
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِــذِكرَى ليــالي الوصـل يُسـتعذَبُ الـذِّكْرُ
ويَحْلـــو وإنْ طــال التَّباعــدُ والهجْــرُ
فيــا ذِكــرَ ليلــى شـَنِّفِ السـمعَ مُـوقَراً
أحــاديثَ مــن ليلـى يَـذوب لَهَـا الصـَّخر
ويـــا ســـعدُ عَلِّلنــي بــذكرى أحِبَّتِــي
فعنــدكَ يَــا ســعد الأحــاديثُ والــذِّكر
ورَتِّــل حــديثَ الحــب يَــا ســعد إننـي
لقـــد عَزَّنــي ســعدُ التجلــدُ والصــبر
مَنيـــتُ هَــوىً لــولا التأمــلُ بالِّلقــا
ولــولا أَمــانِي النفـسِ مَـا عُمِّـر الـدهر
ســـــُهادٌ إذَا جَــــنَّ الظلامُ رأيتُنــــي
أُراقــبُ حيــنَ النجــمِ أَوْ يَشـْفَع الفجـر
أُكفِكـــف بالمنـــديل دمعـــاً كَأَنَّمـــا
بعينـــيَ والمنـــديلِ يَلْتَطـــم البحــر
ومــن لــي بـأن ألقَـى حبيبـاً إذَا بَـدا
لطَلْعَتِـــه تَخْبُـــو الكـــواكبُ والبــدر
تَســـلَّط فِـــي قلـــبي بســـلطان حبِّــه
فبُحــتُ بمــا تُخفــي الجَوانــحُ والصـدر
كــــذلك ســــلطانُ الغـــرامِ وحكمِـــه
برغــم جنــودِ العشــقِ يُقضـَى لَـهُ الأمـر
فيــا ظبيـةَ المَسـْعَى ريـا سـاعةَ اللِّقـا
بحقِّكمـــا عُـــوداً فقــد نَفِــد العمــر
ويـــا أَيُّهَــا العُــذّال كُفــوا فإنمــا
بقلــبي لَظـى الأشـواقِ يُطفَـى لَـهُ الجمـر
إذَا ذُكـــرت ليلـــى أَميـــل لـــذكرِها
كَــأَنّي بحــان الخمــرِ أَســْكرني الخمـر
نشـــرتُ عَلَــى الآفــاق رايــاتِ صــَبْوَتِي
وســـِرتُ وطُـــرْقٌ الحــب أيســرُها وعــر
وطفــــتُ بأســـواقِ المحبّيـــن برهـــةً
فمـــا فيهــمُ مثلــي جميــلٌ ولا عمــرو
فكـــم مُـــدَّعٍ بـــالحبِّ يقضــَى لغيــره
إذَا احتكـــم الخَصـــْمَان يتضــح الســرُّ
فبــالله يَــا رَكْــبَ الحجــاز إذَا بـدتْ
طلائعُ مـــن ليلـــى ولاحَ لَـــكَ الســـَّفْر
وبـــانت لَــكَ البانــات عنــد طُوَيْلِــعٍ
ونــامتْ عيــونُ الرَّكــبِ وانتعـشَ الفكـرُ
وهـــبّ نســـيمُ القُـــربِ ثُـــمَّ تــأرّجت
روائحُ مــن ليلــى وفــاحَ لَــكَ النَّشــْرُ
فنــادى بــأعلى الصــوتِ أهــلُ مــودتي
كـــثيبٌ لبُعــدِ الــدار أَجْهَــده الصــُّر
يُعــاني مــن الأشــواق مَــا لَـوْ تحمَّلـت
بأعبـــائِه رَضـــْوَى لأَثْقلهـــا الـــوِقْر
وكـــم قمــتُ فِــي ليــلٍ كَــأَنَّ نجــومَه
عيـــونٌ مـــن الحُســّاد تَرْمُقنــي خُــزر
أكابِـــد حَــرَّ الوجــدِ والليــلُ مُطــرِق
تُســـامرني الظَّلمــاءُ والأَنْجُــم الزُّهْــر
أَبُـــثُّ رَعيــلَ الفكــرِ شــرقاً ومغربــاً
وأَعتَنِــق الأهــوالَ مَــا صــدَّني الــذُّعر
