
الأبيات14
لقـد بَعُـدَتْ ليلـى وعـز وصـالها
كمـا عـز بَيْـنَ العالمين مثالَها
فمـن لـي بنـوق لا تـزال تمـدها
قواهــا ولا يــدنو إلـيّ كلالهـا
ولكنهــا جســم يــذوب وصــبره
يحــول وأرواح يخــاف زوالهــا
لعمـري لقـد كلفتهـا فِي مسيرها
بلـوغ مـدى قَدْ قلّ فِيهِ احتمالها
وتســألني رفقـاً بِهَـا وبضـعفها
ولـو خـفّ مـن شوقي أجبت سؤالها
وللعيــش آمــالٌ بليلـى تعلقـت
أخاف المنايا قبل كوني أنا لَهَا
يقــرب لـي وصـلها حسـن لطفهـا
ويبعــدها اســتغناؤها ودلالهـا
وأنـي لأرضـى اليـوم بعـد تشوقي
إلـى أن أراهـا أن يزور خيالها
فبـادر إِلَـى نجـد ولُـذْ بنسيمها
وبــرد جناهـا ثُـمَّ طيـب ظلالهـا
وفـاح نسـيم الـروض حَتَّـى تعطرت
ربــاك بريَّــاه وريــقُ جمالهـا
وغنـت لَـكَ الأطيـار مـن كل جانب
فـأطرب أهـل الحـي منهـا مآلها
فلا تبخلـي أن ترسـلي لـي نسـمة
تُبِـلُّ عَلَيْـكَ الشـوق منـي بلالهـا
فيـا حبـذا بـرق فِي أراضي مسرة
ونفحـة ريـح مـن هناك انتقالها
عقَــدَّتْ عَلَـى حـبي لـذكرك عقـدة
عسـير عَلَـى مـر الزمان انحلالها
ابن دقيق العيد
الدولة المملوكيةمحمد بن علي بن وهب بن مطيع، أبو الفتح، تقي الدين القشيري، المعروف كأبيه وجده بابن دقيق العيد.قاض، من أكابر العلماء بالأصول، مجتهد.أصل أبيه من منفلوط (بمصر) انتقل إلى قوص، وولد له صاحب الترجمة في ينبع (على ساحل البحر الأحمر) فنشأ بقوص، وتعلم بدمشق والإسكندرية ثم القاهرة.وولي قضاء الديار المصرية سنة 695هـ، فاستمر إلى أن توفي (بالقاهرة) وكان مع غزارة علمه، ظريفاً، له أشعار وملح وأخبار.له تصانيف، منها (إحكام الأحكام -ط) مجلدان، في الحديث، و(الإلمام في أحاديث الأحكام -خ) صغير، وله (الاقتراح في بيان الاصطلاح -خ)، و(تحفة اللبيب في شرح التقريب -ط)، و(شرح الأربعين حديثاً للنووي-خ)، و(اقتناص السوانح) فوائد ومباحث مختلفة، و(شرح مقدمة المطرزي) في أصول الفقه، وكتاب في (أصول الدين).
قصائد أخرىلابن دقيق العيد
يا سايراً نحوَ الحجاز مُشمراً
شرَفُ المُصْطَفى رفيعٌ عمادُه
ذروا فِي السُّرى نحو الجناب الممنَّعِ
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025