
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـِمْ واسْأَل الرائحَ السارى الذي جادا
هـل أخْصـبَ الـدار أم عن داركم حادا
يجبْـك أسقي الديار المجْدِباتِ مع الْ
فلا وَأخصــــبَ بلــــداناً وأطـــودا
تهـدى الصـَّبا منه طيبَ النشر من بلدٍ
لمــــن تــــذكر زُوَّاراً وعُــــوَّادا
أثـارت الريـحُ فـي جَـوِّ السـما سُحُباً
وقــد أصــَارت مـعَ الأضـدادِ أضـدادا
تبكــي الحرايــضُ وجـهَ الأرضِ مُضـحكةً
وجــهَ البســيطةِ شــكراً للـذي زادا
والغيـمُ يـدفنُ أضـواءَ النجـومِ وقـدْ
تـورِى البـوارقُ فـي الديجورِ أَزْنادا
جَــونٌ تَشــُبُّ الصــَّبا منــه بـوَارقَه
والرعــدُ تســعده النكبـاءُ إسـعادا
مُغلَنْطِـــفٌ دكِـــنُ الأثــوابِ مُنَبســِطٌ
أَضـحَى بـه الخيـرُ مُنْسـاقاً ومُنْقـادا
مُجَلْجِـــلٌ مُكفَهِـــرُّ الســُّحبِ مُرْتَحِــسٌ
كـم قـد غـدا مُحْيِيـاً ما مات إفسادا
مُثْعَنْجِـــرٌ مُمْتَـــلٍ مُســـْحَنْفِرٌ زَجِــلٌ
هــامٍ ومُنْهمِــلٌ حمــداً لمــن جـادا
ســَقَى الجبــالَ فسـالَتْ منـه أَوْديـةٌ
ســـيلاَ يَعُـــم جمــاهيراً وأوهــادا
بكـــل ســـاريةٍ دكنـــاءَ باكيـــةٍ
قـد أبعـدَ اللَّـه عنـا الجدْبَ إبعادا
رَوَّتْ مــدامعُها الــدَّقْعا وأَمْعَـدَ مِـنْ
دمُوعِهـــا حيــوانُ البَــر إِمْعــادا
وعـــارضٍ ضـــاحكٍ بـــاكٍ ســـحائبُه
تُهيِّـــجُ الصــَّبَّ إبْراقــاً وإرْعــادا
أَلَـــحَّ دُلَّحُـــه بـــالحَزْنِ مُنْســَكِباً
وكــاد يُهلــكُ حُزنـا كـلَّ مَـنْ كـادا
مـا زال مُنْسـَكِباً يَسـْقى الحُـزُونَ إلى
أنْ جـاوز السـيل جـدَّ السيل وازدادا
ســـقى وأَقْشـــَعَ فانقــدَّتْ مــدارِعُه
وصــار بعـد انْسـِكابِ المـاء صـُرَّادا
وألبــسَ الســَّهلَ والأوعــارَ قاطبــةً
مــن نســْجِ دُلَّحِــه الهتَّـانِ أبـرادا
وهبَّــت الريـحُ أرجـاء الهـواءِ وقـد
صــحا فأضــحى ســِراجُ اللَّـهِ وَقَّـادا
وأَشـْرق القفـرُ بالعشـْبِ النضـيرِ وقد
كســـا بـــإِيرَاقِه ســَهْلا وأوتــادا
وأصــبحَ الشــجَرُ المخْضــَرُّ مِـنْ فـرَحٍ
فـــوق الحــامير ميَّاســاً ومَيَّــادا
والعشـبُ كـادتْ تـوارى السـائماتِ به
واخضــرَّ ثـم اسـْتَوى سـُوقاً وأعـوادا
والواخِــداتِ تجـوبُ القَفْـرَ فـي شـِبَعٍ
تمشــِي فيُطربُهـا الحـادي إذا نـادى
