
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـزّتِ البُشـْرَى جَنـاحَ الخافقيْنْ
ومضــتْ تخطِـرُ بيـن المشـرقيْنْ
وتهـادَى النيـلُ نشـوانَ الهوىَ
ينـثرُ الأزهـارَ فـوْق الشاطئينْ
كَـمْ وكـم للّـهِ فـي النـاسِ يَدٌ
يعجِـزُ الشـكرُ عليهـا باليدينْ
دُرّةٌ مــــن ســــُؤدَدٍ لامعـــةٌ
ضــمّها العــرشُ لأغلـى دُرَّتيـنْ
دُرّةٌ للمُلْـــكِ مـــا ماثلهــا
كَـرَمُ التبْـرِ ولا صـَفْوُ اللجيـنْ
وشـــــعاعٌ زاد فـــــي لأْلائِهِ
أنّــه مــن لَمحــاتِ النيِّريـنْ
وشـــذىً مــن زهــرةٍ ناضــرةٍ
جمّلـتْ فـي مصـرَ أزهَـى زهرتينْ
شــرفُ الدوْحَــة لاقَــى شــرفاً
فنمـا الفـرعُ شـريفَ المبِتَيْـنْ
قــرّتِ الأعْيُــنُ لمَّــا أنجبــتْ
مصـرُ للـدنيا بهـا قـرّةَ عَيْـنْ
ونجــا فاروقُهــا فاستبشــرت
وصـفا الـدهر فكـانت بُشـْرَيَيْنْ
فــاجتلت مصــرُ مناهــا مـرّةً
ثــم عـادت فاجتلتهـا مرَّتيـنْ
كـم وقفنـا نرتجي البُشْرَى كما
يُرْتَجَـى بدرُ الدجَى في ليل غَيْنْ
واتجهنـا نحـو عابـدين الـتي
أصـــبحتْ ثالثــةً للقبلــتينْ
صــورةٌ للحــبِّ مــا أصــدَقَها
ومــن التصـوير تزييـفٌ ومَيْـنْ
ومشــى أجــدادُها فــي مَـوْكِبٍ
زاحـم الـدهرُ بـه بـالمنكِبَينْ
مَـــوْكِبٌ قــد خفَقَــت أعلامــهُ
وعلــت فـوقَ مَنـاطِ الفرقـديْنْ
لــم تَـرَ العيـنُ لـه مثلاً ولا
خطــرتْ أوصــافُه فــي أذنيـنْ
يخْطِــرُ التاريـخُ فيـه مثلَمـا
يخطِـرُ الفـارسُ بيـن الجحفَلَيْنْ
فيـه مُحْيـي مصـرَ فـي أبنـائه
زينـةِ الـدنيا وفخـرِ المَلَوينْ
مـــن كإســـماعيلَ فــي آلائِهِ
أو كـإبراهيم حـامي الْحَرَميْـنْ
جـذوةُ الحـربِ إذا مـا اشتعلتْ
وبـدا الشـرُّ وأبـدَى الناجذين
جمــع الضــادَ إلــى رايتــه
مـذ رآهـا أثَـراً مـن بعدِ عَيْنْ
بــدّدَت دُهْـمُ الليـالي شـملَها
والليــالي كلُّهـا مـن أبَـوَيْنْ
فحباهــا وَحْــدَةً مــا عرفــتْ
فـي الهَـوى حـدّاً لأقصـى بلدينْ
وصــلتْ رضــوَى بلُبْنــانَ كمـا
مزجـت بالنيـل مـاءَ الرافدينْ
عجبــاً مــن آيــةٍ كـانتْ لـه
أصــحتْ بــابنِ فــؤادٍ آيـتيْنْ
ليــس للعُــرْبِ ســواه عاهــلٌ
يبهـرُ الـدنيا بعـدلِ العُمَرينْ
زيّنتْــــه نشــــأةٌ طـــاهرةٌ
وهــو للطهْــرِ وللنشـأةِ زَيْـنْ
قـــانتٌ للّــه فــي محرابِــهِ
لـم يَشـُبْ آمـالَه في اللّه رَيْنْ
مَلِـــكٌ يجتــابُ ثــوبيْ مَلــكٍ
أيـنَ مَـنْ يُشبهُه في الناس أينْ
سـرَقَ النيـلُ النـدَى مـن كفِّـه
فأسـَالَ التِبْـرَ فـوق الواديينْ
حُبُّـــه دَيْــنٌ وَدِيــنٌ للــورَى
يَـا لـهُ في الحبِّ من دِينٍ ودَيْنْ
وبنــى الملــكَ أبـوهُ جاهـداً
فســَما فــوق بنـاءِ الهَرَميـنْ
عَلَــوِيُّ العــزم إنْ رام العلا
لـم يضـِقْ ذَرْعـاً ولم يمَسْه أيْنْ
رفــع الشــعرَ إلــى منزلــةٍ
لم ينلْها في زمان ابن الْحُسَينْ
دَوْلــةٌ قــامتْ تنــاغِي دوْلـةً
فنعِمْنــا فــي ظِلال الـدولتينْ
ربَّمـا فـي الشـعرِ قـامتْ صَفْحةٌ
بالـذي يَعْيـا به ذو الصفْحتينْ
إنّمــا الشــعرُ علــى كـثرتهِ
لا تَـرى فيـه سوى إحدى اثنتينْ
نفحــــةٌ قُدْســـِيَّةٌ أو هَـــذَرٌ
ليـس فـي الشـعر كلامٌ بَيْنَ بَينْ
ســـلِمَتْ للتـــاجِ أصــفَى دُرّةٍ
وأقــرَّ اللّـهُ عيْـنَ الوالـدينْ
جمـعَ اللّـهُ لهـا الْخيـرَ كمـا
جمـعَ الـدنيا لنـا فـي مَلِكَينْ
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.