
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَكِ الخَيرُ هَل أَنساك شَحطُ النَوى عَهدا
فَيُولِيـكِ هَجـراً مِثـلَ هَجـرِكِ أَو بُعدا
أَمِ الــوُدُّ بـاقٍ لَـم يَحُـل فَنَزِيـدَكُم
عَلــى مـا عَهِـدتُم مِـن مَوَدَّتِنـا وُدّا
رَمــى اللَـهُ تَفرِيـقَ الأَحِبَّـةِ باسـمِهِ
وَعَــذَّبَ بِالبُعـدِ القَطِيعَـةَ وَالبُعـدا
أُحِـــبُّ اللَـــواتي حُبُّهُــنَّ بَلِيَّــتي
فَمـا أَصـدَقَ الحُـبَّ الشـَهِيَّ وَما أَعدا
يَمُـــرُّ تَجَنِّيـــهِ وَيَحلُـــو عَــذابُهُ
فَيـا لَيتَنِـي مـا ذُقتُ صاباً وَلا شَهدا
وَيـا لَيتَنِـي خِلـوٌ مِنَ الوَجدِ لَم أَهِم
بِجُمـلٍ وَلَـم أَعـرِفِ سـُعاداً وَلا هِنـدا
عَفــائِفُ أَوصــَلنَ الشـَبِيبَةَ بِـالمُنى
إلـى الشـِيبِ لا دَينـاً قَضَينَ وَلا وَعدا
يُمَـلُّ الهَـوى مـا جـادَ بِالوَصلِ أَهلُهُ
وَيَحلُـو إِذا مـا كـانَ مُمتَنِعـاً جِـدّا
أَحِــنُّ إِلـى دَعـدٍ وَقَـد شـَطَّتِ النَـوى
بِدَعــدٍ فَمَــالِي لَسـتُ مُطَّرِحـاً دَعـدا
عَلاقَــةُ نَفــسٍ مَكَّنَتهــا يَـدُ الهَـوى
وَوَجــداً دَخيلا لا أَرى مِثلَــهُ وَجــدا
أُحِـبُّ الفَـتى السَمحَ الَّذي طَلَبَ الغِنى
فلَّمـا رَأى وَجـهَ الغِنـى طَلَبَ الحَمدا
وَأَمقُــتُ مَـن لا تَطلُـبُ الحَمـدَ نَفسـُهُ
وَلا يُضــمِرُ الــوُدَّ الصــَحِيحَ وَلا وَدّا
صــَدِيقُكَ مــا دامَ الرَخــاءُ وَنـاهِشٌ
بِنـابَيهِ في الخَطبِ المُلِمِّ إِذا اِشتَدّا
لَحــى اللَـه مَـن يَبـدِي لِخِـلِّ مَـوَدَّةً
وَيُضـمِرُ فـي حَيزَومِـهِ ضـِدَّ مـا أَبـدَا
دَعِ الرَجُـلَ المُغتـابَ يَشـفى بِغِيبَـتي
فَمـا غِيبَـةُ المُغتـابِ إِلّا ثَنـاً يُهدى
أَبـا اللَـهُ لِـي إِلّا الكَرامَـةَ كُلَّمـا
رَجـا حاسِدِي أَن أَنزِلَ المَنزَلَ الوَهدا
وَمـا عـاشَ لـي هَـذا الَّذي أَنا ناظِرٌ
إِلـى وَجهِهِ المَسعُودِ لَم أَعدَمِ السَعدا
وَيـــا رُبَّ يَــومٍ لِلحُمَيــديِّ صــالِحٍ
رَأَيـتُ بِـهِ نُعمـى أَبـى صـالِحٍ تُسـدى
غَــداةَ رَأَيــتَ العِـزّ تُبنـى قِبـابُهُ
لَــهُ وَالعُلـى تَمتَـدُّ أَعناقُهـا مَـدّا
وَأَطلَــسَ مِــدلاجٍ إلـى الـرِزقِ سـاغِبٍ
يُـراحُ إِلـى ضـَنكِ المَعِيشـَةِ أَو يُغدى
أَســـَنَّ وَمـــا يَــزدادُ إِلّا جَهالَــةً
وَخُرقــاً وَلا يَنفَــكُّ مُســتَرِقاً وَغـدا
غَــدا مُعرِضــاً لِلجَيـشٍ يَقصـُدُ جَنبَـهُ
وَمــا كـانَ أَمّـاً لِلرِجـالِ وَلا قَصـدا
فَلَمّــا رَأى خَيــلَ المَنايــا مُغِـذَّةً
إِلَيــهِ تَمَطّــى كَالشـَراكَينِ وَامتَـدّا
فَحِيـــنَ تَحَــرّى لِلنَجــاةِ وَأَيقَنَــت
لَـهُ نَفسـُهُ بِـالخَيرِ وَاستَأنَسـَت رُشدا