وأُرْحــل خيــلَ العــزم أَغتنــم الســُّرى
ومــن يطلــبِ العليــاءَ يَحْفِــزه الصـَّبر
فجُبْـــنَ بـــيَ الآفــاقَ حَتَّــى وردنَ بــي
رِحــابَ أبِــي تيمـورَ نِعْـمَ الفـتى البَـرّ
ســليلُ الملــوكِ الصــِّيدِ مـن جَـلَّ قَـدْرُه
وعُـــنَّ بــأنْ يــأتي بأمثــالِه الــدهر
لَــهُ الشـَّرف الأَسـْنَى لَـهُ المجـد والعُلـى
لَـهُ النِّعمـة العُظمـى لَـهُ البَسـْط والقمر
هو البدرُ فِي الظَّلماء هو الشمس فِي الضُّحى
هــو المُخْضـِب الـدَّفْعاءَ إِنْ عَزَّهـا العَطْـر
تَــــدين لَــــهُ الأيــــامُ ذلاً وهيبـــةً
وَتَعْضـــُله الأقـــدارُ والبَـــرّ والبحــر
يُحــاكي نســيمَ الــروضِ خُلْقـاً إذَا بـدا
تُحيِّيـــك بالترحـــاب أخلاقُـــه الغُـــر
تقابلـــك البُشـــْرى إذَا مَـــا رأيتــه
ســــَباك مُحَيّــــاه ولاح لَـــكَ البِشـــر
ويبــديكَ قبــلَ النطــق مَهْمَــا تخيلَــتْ
بقلبِـــك حاجــاتٌ وَقَــدْ كَنَّهــا الصــدرُ
فلـــولا نـــزولُ الــوحيِ ســُدَّت ســبيلُه
لَقلــتُ أتــاه الــوحيُ أَوْ جـاءه النُّـذْر
إذَا مَـــا ســعى الــبر يومــاً تَفَجَّــرتْ
يَنــابيعُ ذَاكَ الــبر واعْشَوْشــَبَ القَفْــر
وإن ســار فِــي بحـرٍ تـرى الفُلْـكَ تَحْتَـه
تَميــــد كنشــــوانٍ يُرَنِّحـــه الشـــكر
يَشـــُقُّ عبــابَ البحــرِ زَهْــواً كمِثلمــا
تَشــقّ رقــابَ الخصــمِ أســيافُه البُتْــر
دَعتْــــه فلَبَّاهــــا ظفَــــارِ وإنمـــا
دعتْــه لكشــفِ الصــُّرِّ أَنْ مَســَّها الضــر
بشـــهر يفـــوق الــدهرَ فضــلاً وحُرْمــة
فـأُنْعِم بشـهر الصـوم يَـا نِعْـمَ ذا الشهر
لســـبعٍ خلـــتْ منــه وعشــرون قبلَهــا
فبــارِكْ بِهَـا يومـاً سـيُمْحَى بِهَـا الـوِزْر
مَضـــْيناً ونــورُ البحــرِ يجــرِي كَــأَنَّه
ســـــحابٌ تُزَجِّيــــه ملائكــــةٌ غُفْــــر
نَــدوسُ أَديــم البحــرِ والبحــرُ زاخــرٌ
وانجينـــه يَغْلِـــي بمـــوجٍ لَــهُ جَمْــر
تــرى الطيــر والحيتــان تجـري بجنبِـه
ســِراعاً كمــا تجــري المُطَّهمــة الضـُّمر
فلمـــا تَنســَّمنا شــَذا الــبر أَقبلــتْ
شـــَواهقُ مــن يــاى تحُــف بِهَــا جُــزْر
رَســـَينا ببحـــر الــدُّرِّ بحــر مَصــيرةٍ
فلِّلــهِ مــن بحــرٍ بِــهِ يُجتَنَــى الــدر
فَهــلَّ علينــا الفِطْــرُ فِيهَــا فأصــبحتْ
تَحــفُّ بنــا النُّعْمَــى وأنفاســُنا عِطْــر
فللـــه يـــوم أجمـــع الأنـــسَ كلَّـــه
مليـــكٌ وذا بحـــر وعيـــد وذا فطـــر
فلمــا تَهانَيْنــا جَــرى الفُلــك مـاخراً
وَلَــمْ يَثْنِــه مَــدُّ البحــارِ ولا الجَــزْر
