
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضــلّ شــعري ونـدّ عنـي بيـاني
مـا علـى الشاعرين لو أرشداني
ضـاع فـي ظلمـةِ المشـيبِ أنيناً
وبكـى فـي الصـبا بياضَ الأماني
مِزْهَـــرٌ أنَّ فـــي قِفـــارِ فلاةِ
وابــنُ غصــنٍ شــدا بلا أغصـان
بيـن قـومٍ مـا رَنَّ في سمعِهم أح
لَــى نشــيداً مـن أصـفرٍ رنّـان
صـدَفتهم عـن خالـدِ الفـنِّ أضغا
ثٌ وزَهْـوٌ مـن كـاذبِ العيش فاني
هـاتِ سـمعاً أُسـْمِعْكَ رائعَ أَنغـا
مـي وإلاَّ فـاذهبْ ودعنـي وشـاني
أنـا فـي أمـةٍ بهـا جدولُ الضر
بِ طغَــى ســيلُه علــى الأذهَـانِ
إن رأَوْا صـفحةً بهـا بيـتُ شـعرٍ
تركــوه يبكـي علـى كـلِّ بـاني
صـِحْتُ فيهـم فعاد صوتي مع الري
حِ وعـــادت حزينـــةً ألحــاني
فـي كسـادِ القريـضِ أخفيـتُ دُرِّي
وخَزنــتُ الغريــبَ مـن مَرْجـاني
وتمنّيــتُ كــلَّ شـيءٍ علـى الـل
هِ ســوى أن أعيـشَ مـن أوزانـي
كـلُّ شـِبْرٍ بمصـر خِصْبٌ على الهرَّا
جِ جــدبُ الــثرى علـى الفنّـان
سـكت العنـدليبُ فـي وحشةِ الدَّوْ
حِ وغنَّـــتْ نواعـــقُ الغِرْبــان
فســمعنا مــن النشـوز أفـاني
نَ يروِّعْـــنَ صـــادحَ الأفنـــان
أســـمَعونا برغمنــا فصــبرنا
ثــم ثُرْنــا غيْظـاً علـى الآذَانِ
جلبـوا للقريـضِ ثوبـاً من الغَر
بِ ولــم يجلِبـوا سـوى الأكفـان
ثــم قــالوا مجــدِّدون فـأهلاً
بصـــناديدِ أخريــاتِ الزمــان
لا تثوروا على تُراثِ امرىء القيْ
سِ وصــونوا ديباجـةَ الـذُبياني
واتركـوا هـذه المعـاولَ بالـلّ
هِ فــإني أخشـى علـى البنيـان
واحفظوا اللفظَ والأساليبَ والذو
قَ وهـاتوا مـا شـئتُمُ من معاني
مــا لسـانُ القريـضِ مـن عربـيٍ
كلســانِ القريـضِ مـن طُمْطُمـاني
إنّمـا الشـعرُ قطعـةٌ منـكَ ليست
مــن دمـاءِ اللاتيـن واليونـان
كــلُّ فــنٍّ لــه مكــانٌ وأهــلٌ
إن غَـدا العلـمُ ما له من مَكانِ
إن رأيتـم أُخُـوّةَ العـودِ للجـز
بنِــد فـابكوا سـُلالةَ العيـدان
لا يهُـزُّ النخيـلَ إلاّ حَنـانُ الـن
ايِ فــي صـمتِ ليلـةٍ مـن حنـان
وِجْهَـةُ الشـرقِ غيرُهـا وجهةُ الغ
ربِ فـــأَنَّى وكيـــف يلتقيــان
أيـن عهدُ الشباب واللّهوِ يا شع
رُ وأيـن الهَـوى وأيـن المغاني
ذبُـل الوردُ وانقضى مَوْسِمُ الريح
انِ واحســرتا علــى الريحــان
وانطـوَى مجلـسُ الصـحابِ بمن في
ه ومــا فيـه مـن أمـانٍ لِـدان
كـان أشهى للنفسِ من حَسْوَة الكأ
سِ وأحلَـى مـن صـادحاتِ الأغـاني
لـم تَـدُرْ كأسـُه علـى واغـلٍ فَدْ
مٍ ولا واكــلٍ عـن المجـدِ وانِـي
يُنْثَـرُ الشـعرُ فيـه كالزهرِ ريّا
نَ بلحــنٍ مــن الصــبا ريّــان
كـان فيـه شوقي وكان أبو الحف
ظِ وحفنـــى وجملـــةُ الإخــوان
