
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَــمْ بَطَـلٍ أَمْسـى وَلَـمْ يَسـْمُرِ
تَحْــتَ هِلالِ الرَّحْمــةِ الأَحّمَــرِ
هَــوَى صـَرِيعاً لَـمْ تَنَلْـهُ يَـدٌ
فِــي مِعْصــَمٍ مِنْــهُ وَلا مُنْحَـرِ
وَلَـوْ تغَشـَّاهُ العِـدَى لانْثَنَـوْا
مُقْبِلُهُـــمْ يَعْــثرُ بِالْمُــدبِرِ
لَكِــنْ دهَتْــهُ مِـنْ عَـلٍ كُتْلَـةٌ
مُرْســلَةٌ مِــنْ قَــاذِفٍ مُبْحِــرِ
هَبـتْ وَقـدْ مَـدّتْ شـَظَايَا لَظـىً
نَاشــِبَةً فِـي الْجَـوِّ كَالْمِنْسـَرِ
ثُـمَّ ارْتَمَـتْ تَصـْدَعُ مَـنْ صَادَفَتْ
فِـي المُرْتَمَى مِنْ حيْثُ لَمْ يَنْظُرِ
لَهْفِـي عَلى الْعَانِي وَمَا يَشْتَكِي
وَلَيْـسَ فِـي عُقْبَـاهُ بِـالْمُمْتَرِي
أَوْهَــتْ رُجُـومُ الْغَيْـبِ أَضـْلاعُهُ
لَكِـنْ نَبَـتْ عـنْ نَفْـسِ مُسـْتَكْبِرِ
فِـي حِيـنِ أَنَّ اللَّيْـثَ إِنْ يُدْمهِ
رَاجِمُـــهُ مِــنْ أَلَــمٍ يَــزْأَرِ
وَالســَّيْفَ إِنْ يُثْلَـمْ لـهُ صـَلَّةٌ
وَصـــَلَّةٌ أَنْكَـــرُ إِنْ يُكْســـَرِ
وَكَهْرَبَــاءَ الغَيْـمِ إِنْ تَصـْطَدِمُ
بِــذَاتِ بَــرْقٍ مِثْلِهَــا تَجْـأَرِ
أَمَّـا صـَرِيعُ الحَـرْبِ مِنْ جُنْدنا
فَرَابِــطٌ مَهْمــا يُســَمْ يَصـْبِرِ
لَــوْ ضــَارَعَتْ قُــوَّتُهُ عَزْمَــهُ
لاقــى الْمُبِيـدَاتِ وَلَـمْ يُـدْحَرِ
مُنْتَفِيــاً بَـأْسُ الْعَـوَادِي بِـه
كَمَـا انْتفـى الْعُنْصُرُ بِالْعُنْصُرِ
أُنْظُـرْ إِلـى الآسـِي مُلِمّـاً بِـه
يُجِيــلُ فِيــه طَــرفَ مُسـْتَعْبِرِ
حُزْنـاً عَلـى ذَاكَ الجَرِيحِ الَّذي
يَجِـفُّ سـُقْماً فِـي الصبَا الأَنْضَرِ
وذِلــكَ المجــدِ طَرِيحـاً عَلـى
مَهْـد الضـَّنَى فِـي سَبْسـَبٍ مُقْفِرِ
تحــت ســِرَاجٍ حَــائِلٍ رَاجِــفٍ
أَنَّــى تُخَطِّــرْهُ الصـَّبا يَخْطُـرِ
يُضــِيءُ شــُحّاً ودِمـاءَ الفَتَـى
تَفِيــضُ مِـن يَاقُوتِهَـا الأَحْمَـرِ
فِي النَّطْفَةِ الْحَمْراَء مِنْ نَضْحِها
وقْـدٌ كَوقْـدِ الحَوْمـةِ المُسـْعَرِ
لَـوْ لَـمْ يَكُـنْ حَـرٌّ كَفَـى حَرُّهَا
