
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَمَنَّيْـتُ لَـوْ لَـمْ تَعْصِنِي قَطْرَةُ النَّدَى
فَـأُطْلِعَ مِنْهَـا فِي دُجَى الذِّكْرِ فَرْقَدَا
وَلكِــنَّ جُهْــدِي دُونَ أَدْنَـى رَغَـائِبِي
فَكُـنْ لِخَيَـالِي أَيُّهَـا الشـِّعْرُ مُسْعِدَا
أَعِنِّـي عَلَـى قَـوْلٍ حَكِيـمٍ تَصـُوغُ لِـي
مَعَـــانِيَهُ دُرّاً وَمَبْنَـــاهُ عَســْجَدَا
أُغَنِّيــهِ تَرْدِيــداً بِإِيقَــاعِ وَحْيِـهِ
فَيُطْــرِبُ إِطْــرَابَ المثَـانِي مُـرَدَّدَا
عَلَيْـكَ سـَلاَمَ اللـهِ يَـا زَمَنـاً بَنَـى
نَــوَابِغُهُ لِلضــَّادِ مَجْــداً مُخَلَّــدَا
أَيَرْجِــعُ صــَوْتٌ بَعْــدَ أَلْــفٍ وَنَيِّـفٍ
إِلَيْــكَ وَلاَ تَنْبُـو بِـهِ حُجُـبُ الـرَّدَى
تَقْـــرَأَ مُهْتَـــزّاً تحِيــةَ عَصــْرِنا
وَتَســْمَعَ مُعْتَــزّاً صــَدَاكَ المُـرَددَا
لَئِنْ بِـتَّ فِـي الْغَيْـبِ القَصـِيِّ مُحَجَّباً
لَقَـدْ عـدْتَ فِـي هَـذَا الزمَانِ مُجَدَّدَا
كَأَنَّــكَ وَالأَحْقَــابُ أَمْــوَاجُ زَاخِــرٍ
تَبَسـَّطْنَ فِيمَـا امْتَـدَّ بَعْـدَكَ مِنْ مَدَى
وَقفـتَ عَلَيْهَـا مُوفِيـاً مِـن يَفَاعِهَـا
وَأَلْقَيْـتَ طَيْفـاً فِـي نِهَايَتْهَـا بَـدَا
تَغَيَّـرَتِ الأَسـْمَاءُ وَالْعَصـْرُ لِـمْ يَـزَلْ
كَمَـا كُنْـتَ فِـي الأَعْصَارِ فَرْداً مُوِحَّدَا
فَكِـدْنَا نَخَـالُ الـدْهْرَ قَابَـلَ حَالَـةً
وَدَابَرَهَــا ثُــمَّ اســْتَوَى مُتَــرَدِّدَا
أَلَسـْتَ إِذَا آنَسـْتَ مِـنْ عَهْـدِنَا سـَنىً
لِحِكْمِــةِ شـَوقِي قُلْـتَ حِكْمـةُ أَحْمَـدَا
أَلَســْتَ إِذَا شــَاقَتْكَ أَبْيَـاتُ حَـافِظٍ
حَسـِبْتَ أَبَـا تَمَّامِـك اليَـوْمَ مُنْشـِدَا
أَلَســْتَ إِذَا غَنَّــاكَ صـَبْرِي مُسـَائِلاً
أَلِلْبُحْتُــرِيِّ الصــَّوْتُ رَجَّعَـهُ الصـَّدَى
أَلَســْتَ إِذَا نَاجَتْــكَ رُوحُ ضــَرِيرِنَا
ذَكَــرْتَ ضــَرِيراً بِــالمَعَرَّةِ وَســِّدَا
لَقَـدْ بَعَـثَ اللـهُ الْقَرِيـضَ وَأَنْشـَرَتْ
لَــهُ دَوْلَـةُ العَبَّـاسِ مُلْكـاً مُؤَيَّـدَا
وَمِـنْ آيِهَـا تَكْرِيمُنَـا اليَوْمَ حَافِظاً
وَتَمْجِيــدُنَا مِنْــهُ ســَرِيّاً مُمَجَّــدَا
فَتَــى الأَدَبِ الْجِـدِّ الَّـذِي لاَ يَشـُوبُهُ
مِـزَاحٌ وَلاَ يُلْفَـى ابْتِسـَامٌ بِـهِ سـُدَى
مُقَـــوِّمُ تَأْوِيـــدِ الْخَلاَئِقِ حَيْثُمَــا
تَبَيَّــنَ بَيْـنَ النَّـاسِ خُلْقـاً مُـأَوَّدَا
مُجَـودُ صـَوْغِ الْقَـوْلِ لاَ يَنْـثرُ الحِلَى
وَلاَ يَنْظِـــمُ الْعِقْيَــانَ إِلاَّ مُجَــوَّدَا
مُفَصــِّلُ آيَــاتِ الْبَلاَغَــةِ إِنْ نَهَــى
نَهَـى عَـنْ ضـَلاَلٍ أَوْ دَعَـا فـإِلى هدَى
نجِيُّ المَعَالِي تَعْرِفُ الزُّهْرُ فِي الدجَى
لَــهُ حَيْثُمَــا سـَارَتْ خَيَـالا مُسـَهَّدَا
أَمِيــــرُ مَعَــــانِيهِ وَلِلـــهِ دَرهُ
إِذَا مَا سَجَا أَوْ جَاشَ أَوْ نَاحَ أَوْ شَدَا
أَيَعْـرُوهُ حُـزْنٌ فَـاقْرَإِ الْوَصـْفَ تُلْفِهِ
سـَحَاباً رَمَـى ظَلاًّ عَلَـى الْكَوْنِ أَرْبدَا
أَيَرْضــَى لِنُعْمَـى نَالَهَـا قَمِـنٌ بِهَـا
فَلاَ قَـوْلَ فِـي الأَذْهَـانِ أَعْـذَبُ مَوْرِدَا
أَيَطْعُــنُ فِــي شــَيْنٍ فَإنَّــكَ وَاجِـدٌ
دَمــاً وَصـَرِيعاً وَالسـِّنَانَ المُسـَدَّدَا
أَيَرســـُمُ مَوْصـــُوفاًفَتِلْكَ صـــِفَاتُهُ
حَقَــائِقَ حَلاَّهَــا الْخَيَــالُ وَخَلَّــدَا
صـَدِيقيَ فَاهْنَـأْ وَابْلُـغِ الأَوْجَ رُتْيَـةً
فَـإِنْ تَرْقَـهُ لاَ تَنْسـَنا وَارْق سـَرْمَدَا
لَعَبَّــاسٌ خَيْــرٌ لِلْمَعَــالِي مُقَلِّــداً
فَكُـنْ بِـالنُّهَى خَيْـراً لَهَـا مُتَقَلِّـدَا
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.