وإمـامُ العبـدِ الـذي كان رمزاً
لتــآخي المصــريِّ والســوداني
كـان شـوقي يُصْغِي وما كان يُصْغِي
هـو فـي عـالَمٍ مـن الفـنِّ ثاني
كلّمــا مـدّ رأسـَه يرقُـبُ الـوح
يَ رأيــتَ العينيــنِ تختلجــان
ثـم يُغْضـي مُهمهِمـاً مثلمـا جـرّ
بــتَ بـالْجَسِّ شـادياتِ المثـاني
ينظِـمُ الشـعرَ وهو يلقى الأحادي
ثَ فيـــأتي بآبــداتِ البيــان
رُوحُـه فـي السماءِ وهو على الأر
ضِ كلا العَــــالمَيْنِ مختلفـــانِ
هـو شـوقي جسـماً يُـرَى ويُنـاجي
وهـو فـي الشـعرِ طـائفٌ نوراني
شركسـيٌّ أعيـا علـى العُرْبِ مَأْتا
هُ فَحســـّانُ ليـــس بالْحســـّان
ولـه فـي المديـح ما لم يُداني
ه ابـنُ عَبْـدانَ فـي بنـي حَمْدان
حكمـــةٌ مَشــْرِقيّةٌ فــي خيــالٍ
فارســيّ فــي منطــقٍ عــدناني
ينثُــرُ الــدرَّ عبقريّـاً عجيبـاً
ليــس مـن مَسـْقَطِ ولا مـن عُمـان
أنـا بالـدرِّ أخـبرُ النـاسِ لكن
ذلــك النـوعُ نـدّ عـن إمكـاني
فاســألا كــلَّ جـوهرِيّ فـإن قـا
ل لــديهِ مِثْــلٌ لــه فاسـألاني
يـا خليلـي لا تَهيجـا لـي الذك
رَى فقـد نـالني الذي قد كفَاني
نــاولاني بـاللّه ديـوانَ شـوقي
لأراه كعهــــــده ويرانـــــي
ثـم سـيرا علـى الأصـابع في صمْ
تٍ وفــي حضــرةِ الأميـرِ دعـاني
مَــرّةً أَلتقِــي بـه أملـدَ الـع
ودِ نضـيرَ الصـبا طليـق العِنان
بيـــن راحٍ وروضـــةٍ وغـــدير
وحِســانٍ مضــَى زمــانُ الْحِسـان
ووجـوهُ الآمـالِ أزهَـى مـن الزهْ
رِ وغصــنُ الشــبابِ فـي رَيْعـان
غَـزَلٌ أذهـل الغـواني عـن الحس
نِ ومــن أيــن مثلُـه للغـواني
حيـن يشدو يُصغِي له الطيرُ حيرا
نَ مغيظــاً مســائلاً مَـن حكـاني
ذاك صــوتٌ بـه خُصِصـْتُ مـن الـل
هِ فمــن أيــن جــاء للإنســانِ
يصــِفُ الجســر والجزيـرةُ تهـت
زُّ حَـــواليْهِ هِـــزَّةَ النشــوان
فــي ثيـابٍ مـن الطبيعـة وشـّا
هــا كمـا شـاء مُبـدِعُ الألـوان
ويَــرى حبّــه للدولــةِ عثمــا
نَ شـــعاراً لصـــادقِ الإيمــان
ذاك شـعرُ الشـبابِ والـدارُ دارٌ
وأيــادي العبـاسِ بيـضٌ دوانـي
ثـم ألقـاه وهـو في الأسرِ يشكو
فيُــثير الكميــنَ مـن أشـجاني
وينــاجِي شــعره نــائح الطَـلْ
حِ فيُبكيـــه مثلَمــا أبكــاني
زُحِمـتْ مصـرُ بالبُغـاثِ مـن الطي
رِ وعِيـقَ الشـادي عـن الطيـران
أســروه ليحبسـوا صـوتَه العـا
لــي فنـادَى بصـوته الخافِقَـانِ
احبسـوا السيلَ إن قدرتم وسُدّوا
إن أردتــم منافــذَ البركــان
ودعـوا الشعرَ فهو طيرٌ من الفِرْ
دوسِ يــأبَى مَسيســَه بالبنــان
ثــم طـار الهَـزَارُ للعُـش غِـرِّي
داً وعـــاد الغريــبُ للأوطــان
عـاد زِريـابُ بعـد أن زاد أوتا