أَوْ لَـمْ يَكُـنْ ضوْءٌ كَفَى مَا ترِي
يـا أَيُّهَـا الصَّرْعَى جُعِلْنَا فِدَى
كُــلِّ شــُجَاعٍ مِنْكُــمُ عَبْقَــرِي
هَيْهَــاتَ يُغْنِــي نَـاعِمٌ خَامِـلٌ
مِـنْ خَشـِنٍ يـوْمَ التنَـادِي سَرِي
أثرْتُــمُ الْمُثْلــى لَكُـمْ خُطَّـةً
وَمَـنْ يُخَيَّـرْ فِـي الْمُنَـى يَخْتَرِ
فَكَـان أَسْمَى الفَخْرِ مَا ابْتَعْتُمُ
وَكَـانَ أَدْنَـى العَيْشِ مَا نَشْتَري
أَجْـراً وِفاقـاً وَالعُلـى فِدْيَـةٌ
وَلا عُلــى فِـي خِدْعَـةِ المَيْسـَرِ
مَــنْ تَســْتَطِلْ آثَــارُهُ عُمْـرَهُ
يَطُــلْ فَـإِنْ تَقْصـُرْ بِـه يَقْصـُرِ
هَــلْ يَســْتَوِي مُسْتَبْسـِلٌ مُنْجِـدٌ
وَآمِـــنٌ يَقْمِــرُ فِــي مَقْمِــرِ
يَا مَعْشَرَ الْعُرْبِ الْكِرَامِ الأُولى
بِهِــمْ أُبــاهِي كُـلَّ ذِي معْشـَرِ
يَــا أُمَّــةً أَنْكَـرْتُ تَفْرِيطَهَـا
إِنْكَـــارَ لا قَــالٍ وَلا مُــزْدَرِ
بِصــِدْقِ مَــنْ يُـوِقظُ حِبّـاً لَـهُ
وَقَـدْ غَفَـا عَـن طـارِيءٍ مُنْـذرِ
كـمْ بِـتَّ أَسْتَشـْفِعُ مِنْهَـا لَهَـا
وَنوْمُهَــا مِــنْ رَيْبِـهِ مُسـْهِرِي
أَقُـولُ هَـلْ مِـنْ رَقْـدَةٍ قَبْلَهـا
بِغَيْــرِكِ امْتَــدَّت إِلـى أَعصـُرِ
أَلَــمْ تَـرَيْ أَنَّ قَـرَارَ الضـُّحَى
غُــرْمٌ وَأَنَّ الغنْــم لِلْمُبْكِــرِ
يَــا أُمَّــةً تَارِيخُهَــا حَافِـلٌ
بِــالآي مِــنْ مُبْتَــدَإِ الأَدْهُـرِ
مِـنْ عَهْـدِ قحْطَـانَ تِبَاعـاً إِلى
قَيْـسِ بْـنِ شـيْبَانَ إِلـى عَنْـترِ
إِلـى اليَتِيـمِ القرَشـِيِّ الَّـذِي
أَعْجَـــزَ بِــالرَّأْي وَبِــالأَبْتَرِ
إِلـى العَمِيـدِ المُجتبَـى بَعْدَهُ
وَشــَيْخِهَا بِالعَقْــلِ وَالمَخْبَـرِ
إِلـى الَّـذِي لـمْ يُلْـفَ نِـدٌّ لَهُ
فِــي مَالِـكٍ بِالعَـدْلِ مُسـْتْعمِرٍ
إِلـى ابْـنِ عفَّـانَ وَفِيمَـا تَلا
دِمَــاؤُهُ تَجْــرِي عَلـى الأَسـْطُرِ
إِلـى عَلِـيٍّ سـيْفِها فِـي الوَغَى
وَصـَوتِهَا المَسـْمُوعِ فِي المِنْبَرِ
إِلــى نُجُــومٍ عَــزَّ إِحْصـَاؤُهَا
مِــنْ قَــادَةٍ غُـرٍ وَمِـنْ عَسـْكَرِ
