
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَغَــمُ الشـعرِ فـي رُبـا جَنَّـاتِهْ
أسـكت ابـنَ الغُصـونِ في دَوْحاتِهْ
مـال سـَمْعُ الـدنيا إليه وأصغَتْ
هاتفـاتُ المُنَـى إلـى هاتفـاته
وَتَـــرٌ صــاغه الإلــهُ وألقَــى
نَغَمــاتِ الفِـرْدَوْسِ فـي نَغَمـاته
ورنيــنٌ مــن الســماءِ تمنَّــى
كـلُّ طَيْـرٍ لـو أنَّـهُ مـن لَهـاته
صــُنْتُه أنْ يهـونَ والفـنُّ يسـمو
حيــنَ تسـمو بـه نفـوسُ حُمـاته
وتقلــــدتُه حســـاماً لمصـــرٍ
تتــوقى الخطــوبُ وَقْـعَ شـَابته
وهــززتُ الشـبابَ للسـبقِ فـانث
الـوا سـِراعاً علـى هدَى مِشْكَاتِهْ
مــا مــدحتُ الكريـمَ إلاّ لأدعـو
بمــديحي إلــى كريــمِ صـِفاته
أنــا بالمجــدِ مُولَـعٌ وبـأهلي
ه وبالباقيــاتِ مــن ذِكْرَيـاته
أعشـَقُ النُبْـلَ فـي جلالـةِ معنـا
هُ وأهـوَى الإقـدامَ فـي عَزَمـاته
قـد رأيـتُ العَلاَء فـي اسـم عَليٍ
ورأيــتُ التوفيـق خيـرَ سـِماته
فشـدا باسـمهِ قَريضـي كمـا يَـشْ
دو طليـقُ الْجَنـاحِ فـي رَوْضـاته
وإذا كـرّم الرجـالُ ابـن تـوفي
قٍ فقـد كرّمـوا النبـوغَ لـذاته
بَســَماتُ الربيــع فـي بَسـَماته
وسـنا الصـبح مـن سـنا قَسَماته
كوكـبي الـذكاءِ لـو صـدع اللي
لَ لجلَّـــى بنـــورِه ظُلُمـــاتِه
بـاحثٌ لا يصـيدُ فـي مَهْمَـهِ الـع
لـم سـوى الشـارداتِ من آبداته
رأيُــه مِجْهَــرٌ فمـا غـابَ أمـرٌ
كيفمــا دقَّ عــن مـدَى نَظَراتـه
لَمَحــاتٌ كأنّهــا خــاطفُ الــب
رقِ وأيـن البُـروقُ مـن لمحـاته
إن رمَـى الشـكَ رأيُـهُ فَـرّ حيْرا
ن يجِــرُّ الــذيولَ مـن شـُبُهاته
مــا رأى عَبْقَــرٌ ولا جِــنُّ وادي
ه كهـذا الـذكاءِ فـي معجزاتـه
وشــبابٌ كــأنه ناضــرُ الريـح
انِ فــي حســنهِ وفــي نَفَحـاته
صــانه النبْـلُ أن يُمَـسَّ لـه ذَيْ
لٌ وأدَّى الإيمــانُ فــرض ذكـاته
غــرس اللّــهُ نبتَـه فنمـا نَـضْ
راً وآتَــى الشـَّهِيَّ مـن ثمراتِـه
يمتطـي العْبقَـرِيُّ ناجيـةَ العـز
مِ حــثيثَ الْخُطـا إلـى غايـاته
لا يَـرَى الطـرْفُ منـه إلاّ غُبـاراً
عجــز الطـرْفُ انْ يَـرَى قَصـَباته
يتمنَّـى الشـُيوخُ لو بذلوا العُمْ
رَ لِقــاءَ القليـلِ مـن سـاعاته
عُمُـرُ المـرءِ بالجليـلِ مـن الأع
مــالِ لا بـالكثيرِ مـن سـنواته
بُـؤرَةُ الضـوءِ كـم بها من شُعاعٍ
ملأ الأفْــقَ فــي جميــعِ جهـاته
ورحيـقُ الأزهـارِ كـم ضـمَّ من رَوْ
ضٍ شــَذِيِّ الشــَّميمِ فـي قَطَراتـه
جمـع الفضـلَ حيـن فرقـه النـا
سُ وآواه بعـــدَ طــولِ شــَتاته
دائراتُ المعــارفِ اجتمعـت فـي
ه ففتِّــش عنهــن فــي صـَفحَاتِه
كـم لُغـاتٍ جـرَآ بها لفظُه العَذْ
بُ ســليماً كأنَّهــا مـن لغـاته
هـو فـي الطـبِّ مـن كِبار نُحاته
وهـو فـي النحوِ من كِبارِ أُساته
وهـو فـي حَلْبَـةِ البيـانِ أديـبٌ
تسـمَعُ السـحرَ فـي رُقَـى نَفَثَاته
وهــو إن شــئتَ حــافظٌ لغــويٌّ
كلمــاتُ القـاموسِ مـن كلمـاته
نسـخةٌ للسـانِ فـي صـدرِه الـوا
عـــي طبعُهــا علــى طَبَعــاته
يعـرِفُ الأَيْهُقَـانَ والثـولَ والذع
لــوقَ والسَيْسـَبَي ونـوع نبـاته
أنــا أخشـَى جـدالَه كلّمـا صـا
لَ عنيــفَ الجــدال فـي صـَوْلاته
مجمـع الضـاد يرفـع الـرأس في
زهــو بــآرائه وصــدق أنـاته
حَسـْبُ دهرٍ جنَى على الناسِ أنْ كا
ن علـــيٌّ يُعَــدُّ مــن حَســَناتِهْ
معمـلُ المَصـْلِ وهـو فتـحٌ مـبينٌ
بعـضُ مـا نـال مصرَ منَ مَأْثُراته
فتَكــاتُ المكـروبِ ألقـتْ سـلاحاً
للســريعِ السـديدِ مـنَ فَتكـاتِه
يصـرَعُ المـوتَ ثابتَ العزمِ مِقْدا
مـاً جـريئاً فـي عزمِـه وثبـاته
كم حبا الناسَ من حياةٍ أمدَّ الل
هُ للمجــدِ والعُلا فــي حيــاته
نـال أسـمَى الألقابِ والفضلُ فضلٌ
كيفمـا قـد رفعـتَ مـن درجـاته
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.