راً لأوتـــارِ عــوده المِرْنــان
فتغنّـى بمصـرُ فـي مـوكبِ الشـر
قِ وعــزِّ التــاجيْنِ والصـوْلجان
وشـدا بالشـموسِ مـن عبـدِ شـمسٍ
والغطــاريفِ مــن بنـي مَـرْوان
ألهـب العـزم في بني مصرَ ناراً
أيُّ خيــرٍ فــي هــذه النيـران
ودعـا بالشـبابِ فابتدروا السبْ
قَ وآمَــالُ مصــرَ فــي الشـبّانِ
والروايــاتُ أعجـزتْ كـلّ شـيطا
نٍ وأعيــت فـي وصـفِها شـيطاني
حكمـةُ الشـَّيْبِ في مِراس التجاري
بِ وفكـرٌ أمضـى شـَباً مـن سـِنان
جَنـتِ السـِّنُّ مـا جنـت غيـر عقلٍ
زاد بالســـِّنِّ صـــَوْلةً ولســان
كلمــا هــدّتِ الليــالي قُـواه
بلــغ الشــعرُ قِمّـة العُنفـوان
شـعرُ شـوقي وديعـةُ الزمنِ البا
قــي وشــوقي وديعــةُ الرحمـن
قـد شُغِلْنا عن حافظٍ بأمير الشع
ر ويلـي لـو كـان يـدري لحاني
كــان يجـري علـى أعنّـة شـوقي
ويُعـاني مـن رَكْضـه مـا يُعـاني
لا الجـوادانِ فـي النجـار سواءٌ
حيــن تبلوهمــا ولا الفارسـَانِ
يُلْهـبُ الشـعرَ حـافظٌ أرعنَ السو
طِ وشــوقي فــي آخـرِ الميـدان
ليــت شــعرَ القريـضِ أيُّ سـِباق
بيـــن شـــعريْهما وأيُّ رِهــان
حـــافظٌ زيَّــن القريــضَ بفــنٍّ
بُحْتُــرِيّ عــذبٍ رشـيق المبـاني
لفظُــه فـي يـديه يختـار منـه
صــَحْفةُ الـدرِّ فـي يَـدَيْ دِهْقَـان
ولكـم قـد أعـاد بيتـاً مـراراً
باحثــاً عـن فريـدةٍ مـن جُمـان
يتقَـرّى فـي الشـعر مَيـل الجـم
اهيـرِ ليحظَـى بصـيحةِ استحسـان
جـال فـي حَوْمـةِ السياسـة وثَّـا
بــاً فــأذكَى حماسـةَ الفِتيـان
ورمَـــى الاحتلالَ حــرّاً جــريئاً
وتحــدَّى العميـدَ ثَبْـتَ الْجَنـانِ
فــي زمــانٍ قـد ذلَّ كـلُّ إبـاءٍ
فيـه وانقـاد كـلُّ صـعبِ الْحِران
وظّفـــوه فأســـكتوه فـــألقَى
شــعْرَهُ فــي مَهــامِه النِّسـيان
ويحَ هذا الكِرْوانِ هل راقه الحب
سُ وأغـــراه عســجدُ القضــبان
هَشـّموا نـابَي ابـن بُرْدٍ وحالوا
بيـن كـاس الطلا وبين ابنِ هاني
كـان شـوقي وحافظٌ إن دجَى الخط
بُ شـعاعيْنِ فـي الـدُّجَى يلمعـان
فهمـا فـي أواخـرِ الليـلِ فجرا
نِ وفـــي أُولَيـــاتِه شـــَفَقان
أيهـا الشـاعرانِ قـد صَوّح الدوْ
حُ وولّـــت بشاشـــةُ البســتان
وخلا الربْــــعُ لا قـــراعُ كئوسِ
ضـــاحكات ولا رنيـــن قِيَـــانِ
وتــولَّى القُطّـانُ لـم يبـق إلاَّ
حســــراتٌ لفُرقـــةِ القُطّـــان
ومضــَى الرَّكْــب بالرفـاقِ وخلاَّ
نِــي وحيـداً أبكـي علـى خُلاّنـي
أيهـا الشـاعران فـي جنّةِ الْخُلْ
دِ هَنــاءً بالْخُلْــدِ والرِّضــوان
مهِّــدا لـي إلـى جِواركمـا مَـثْ
وىً إذا آن للرحيـــلِ أوانـــي
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.