
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـو كـان بالـدهر لحـر يـدانْ
أغــراه مــن همــتي إلا تكلان
وذاده عـــن خطـــتي صــاغراً
بـرد الغراريـن حديـد السنان
أكلمـــا نالتــك منــه يــد
جــائرة الكـف ظلـوم البنـان
نــثرتَ مــن نرجســتَيْ روضــة
علـى جنـى الـورد عِقـدَي جمان
مؤكــد مــن حــرج أو ضــمان
علـى الليـالي وصـروف الزمان
إن لـــم تعلقــك بأحــداثها
ولــم تجرعــك بمــر الهـوان
قــال وقــد راش بهــا دلّهـا
كما انثنى تحت الصَّبا غصن بان
ضـربٌ مـن الـذل ونوع من النع
مــة تفْطَــنْ لــه الخَيــزُران
إنــك يـا ذا العَزَمـات الـتي
يســرن والشـمس شـريكي عنـان
تَـدرَعُ مـن عزمـك ثـوب المنـى
والـدهر منـا سـبعة فـي ثمان
عنـــي بإعْوالِــكِ يــا هــذه
لســتُ لخــود بمطيـع العنـان
لا يجهــل البــازل ســناً ولا
أُعلّــم الخمــرة إنــي عـوان
لـي غلـوة أخـرى فـإن أورقـت
كســرت قوسـي وهشـمت البنـان
منحـــة إن أخلفـــت بغيــتي
جرعــت بأسـي وأكلـت اللسـان
وغـــزوة إن خففـــت مطلــبي
أغمـدت سـيفي ونزعـت السـنان
يـا ملـك الـدهر ويـا مـن له
واسـطة الدَّسـت وصـدر المكـان
ومنتضــى الصـارم يجـري دمـاً
والقلـم المـاطر يجـري بيـان
هـــل أنــت إلا رجــل واحــد
أفــرغ فــي قـالبه الأجـودان
أم أنـــت إلا ملـــك مكْـــرَم
أظهــره اللّـه لـرأي العيـان
لهـــذه العــزة حيــث الفلا
قـد عفـت أرضـي وتركت الهوان
كمـا اقتضـيتُ الـدهرَ ميعـادَه
بهــــذه الرقعــــة والآن آن
يـا ملـك الـدهر الـذي خِلتُني
ظَلْـتُ مـن الـدهر بـه في أمان
انظر إلى الخطب الذي اغتالني
هـل أثـر يُلقَـى لـه أو عيـان
إن يكــن مــن ذي أمـل هجـرة
إلــى مجــال قبلــه هجرتـان
وكـــل هـــذا وذاك الحمـــى
وبعــض هــذا وبـك المسـتعان
أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل.أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر.ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380ه فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382ه ولم تكن قد ذاعت شهرته.فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق.ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه.كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه.وفاته في هراة مسموماً.وله (ديوان شعر -ط) صغير و(رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و(مقامات -ط)