وَمِـنْ أُولِـي حَـزْمٍ أَدَارُوا بِـهِ
مَرَافِــقَ الـدُّنْيَا عَلـى مِحْـوَرِ
وَمِـنْ أُولِـي عِلْـمٍ أَفَاضُوا هُدى
عَلـى النُّهـى مِـنْ نُورِهِ الأَزْهَرِ
ذِلــكَ مَـا كُنْـتُ عَلـى سـَمْعِهَا
أُلقِيــهِ إِنْ أُسـْرِرْ وَإِنْ أَجْهَـرِ
وَطَالَمَـا عُـدْتُ وَبِـي حُـزْنُ مَـنْ
حَــاوَلَ إِحْســَاناً فَلَـمْ يَقْـدِرِ
ســَهْرَانُ لَكِــنَّ رَجَــائِي بِهَـا
يُؤنِســُنِي فِــي لَيْلِـيَ الأَعْكَـرِ
كَـالْكَوْكَبِ الثَّـابِتِ فِـي قُطْبِـهِ
يَسـْطَعُ فِـي فِكْـرِي وَفِـي مَنْظَرِي
عَاتَبْتُهَــا حَتَّــى إِذَا رُوِّعَــتْ
بِطَيْـــفِ شــَرٍ أَشــْعَثٍ أَغْبَــرِ
مُعَفَّــرِ الْهَــامِ خَئُونِ الخُطَـى
جَــمٍ مِــنَ العُــدَّةٍ مُســْتَكْثِرِ
مُنْطَــادِ جَــوٍّ فَــارِسٍ رَاجِــلٍ
خَـوَّاضِ بَحْـرٍ فِـي الـدُّجَى مُبْصِرِ
قُلْـتُ لَقَـدْ حَـلَّ المُصـَابُ الَّذِي
يُوِقظُهَـا يَـا نَفْـسُ فَاسْتَبْشـِري
مَــا لِشــُعُوبٍ جَمَــدَتْ بَــاعِثٌ
كَـالخَطْبِ مَهْمَـا يَطْوِهـا تُنْشـَرِ
يَـا أُمَّتِـي أَرْضـَيْتِ عَنْكِ العُلى
وَاثِبَــةً بِالطَّــارِقِ المُنْكَــرِ
كَوَثْبِــكِ المَعْهُـودِ مِـنْ سـَالِفٍ
أَيَّـامَ يَـأْبَى العَزْمُ أَنْ تَصْبُرِي
جَــافَيْتِ مَهْــدَ الـذُّلِّ مُعْتَـزَّةً
فَطــاوِلِي الـدُّنْيَا ولا تُقْصـِرِي
عُــودِي إِلــى مَجْـدِكِ مَحْسـُودَةً
وَفَــاخِرِي مَحْمُــودَةً وَافْخَــرِي
سـُودِي كمَـا سـُدْتِ قَـدِيماً بِلا
حَــدٍ مِــنَ الشــُّمِّ ولا الأَبحُـرِ
مَــا بِــكِ صـُعْلُوكٌ فـأَيٌّ بـدَا
أَمْـرٌ لـهُ فـي النَّـاسِ فَلْيأْمُرِ
وَكُــل قَــدْمٍ فيــكِ أَوْ عَـالِمٍ
مَــا شـَاءَ أَنْ يَكْبُـرَ فَلْيكْبُـرِ
اللّـهُ فِـي أَبْطاِلـكِ الصَّيدِ مِنْ
دُهـــاةِ حْـــربٍ غُيَّــبٍ حُضــَّرِ
إِذا عــدَا فاِرســُهُم أَســْفرَتْ
عَــنْ مِلــكٍ عَاصــِفةُ العِثْيَـرِ
يُهَــاجِمُ المِــدْفعَ فِـي غِيلِـهِ
كَالْقَشـْعَمِ السـَّاطِي عَلـى قسْوَرِ
فَمــا درَى المُطْلِــقُ إِلاَّ وَقَـدْ
