
كَــالتبْرِ غَطَّــاهُ تُـرْبٌ
وَالـدرِّ فِي الْبَحْرِ غَابا
كَــمْ عَــامِرَاتِ عُقُــولٍ
تَـأْوِي الديَارُ الْخَرابا
صــَحِبْتُ فِيهَــا شـبابي
فَمــا ذَمَمْـت الصـحَابا
ســَقْياً لِمَلْعَــبِ أنْــسٍ
شــَابَ الزَمـانُ وَشـابا
إِنْ يَجْرِ فِي الْوَهْمِ يَوْماً
جَـرَتْ دُمُـوعِي اكْتِئَابـا
مَــنْ غـاضَ مَـاءُ صـِباهُ
رَأَى الْحَيَــاةَ ســَرَابا
أَبُـــوكَ راشَ جَنـــاحِي
حَتَّــى لَمَسـْتُ السـحابا
وَكــانَ يُصــْغِي لِشـِعْري
وَكــانَ شــِعْرِي عُجَابـا
رَشــِيدُ لاَقَــتْ رَشــِيداً
شــَهْماً مُجيبـاً مُجابـا
ســَوَّاهُ مَــوْلاهُ نُــوراً
صــِرْفاً وَمَجْـداً لُبابـا
نَــالَتْ بِيُمْــنِ ســَناهُ
مِصـرُ الْمُنَـى وَالطِلاَبـا
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.