ومُـــدَّت ســـِماطات المآكـــل والســـما
تُظلِّلنـــا والبحـــرُ كلتاهمـــا خُضـــر
ظَللنـــا ونــورُ البحــرِ يهــوِي كَــأَنَّه
ريـــاحُ بقـــاعِ الأرضِ أصـــواتُها زَجــرُ
أَوْ الرعــدُ فِــي الظَّلمـاءِ يرمـي بأَشـْهُبٍ
مـن الـبرقِ والصـوتُ المُهبـل هـو المَخْـر
فمــا أَقْصــرَ الأوقــاتَ والشــهرَ عنـدنا
إذَا أَســْفر الفَجــرانِ باغتَنــا العصــر
كــــذلك أوقــــاتُ الســـرور كَأَنَّهـــا
طَـــوارِقُ أوهـــامٍ يمــر بِهَــا العصــر
وثــالثُ يــومِ الفطــرِ لاح لنــا البُنـا
مصـــانعُ مربـــاطٍ تَســامَى بِهَــا قَصــْر
فأشــرلقَ نــور البِشــْر فِيهَــا فـأُلقِيتْ
مَـــدافعُها والعُســـْر يَعْقُبـــه اليُســْر
وأقبــل أَهْلُوهــا عَلَــى الســُّفْن شــُرَّعاً
عديــداً بِهِــم مــن خـوف سـلطانهم وَقْـر
فحَيَّــــــوه إجلالاً وســـــَكَّن رَوْعَهـــــم
بنطـــقٍ يفــوق الــدرَّ إنْ نُثِــر الــدر
فقـــامتْ عَلَـــى ســـاقٍ تــودع فيصــلاً
قبــــائلُ مربــــاطٍ وأدمُعُهـــا نَثْـــر
وفــي أَبْــركِ الســاعاتِ واليــومُ رابـعٌ
مــن الشــهر وافَيْنـا وَقَـدْ قَـرُب الظهـر
ظَفـــاراً وَقَـــدْ غَنَّـــت بلابــلُ حَلْيِهــا
وزَمجـــرتِ الأصـــوابُ وابتســـم الثَّغْــر
قـــرأتْ لنـــا الأعلامُ تخفِـــق والهنــا
يرفـــرف والأطيـــار تهتـــف والنفـــر
فحـــل بِهَـــا ســعدُ الســُّعودِ فــأقبلتْ
عروســـاً مــتى زُفَّــت يجَلِّلهــا الفخــر
تــرى الأرضَ مــن رؤوس الرجــالِ كَأَنَّهــا
أكاليــلُ مــن ليــل التمـامِ لَهَـا سـِتر
وغلمـــانَ كالليـــلِ البهيـــم نَظنُّهــم
جنــوداً مــن الخُــزّانِ عـن مالـكٍ مَـرّوا
وأرضٌ مـــن البـــارودِ تُشــْعَل والظُّبــا
بأيــــديهمُ بالـــدمِّ مخضـــوبةٌ حمـــر
ظفـــارٌ لأَنـــتِ اليــومَ أَرْفَــعُ منــزلاً
وأعلــى مقامــاً أنــتِ إِنْ طــاولَتْ مِصـر
بلاد إذا طــــال المقــــام بأرضــــها
مأعوامهــا مــن حســن أوقاتهــا قصــر
فـــأرضٌ بِهَـــا حـــل المليــكُ فإنهــا
لأَرْضٌ بِهَـــا الخيـــراتُ أَجْمَـــعُ والبِــرُّ
تَحلَّـــتْ بـــكَ الـــدنيا لأنــك عِقْــدُها
وإنســانُ عيــنِ الــدهرِ أنــت فلا نُكْــر
إذَا مَــا دَجَــتْ ظلمــاءُ للشــر أَســْفرتْ
شموســـُك للظلمـــاءِ فاســـْتَدْبَر الشــر
تَحاســـدتِ الأيـــامُ فيـــك فــإن يكــن
جَنابُـــك فِـــي قُطـــرٍ تَخســـَّده قُطـــر
وإن كنـــت فِـــي أرضٍ تُخـــال عِراصــُها
ذَنــائبَ مــن كَفَّيــك يجـري بِهَـا التِّـبر
