
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَفَقَــتْ بسـاحتِكَ البشـائِرْ
وســَرَتْ بريّــاكَ الأزاهــرْ
يــا يــومَ مولِــدِه ومـا
لـكَ فـي جمالِـكَ من مُفاخرْ
جـاهرْ بنُبْلـك فـي الزمـا
نِ فحــقُّ مثلِـكَ أَنْ يجـاهرْ
لــك أوّلٌ فــي المَكْرُمــا
ت ومـا لفيـضِ يـدَيْكَ آخـرْ
أشــرقتَ فـي أُفُـقِ القلـو
بِ ودُرْتَ فـي فَلـكِ الضمائرْ
وجُمِعْــتَ مـن ضـَوْءِ المنـى
وخُلِقْـتَ مـن نـور البصائرْ
لــكَ بيـنَ أعيـادِ الزمـا
نِ سـَناً علـى الأعياد باهرْ
شـــَفَقاكَ خـــدّا غـــادةٍ
ودُجــاكَ أحـداقُ النـواظرْ
مـا أنـتَ فـي الدنيا سوَى
أمـلٍ وضـِيءِ الْحُسـن سـافرْ
هـــذا الجمـــالُ كــأنّه
قـد صـِيغَ مـن خَطَراتِ شاعرْ
ســـَحَر العُيــونَ بحُســنِه
والحســنُ للأبصــارِ سـاحرْ
الصـــبحُ بســّامُ الســنا
والليـلُ مصـقولُ الغـدائرْ
يــا يــومَ فــاروقٍ وكـمْ
لـكَ عنـد مصـرٍ مـن مـآثِرْ
شــهدت بمطلعــك الحيــا
ة تفيـض بـالنِعَمِ الزواخرْ
ورأتْ جَبينـــاً كالصـــبا
حِ أضـاء مُعْتَكِـرَ الـدياجرْ
ورأتْ مُنـــــىً قدســــيَّةً
دقَّ الزمـانُ لهـا البشائرْ
ورأت مخَايــــلَ دَوْلَــــةٍ
فـوْقَ النجـوم لهـا معَابرْ
ورأت رجــاءَ النيــلِ فـي
ثــوبٍ مـن الإيمـان طـاهرْ
ورأت بَـــــوادرَ هِمَّــــةٍ
أعظِــمْ بهاتيـكَ البَـوادرْ
ورأت ســــَرِيرة خاشــــعٍ
ســَجدَتْ لخشـيتهِ السـرائرْ
وتطلـــعَ المِحْــرابُ فــي
جَــذَلٍ وأشــرقتِ المنـابرْ
واستبشــر الـدينُ الحنـي
فُ بخيـرِ من يُحيي الشعائرْ
نــادَى البشـيرُ بـه فيـا
بُشـْرَى المـدائنِ والحواضرْ
ومشـــتْ ملائكَــةُ الســما
ء تَهُـزُّ فـي الجوِّ المباخرْ
فـــالأفْقُ مِســـْكٌ عـــاطرٌ
والمَهْـدُ مثـلُ المسكِ عاطرْ
هتفـــتْ لمَوْلِـــدِ كــابرٍ
لمُطَهَّــرِ الأنســابِ كــابرْ
هتفـــــتْ بفــــاروقٍ أجَ
لِّ مُمَلَّـــكِ وأعــزِّ ناصــرْ
خـــطَّ المثـــالَ وفضــلُهُ
مَثَـلٌ يُبـاري الريـحَ سائرْ
والنـــاسُ بيـــنَ مُكَبِّــرٍ
داعٍ ومُـولي الحمـدِ شـاكرْ
ملأوا القلــــوبَ بحبـــهِ
وبِــذِكْرِهِ ملأوا الحنــاجرْ
فــاروقُ فَــرْدٌ فـي الجلا
لِ فلا شـــبيهَ ولا منــاظرْ
هـــذي بَـــواكِرُه فكـــي
ف يكـونُ مـا بعدَ البواكرْ
ينهَـــى ويــأمر هاديــاً
أفْــدِيه مــن نـاهٍ وآمـرْ
فَــرْعٌ مــن الـدَّوْح الكـر
يـم مُبـاركُ النَّفحاتِ زاهرْ
وقــديمُ مــاضٍ فـي العَلا
ء يزينُـه فـي النُّبْل حاضرْ
وســُلاَلةُ الأمجــادِ أبنــا
ء المواضـــي والبَــواترْ
مــن كــلِّ مِســْعَر غــارَةٍ
والمــوتُ مُحْمَــرُّ الأظـافرْ
يُجْــرِي الحصــانَ مُخَـاطراً
فـوقَ الجِمـاجم والمغـافرْ
أمضـــَى لـــدعوةِ صــارخٍ
مـن لمـح كـرّات الخـواطرْ
يـــأبى عليـــه نِجــاره
وإبــــاؤه ألاّ يبــــادرْ
للنَّقـــع فـــوقَ جَــبينه
مِســْكٌ يُضــَمِّخُ كــلَّ ظـافرْ
المجــدُ لا يُلْقــي العِنـا
نَ لغيرِ ذي العزم المثابرْ
الســـابقِ الوثّـــابِ طَلاَّ
عِ الثَّنِيَّـــاتِ المصـــابرْ
مَــنْ لا يُحــاذِرُ إنْ دَعــا
هُ حِفــــاظُه ألاّ يُحـــاذرْ
عشـــِقَ المخـــاطرَ مُــرَّة
فَجَنـى الشِّهادَ من المخاطرْ
مــن كالأســاوِرَةِ البــوا
سـلِ والقَسـَاورةِ الخـوادِرْ
أجـــدادِ فـــاروقٍ كِــرا
م الْمُنتَمـى طُهْـرِ الأواصـرْ
بعثـــوا تُــراثَ الأوَّلــي
نَ ووطَّــدوا مَجْـدَ الأواخـرْ
تُزْهَــى بهــم مِصــرٌ كمـا
زُهِيَــتْ بفِتْيتهــا تُماضـرْ
دعْهـــا تُكــاثر بالــذي
أسـدَوْا نَعَـمْ دَعْهـا تُكاثرْ
فــاروقُ أشــرِقْ بــالمنى
يســمو لِضـوئك كُـلُّ حـائرْ
مصـــرٌ وأنـــت يمينهــا
عَقَـدت علـى الحبِّ الخَناصرْ
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.