
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَحســَنتَ ظَنَّــك بِــالإِلهِ جَميلاً
فَبَلَغـتَ فـي أَعـدائِكَ المَأمُولا
أَنـتَ الجَليـلُ فَنَـل جَليلاً إِنَّما
يَحـوي الجَليلُ مِنَ الأُمورِ جَليلا
وَاِنهَـض إِلى الأَعداءِ نَهضَةَ ضَيغَمٍ
لَــم يَـرضَ إِلا بِالمَمالِـكِ غِيلا
فَلَقَـد كَفَفـتَ وَمـا كَفَفتَ مَهابَةً
وَلَقَـد صـَبَرتَ وَمـا صَبَرتَ ذَليلا
وَقَنِعتَ بِالنَزرِ القَليلِ وَلَم تَكُن
عِنـدَ القَناعَـةِ بِالقَليلِ قَليلا
يـا مَن حَوى الشُكرَ الجَزِيلَ لِأَنَّهُ
أَعطـى جَـزيلاً وَاسـتَعادَ جَـزيلا
سـِر حَيثُ شِئتَ فَإِنَّ سَعدَكَ لَم يَدَع
فـي الشامِ دُونَكَ مِنبَراً مَقفُولا
وَاتـرُك رِماحَ الخَطِّ مِلء كُعُوبِها
عَلَقـاً وَمِلـء المُرهَفـاتِ فُلولا
وَاكـسُ المُـذاكِيَ مِن أَسِنَّةِ قَعضَبٍ
غُـرَراً وَمِـن خَوضِ الدِماءِ حُجُولا
حَتّـى تَعُودَ وَقَد بَلَوتَ مِنَ العُلى
عُـذرَ الكَريـمِ وَقَد شَفَيتَ غَليلا
اللَـهُ جـارُكَ إِن ثَـوَيتَ إِقامَـةً
وَكَفيــلُ عِــزِّكَ إِن أَرَدتَ رَحيلا
فَلَقَـد فَضـَلتَ عَلى المُلوكِ بِهِمَّةٍ
ثَنَــتِ المُـدِلَّ بِفَضـلِهِ مَفضـُولا
وَبَـذَلتَ مالَـكَ دُونَ عِرضٍ لَم يَبِت
لِلــذَّمِّ مَرهُوبــاً وَلا مَبــذُولا
وَحَمَلـتَ أَثقالَ الزَمانِ وَلَم تَزَل
فِينـا لِأَثقـالِ الزَمـانِ حَمُـولا
وَلَكَـم جَنـى جانٍ عَلَيكَ وَلَم تَكُن
لَمّـا قَـدِرتَ عَلى العَفافِ عَجُولا
وَعِصـابةٍ قَطَعُوا إِلَيكَ مِنَ الفَلا
عَرضـاً عَلـى بُزلِ الرِكابِ وَطُولا
أَمِنُـوا بِطَلعَتِـكَ الضَلالَ وَحَسبُهُم
مِـن نُـورِ وَجهِـكَ هادِياً وَدَليلا
وَصـَلُوا إلى رَبِّ المَكارِمِ بَعدَما
وَصـَلُوا مُعِـزَّ الدَولَةِ المَأمُولا
مَلِكـاً تَتَـوَّجَ بِالثَناءِ فَلَم يُرِد
تاجــــاً يُجَمِّلُـــهُ وَلا إِكليلا
وَلَقَـد صـَحِبتُ فَمـا صَحِبتُ مُذَمَّما
وَلَقَـد سـَأَلتُ فَمـا سَأَلتُ بَخيلا
عَـذبَ السـَجِيَّةِ وَالعَطِيَّةِ لَم نَزَل
نَمتــاحُ نَيلاً مِـن لُهـاهُ وَنَيلا
يـا سـَيِّدَ الأُمَـراءِ دَعـوَةَ شاكِرٍ
لِجَمِيــلِ فِعلِـكَ بُكـرَةً وَأَصـِيلا
قَـدِمَت بِمَقـدَمِكَ السُعُودُ وَأَدرَكَت
مِنكَ الرَعايا السُؤلَ وَالمَأمُولا
يَسـتَقبِلوُنَكَ فـي الـدُنُوِّ وَوُدُّهُم
مَشـياً إِلَيكَ عَلى النَواظِرِ مِيلا
عِلمـاً بِأَنَّـكَ قَـد مَـدَدتَ عَلَيهِمُ
ظِلّاً مِـنَ الـرَأيِ الجَميـلِ ظَلِيلا
وَالقَصـرُ يَهـوى أَن يَسيرَ مُسَلِّماً
لَـو كـانَ وافـى لِلمسيرِ سَبِيلا
جَمَّلتَـهُ لَمّـا قَـدِمتَ وَلَـم يَكُـن
مُـذ غِبتَ عَنهُ في العُيونِ جَميلا
لا تَعـدَمِ الـدُنيا بَقـاءَكَ إِنَّما
طُـولُ السـَعادَةِ أَن تَعيشَ طَويلا
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي.شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى.وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هفمنحه المستنصر لقب الإمارة.ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج.له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.