سـَما نَحـوَهُ طَـرفُ امـرِئٍ لَـو سَما بِهِ
إِلــى جَبَــلٍ لَانهَـدَّ مِـن خَـوفِهِ هَـدّا
عَلــى ظَهـرِ مَـدمُوجِ المَرافِـقِ سـابِحٍ
عَلـى أَربَـعِ مُلدٍ تَطُولُ القَنا المُلدا
تَعَــوَّدَ أَن يُرمــى بِــهِ كُــلَّ مَطلَـبٍ
قَصــِيٍّ وَيَكتَــدُّ النَجــاحُ بِــهِ كَـدّا
فَــأَوجَرَهُ ســَمراءَ لَــو مَــدَّ بـاعَهُ
بِهــا طاعِنـاً لِلسـُدِّ أَنفَـذَتِ السـُدّا
فَخَـــرَّ مُكِبّـــاً لِلجِـــرانِ وَنَفســُهُ
تُســِرُّ لِمُردِيــهِ الضـَغِينَةَ وَالحِقـدا
فَقُلــتُ لَــهُ يــا ذِئبُ لا تَخـشَ سـُبَة
فَمُردِيـكَ أَردى قَبلَـكَ الأَسـَدَ الـوَردا
وَمــا هِــيَ إِلّا مِيتَــةٌ قَــلَّ عارُهـا
إِذا أَرغَـمَ السـِيدانَ مَن أَرغَمَ الأُسدا
وَأَحســَنُ مـا عـايَنتَ بَحـراً مُجـاوِراً
لِبَحــرٍ حَمَــدنا وَردَ هَـذا وَذا وِردا
أَلا نَبِّنِــي ناشــَدتُكَ اللَــهَ صـادِقاً
أذا البَحـرُ أَم كَفّـا أَبِي صالحٍ أَندى
لَقَـد أُسدَتِ السُحبُ الغِزارُ إِلى الثَرى
جَمِيلاً وَمـا أَسـدَت إِلَيهـا كَمـا أَسدى
مَشــى فَوقَهــا خَيـرُ البَرِيَّـةِ كُلِّهـا
فَطَيَّبَهــا حَتّــى غَــدا تُربُهـا نَـدّا
وَخَيَّــمَ بِالحـاوِي فَـتىً بـاتَ حاوِيـاً
مَنـاقِب غُـرّا مَـن حَواها حَوى المَجدا
إِذا النَـورُ أَهـدى نَفحَـةً مِـن نَسِيمِهِ
فَمِـن عِرضـِهِ أَهدى النَسِيمُ الَّذي أَهدى
تَأَمَّــل بِعَينَيــكَ الفِجــاجَ كَأَنَّهــا
مُكَلَّلَـــةٌ وَشـــياً مُجَلَّلَـــةٌ بُــردا
غِنِينــا بِرَيّاهـا عَـنِ المِسـكِ كُلَّمـا
تَهـادى وَأَنسـَتنا شـَقائِقُها الـوَردا
رِيـــاضٌ كَـــأَخلاقِ الأَمِيــرِ أَنِيقَــةٌ
تَمُـجُّ شـِفاهُ الأَرضِ مِـن رِيقِهـا بَـردا
كَـأَنَّ الحِسـانَ الغِيـدَ جُـزنَ بِأَرضـِها
فَــأَلقَت عَلَيهــا كُـلُّ غانِيَـةٍ عِقـدا
أَبـا صـالِحٍ رُوحـي فِـداكَ مِـن الرَدى
وَإِن قَـلَّ مـا يُفـدِي وَجَـلَّ الَّذي يُفدى
تَمَتَّــع بِــدُنياكَ الَّـتي قَـد مَلأتَهـا
مِـنَ الأَمـنِ حَتّـى أَصـبَحَت حَرَمـاً مَهدا
وَدُونَــكَ هَـذا المَـدحَ فَـرداً نَظَمتُـهُ
لِأَبلَـجَ أَمسـى واحِـداً في النَدى فَردا
زَهـا زَهو هَذا السَفحِ بِالنَورِ فَاِكتَسى
بِوَجهِـــكَ حُســناً لا قَليلاً وَلا ثَمــدا
الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي.شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى.وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هفمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هفمنحه المستنصر لقب الإمارة.ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج.له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.