والخيــلُ تَصــَهلُ والأطيــارُ ســَاجِعَةٌ
وتُنْشــِدُ الشــعراءُ الشــْعرَ إنشـادا
والـوُرْقُ تشـْدُو كشـَدْوِ المطربيـن هوًى
فــوق الأَشـَا تقْطَـعُ الآصـالَ والـرادا
وللكــــواعبِ تَلعــــابٌ وأَلســــِنَةٌ
يُطرِبْــنَ بالســَّجْعِ رُهْبَانــاً وزُهَّـادا
يصـــْرَعْنَ كــلَّ كَمِــيٍّ بــالعُيونِ إذا
ســَلَلْنَ للْحــرْب ألحاظــاً وأنْهــادا
يَفْتِـــنَّ كــلَّ فتًــى مُســْتَيْقِظٍ فَطِــنٍ
وقـــد يُفَتِّتْــنَ للشــجْعان أكبــادا
والشمسُ في الكبْشِ والفصل الربيع وكا
ن الشــهرُ نِيســْان والأَيـام أعيـادا
كأنمــا الــدهرُ قـد عـادَتْ شـبيبتُه
مـن بعـدِ شـَيْبٍ وإبَّـانُ الصـبي عـادا
والأُســدُ تمشــِى مــعَ الآرامِ خاضــِعَةً
يـا صـاحبَ الخـوفِ إنّ الخوفَ قد بادا
تَرْعَــى الظِّبَــاءُ مَــعَ الآسـادِ آمنـةً
حــتى تكـاد الظِّبـا تُصـطادُ مرصـادا
لانـتْ قلـوبُ الـورى مـن بعـد قسْوَتِها
حقّــاً وكــانت قلـوبُ النـاسِ أصـلادا
والنـاسُ قـرَّتْ بهـذا العصـرِ أَعْينهُـم
ســــلامةً ونَمــــوْا مــــالاً وأولادا
والحــقُّ أوضــحُ مـن شـمسٍ ومِـنْ قمـرٍ
والعـدلُ سـيفُ ابـن سلطانَ الذي سادا
نعــم الإمــامُ إمـامُ المسـلمين لـه
مكــارمٌ ونــدًى لــم يُحْــصَ تَعـدادا
الطــاهرُ العــرضِ والأثــوابِ مُتّخِــذٌ
مناهــجَ الحــقِّ طُرقـاً والتَّقَـى زادا
فــاق الضــراغِمَ إقــداماً ومقــدُرَةً
وقــد أبــاد العـدا نـاراً وفـولادا
وفـاق ذا العفـو عفـواً واسـعاً وندًى
وفــاق ذا الحـرب أقوامـاً وأجنـادا
وكـــم علا ذرْوَةَ العليـــاءِ مكرمــةً
وفــاق كــلَّ العــدا جَـدّاً وأجـدادا
لـولا النـبيُّون والرسـْلُ الـذين مَضَوْا
لمـا رأينـا لـه فـي النـاس أندادا
مِــنْ بعـد ويلكـمُ كونـوا لـه تَبَعـاً
يـا ويـلَ مـن مالَ يوماً عنه أو حادا
ومَــنْ يُخَاصــِمْهُ فــي شـيءِ فـإن لـه
ســـَيفاً يفلِّـــذُ لا مــات وأجســادا
إن شــئتَ تبلُـوه يومـاً مـا لتعرفَـهَ
فكــن ثـراءً لـه أو كـنْ كمـنْ عـادي
وكـم أحْيـا بـالجودِ مَنْ أَوْدَى بمسْغَبةٍ
وكــم أمــات بفعــل الخيـر حسـادا
وكــم علا ذرْوةَ المجـد المُنيـفِ وكـم
أغنَـــتْ عطايـــاه ســؤَّالاً ووُفَّــادا
يعنــو لــه كـلُّ محتـاجٍ وكـم قطعـتْ
إليــه كــلُّ الـورى قفـراً وأنجـادا