فطُفنـــــا بأنحــــاءِ البلاد كَأَنَّنــــا
نجـــومُ ســماءٍ والمَليــك هــو البــدر
تحـــفُّ بنـــا خُضـــر الرِّيــاض وكلمــا
عَبَرنـــا إِلَـــى نهــر يُعارِضــنا نهــر
إِلَــى أن عبرْنــا نهــر أرزات واســتوتْ
نَجائبُنـــا تَحْــتَ العَجــاج لَهَــا زَفْــر
حَططْنـــا رِحــال الأُنــسِ فَــوْقَ رِحابِهــا
وبســـتانُها غَنَّـــت بأغصـــانه القُمْــرُ
وهــبَّ نســيمُ الــروضِ مـن جـانب الحِمـى
فأســكَرنا مــن طيــبِ أَريــاحه الزَّهْــرُ
كَـــأَنَّ علـــة بســـتانِ أرزاتَ أُنزِلـــتْ
ريــاضٌ مــن الفِــرْدوس يَخْفِرهــا الخِضـر
غَـــدوْنا وضـــوءُ الصــبحِ مَــدَّ ذِراعَــه
وجِنــحُ الــدُّجى يُطـوَى كمـا طُـوِي السـَّفْر
وأَظلالُهـــا بـــالغربِ يمتـــد باعُهـــا
تُعانِقهــا الكُثبــانُ والطَّلْــحُ والســِّدْرُ
نُـــدالِس أســـرابَ الظِّبـــاءِ وتحتفِـــي
مخافـــةَ أن يبـــدو لآذانِهـــا الجَهْــر
فلمــا فَشــا ضــوءُ الصــباحِ وَقَـدْ بَـدتْ
نجــومُ الســما تَخْبــو وألوانُهــا غُـبر
تَبـــدَّى لنـــا ســـِرْبُ الظِّبــاءِ كَــأَنَّه
ســـَرابٌ بظهــرِ البَيْــدا وَقَّــدَه الحــر
فتــارتْ عليهــا الصــُّمع تُمطــر فَوْقَهـا
كَــأَنَّ عَلَــى الكثبــانِ قَـدْ نُـثر البَـذر
فمــا أبهــجَ الســاعاتِ إذ هبـتِ الصـَّبا
وفــاح علينــا البـانُ والرَّنْـد والعِطـر
تَــــدانَعُ أقـــداحُ المَســـرَّةِ بَيْنَنـــا
وَقَـــدْ هُـــزِج الفصـــلانِ حَـــرّ ولا صــرُّ
ويومــاً عَلَــى ظهــر الكـثيب وَقَـدْ بـدتْ
قُبيــلَ الضــحى حُمــران أرجاؤهــا خُضـْر
ونهـــرٌ كمــاءِ المُــزْنِ يجــري حلالَهــا
إذَا مَـــا ســَقَى شــَطْراً يُعارِضــه شــطر
وفيهــا مــن الإعجــاب مَــا قَـدْ رأيتـه
أُنــاسٌ بـأعلى الشـُّمِّ كـالطيرِ قَـدْ فَـرُّوا
ونيـــامٌ كمــا نــام العــروسُ وتــارةً
قِيــام كمــا قــام البُــزاة أَوْ النَّسـْر
فــــأَعْجِبْ بحُمـــران الأنيـــق ومـــائه
وأعجِـــبْ بـــأقوامٍ شـــُراماتُهم ســـمر
وثـــــالث والعشـــــرون لاح كَـــــأَنَّه
بأُســـطولِه البـــالوزُ معترِضـــاً جِســْر
يَفُـــدّ أديـــمَ البحــرِ مُنصــِلتاً كمــا
مـــن الجــو نَنقــضُّ الأَجــادِلُ والصــَّقْر
فســــاح بـــأطرافِ البلاد وَفِـــي غـــدٍ
قُبيــلَ غــروب الشــمس عَــنَّ لَـهُ السـفر
فشـــَيَّعه الســـلطانُ والقـــوم خلفَهــم
كثــاني ليــالي الرَّمْـيِ حَـلَّ بِـهِ النَّفْـر
فلمــا تَكاملْنــا عَلَــى السـُّفْنِ واسـتوى
عَلَــى بطنهـا السـودانُ والبِيـض والصـُّفْرُ
ســـَمرْنا وجنـــحُ الليــل مُــرخٍ جِلالَــه