أَصــْبَحَ فِــي أَصـْفَادِ مُسْتَأْسـِرِ
وَاللَّيْـثُ غُنْـمٌ فِـي يَـدَيْ غَانِمٍ
يُحْمَـلُ كَالشـيْءِ الْخَفِيفِ الزَّرِي
فَــإِنْ مَشــى راجِلهُـمْ طَاوِيـاً
مِئْزَرَهُ فــالْحَتْفُ فِــي المِئْزَرِ
كالفَهْـدِ إِنْ يَقْفِـزْ وَكَالْهِرِّ إِنْ
يَهْبِـطْ وَشـِبْهُ الْحُـوتِ إِنْ يَعْبُرِ
وَحَيْــثُ يُلْفَــى رَاقِبـاً صـَيْدهُ
غَـابَ عَلـى الصـَّيْدِ فلَـمْ يَنْفُرِ
يَكْتُمُــهُ مَوْضــِعُهُ فَهْــوَ فِــي
حَشــَاهُ كَالذمَّــةِ لَــمْ تُخْفَـرِ
وَلا يَــرُوعُ الْقـوْمَ مِـنْ بَطْشـِهِ
أَدْهَـى مِـنَ الْبَغْتَـةِ إِذْ يَنْبَرِي
حَيْـثُ الثَّـرَى مَا عَهِدُوا ظَاهِراً
لكِنَّــــهُ ذُو خَطَـــرٍ مُضـــْمَرِ
والغَوْرُ صَاغِي الأذْنِ والغَارُ ذو
إِنْســَانِ عَيْـنٍ دَارَ فِـي مَحْجِـرِ
فَبَيْنَمَــا هُـم فِـي ضـَلالٍ وَقَـدْ
تَهَـــادَتِ الأَظْهُـــرُ بِــالأَظْهُرِ
إِذْ أَخَــذَتْهُمْ صــَيْحَةٌ مِـنْ عَـلٍ
تَنْقَــضُّ أَوْ تَطْفِــرُ مِـنْ مَطْفِـرِ
فَــافْترَقُوا وَاسـْتبْقُوا شـُزباً
نــاجِينَ مِـن قَارِعَـةِ المَحْشـَرِ
لَكِنَّمَـــا تَســـْبِقُ أَبْصــَارَهُمْ
أَيْـدٍ تُقـرُّ الْجـأْشَ فِـي الخوَّرِ
نِفْطِيَّــةُ الْوَهْـجِ يَـرِي حَلْيُهَـا
مِــن دَمِهِـمْ وَالجَـوُّ كَـالعنْبِر
لا تُطْلِــقُ الشــُّذَّاذَ إلاَّ علــى
تزْكِيـــةِ الْمَخْبَــرِ لِلْمُخَبِــرِ
وَأَنْ يَســْبُّوا ســائِقِيهِمْ إلـى
مَـا حَضـَرُوا مِـن رَائِعِ الْمَحْضَرِ
يَـا أُمتِـي مِثْـلُ الدِّفَاعِ الَّذِي
دَافَعْتِـهِ فِـي الـدَّهْرِ لَمْ يُذْكَرِ
مِنْـهُ اعْلَمِـي أَنَّـكِ إِنْ تَجْمَعِـي
وَنَاوَأَتْــكِ الجِـنُّ لـم تُقْهـرِي
ثُــمَّ اعْلمِـي أَنَّـكِ إِنْ تُجْمِعِـي
طَالِبَـةً أَقْصـى المُنـى تَظْفَـرِي
حُبّــاً لِجَرْحــاكِ وَبِــرّاً بِهِـم
مَـا المـالُ غَيْرُ الثَّمَنِ الأَيْسَرِ
ظِــلُّ هِلالِ الْخَيـرِ مِـن فَـوْقِهِمْ
وَيَـــدُ ذَاتِ الشــَّرَفِ الأَطْهَــرِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.