وخمرتُنــــا بُــــنٌّ وناقوســـُنا شـــِعر
فيــا لَــكَ مــن وقــتٍ حكمــتَ بجمعِنــا
تمـــر كلمــحِ الطَّــرفِ أيامُــك العشــر
فســـافر نـــور البحــر لمــا تَنفَّســتْ
بَليـلُ الصـَّبا وارتـاح مـن بردِهـا السَّحْر
فمــــر بمربــــاطٍ يــــودِّع أهلَهــــا
كمـــا ودع الأهْلِيـــن أبنــاهُمُ الصــِّغر
وبالجمعـــة الزَّهْــراء أرســتْ ســَفينُنا
بســدحٍ فنِعْــمَ الــدارُ خيراتُهــا كُثْــر
فشـــَرَّفها الســلطانُ بــالوَطْءِ فــانثنتْ
تـــتيه بــع فخــراً وأرامُهــا العُفــر
فســِرْنا ونـور البحـر يكتـب فِـي الهـوا
بـــدُخّانه خطـــا كمــا يُكتــب الســَّطْرُ
إِلَـــى أن حَـــذَوْنا بالأشــاخر إذ بــدا
عمــوداً بنــاه الريـح أَوْ شـاده العَفـر
بحـــادي هـــواع هَبَّــت الريــحُ ضــَحْوَةً
وهــاج عُبــاب المــاءِ إِذ زَمْجَـرَ البحـر
كَــأَنَّ عبــاب البحــر رَضــْوَى إذَا بــدتْ
عَلَــى صــدره الأمــواجُ وارتفــع الصـدر
كَــأَنَّ الســما ســقفٌ عَلَـى البحـر نـازلٌ
أَو البحــر شــالتْه الســموات والزُّهــر
كَـــأَنَّ زَفيـــر البحــر زَجْــراتُ مالــكٍ
إذَا ســَمَّر النيــرانَ أَوْ ســِيقتِ الكُفْــر
كَـــأَنَّ عَلَـــى بطــن الســفينة مُنكَــراً
ينـــاقش طاغوتــاً مــتى ضــَمَّه القــبر
كَـــأَنَّ جبـــل الطُّـــور دُكّــت وزُلزلــت
إذَا اقــترع الأفيــاف واصــطدم الصــفر
كَـــأَنَّ ســـُوَيعاتٍ مــن الليــل أقبلــتْ
بثــاني هــواعٍ دونهــا الحَشـْر والنَّشـْر
تــرى القــومَ صــَرْعَى يَنْزِعــون كَــأَنَّهم
قَرابيــنُ يــومِ العَشــْر أَرداهُـم النَّحْـر
ومنهــــم قيــــامٌ ينظـــرون كَـــأَنَّهم
يُنـــادَون بـــالوَيْلات ألـــوانُهم صــُفْر
ومنهــــم قعــــودٌ رافعـــون أكفَّهـــم
يَضـــِجّون بالتهليــل رُحْمــاك يَــا بَــر
فيــــومٌ ولا يــــومُ الأَشـــاخِر إنهـــا
يهـــون لـــذِكراها القيامــة والحَشــرُ
فأَســْفَر ضــوءُ الفجــرِ والبحــرُ مُزْبِــدٌ
وَقَـدْ غـاب عنـا الجـاه والنَّعـسُ والغفـر
فجُســـْنا خلالَ البحـــرِ نَنتشــِق الصــَّبا
فبعــد ارتفـاعِ الشـمس بـان لنـا البَـر
نَشـــَقنا نســيمَ الــروح لمــا تَــبينتْ
لمنظرِنـــا صـــورٌ ولاح لنـــا البِشـــر
طَفِقنــا تُجــارى الــبر كَيمــا تَلمًّنــا
عــن البحــرِ أكنــافٌ يهـون بِهَـا الأمـر
إِلَــى أن دخلنــا الخَــورَ خــور جرامـة
فقَــرَّت بــع العينــان وارتفــع الضــُّرُّ
فبُـــورِكْتَ مـــن حـــورٍ وبــورك ســاعةٌ
دخلْنــاك فِيهَــا واســتُرِد بِهَــا العمـر
بــــأيِّ ســــبيلٍ أم بأبــــةِ حالــــةٍ
تَجَــوَّزْتَ فِــي نكــثِ العُهــودِ أيـا بحـر
أتُظهِـــر لينـــاً ثُـــمَّ تُخفــى مــداوةً
فمـا العـذرُ يَـا مُخفِي العداوةِ مَا العذر
خفضـــتَ جنـــاحَ الــذلِّ لِينــاً وهيبــةً
وأنــت عَلَــى العــدوان باطنْــك الغـدر
دَعتْـــك أيــا ســاجِي الجفــونِ عــداوةٌ
أن ارتحــت مختــالاً مــتى عَمَّــك الفخـر
ألا شـــُلَّتا كفــاك يَــا بحــر أن تكــن
دعتْـــك حَـــزاراتُ الفـــؤادِ أَو الأســر
ألســــتَ تـــرى الأَملاك فَوْقَـــك إنهـــم
ملــوك بنــي ســلطانَ والســادةُ الغُــر
أبـــو نـــادرٍ فخــرُ الوجــودِ وتــاجُه
وغــرَّة وجــهِ الــدهر أبنــاؤه الطُّهْــر
وفـــي ســابعٍ عُــدْنا لمســقطَ بالهَنــا
فللـــهِ مــن يــومٍ يحــقُّ بِــهِ الشــكر
فأُنشـــــِرت الأعلامُ بِشــــْراً وأُطلِقــــت
مـــدافعُها والعُســـرُ يَعقبُـــه اليُســْر
فلــم أر قبــلَ اليــوم يومــاً تبســَّمتْ
وَلَــمْ أر بعــدَ المــوت يُسـترجَع العمـر
فتِيهـــي فَخـــاراً يَــا عمــانُ ومســقط
فمثــلُ نــوالِ اليـوم لَـمْ يسـمحِ الـدهر
فهــــذا أميـــرُ المـــؤمنينَ ورَهْطُـــه
وتيمــورُ عــزُّ الــدين والســيدُ الحَبْـر
ســموتِ بــأعلى الخَلْــق مجــداً وسـؤدداً
فــأنت عــروسُ الكــونِ والغـادةُ البِكـرُ
لِتَهْنِـــكِ يَـــا دارَ الســـعادةِ عـــودةٌ
يعــود بِهَــا صــدرُ المَمالــك والظَّهــرُ
ويرتــدُّ عــودُ المجــدِ بالمجــد مُورِقـاً
وتُســـتطَر الأنـــوا ويَعْـــذَوْذِبُ البُســْر
بنفســــي ومـــالي الخليقـــةِ كلِّهـــا
نُفــدِّي مَليكــاً باســمة يُطــرَد الفقــر
لســـاني وقلـــبي كَلَّتــا ثُــمَّ ســاعدي
لـــذي مــدحِه ثُــمَّ اليَراعــة والحِــبر
فمـــن أَيْــنَ تُستقصــَى مقامــاتُ مجــدِه
ودون انتِهــا عَليــاه يُســْتَبهَمُ الخُــبرُ
مزايــــاه جَلَّــــتْ أنْ تُعـــدَّ وإنمـــا
يُقصــَّر عــن إحصــائها النَّظْــمُ والنـثر
أمـــــولاي إن العيــــد جــــاء مهنِّئاً
يهــز قــوامَ البِشــْرِ يحـدو بِـهِ الفخـر
أتـــاك وثغــرُ الأنــسِ يَبْســِم بالهَنــا
ودُرّ الشـــفا بالحمــدِ يَنْثُــره الثَّغــر
فشــــَرَّفْه بالقُربـــانِ منـــك فإنمـــا
لتشـــريفه جَـــزْرُ القرابيــنِ والنَّحــر
تعـــود بِـــهِ الأيـــامُ مَــا ذَرَّ شــارِقٌ
وَمَــا صــَدحتْ ورقـاءُ قَـدْ شـاقَها الـوَكْر
فلا زلــتَ فِــي دســتِ الممالــك راتعــاً
تُعانقـــك العَليـــا ويخـــدمك النصــر
سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.له (ديوان -ط).