قصــدتُه راكبــاً حســنَ اليقيـنِ بـه
وعَيْســَجُوراً خيــار العيــس وخــادا
فأَطْفـــأتْ نـــارَ إملاقــي مكــارمُه
وأكــرمُ النــاسِ مــن أنصـفتهَ زادا
يـا صـَلْتةَ الخـدِّ يـا ريميَّـةَ الجيـد
ويــا خيـارَ الحِسـانِ الخـرَّدِ الخُـودِ
ويـا حيـاةَ الفـتى الصـَّبِّ المتيَّم هلْ
مــن وقفَـةٍ منـكِ تشـفي قلـبَ معمـود
أَلا تـــزورونَ مُشـــْتاقاً أَضــرَّ بــه
طـــولُ المطـــالِ وإخلافُ المواعيــد
أنــا المتمـمُ والصـبُّ القتيـلُ ومَـنْ
حيــاتُه فــي وصـالِ الغـادةِ الـرُّودِ
كــم لامنـي فـي هـواكم كـلُّ ذي حسـدٍ
وقعــتُ مــا مِــنْ مُحِـبٍّ غيـرِ محسـود
لا أَسـْلُوَنَّ هـوَى الغيـدِ الحسـانِ ولـو
لَــجَّ العــواذلُ فـي عـذْلى وتفنيـدِى
قِفُــوا نســائلكم عــنْ ظبيـةٍ تركـتْ
أُســْدَ الشــَّرَى بيـن مقتـولٍ ومصـْفود
أهــذه ظبيــةُ الــوحشِ الـتي قنصـَتْ
أُسـْدَ العريـن هـوًى أمْ من ظبا الغيد
كالشـمسِ إنْ أسـفرتْ وجهـاً وإنْ خطَـرتْ
مــا سـَتْ بقـدٍّ رطيـبِ الغصـنِ أَمْلـود
بيضـاء تختـالُ فـي سـُكرِ الشبيبةِ في
قُميِّـــصٍ بنهـــودِ الصـــدر مقــدود
لـوْ أنهـا عرضـَتْ للمشـركينَ لأصـْبتهمْ
وأضــــحَى ســـُوَاعٌ غيـــرَ معبـــود
هــذى الــتي أظهــرتْ سـِرِّى محبتُهـا
وبَيَّنَــتْ مِــنْ ضــميري كــلَّ مســدود
فُتَيَّــةٌ يخضــع الليـثُ الهصـورُ لهـا
كــــأنه والـــدٌ صـــاغ لمولـــود
حَييتُـــمُ فحيـــاةُ المــرءِ عافيــةٌ
ونعمـــةٌ وحـــبيبٌ غيـــرُ مصــدود
وأجهــل النــاس مــن ضـَلَّتْ بصـيرتُه
ومـــن تبـــدَّل ممقوتـــاً بمــودود
وأســمجُ النــاسِ مــن سـاءتْ خلائقُـه
والنــاسُ أبنــاء مــذموم ومحمــود
وأحســنُ النــاسِ مَـنْ يسـعى لمحمـدةٍ
ومــن يقــولُ مقــالاً غيــرَ مــردود
لـو لـم تكـنْ لـدخانِ العـودِ رائحـةٌ
وطيــبُ رائحــةٍ مــا قيمـةُ العـود
وطــالبُ العــزِّ لمَّــا تقُــضَ حـاجتُه
إلا علــى ظهــر حُرجُــوجٍ مِـنَ العيـد
وجنــاءَ تقطــعُ أجـوازَ القِفـار بـه
حــرف ذَمُــولٍ خيــارِ الأيْنُـقِ القُـودِ
مــا كنـتُ مـن أهلهـا حـتى أكلِّفَهـا
فـي البيـد وخْـداً يـداوى كـلُّ مجهود
لأِقصــدنَّ بهــا ملْــكَ الملــوك فـتى
ســيفٍ أعــزَّ البرايــا خَيـرَ مَقْصـودِ
أهـلَ الهبـاتِ وأهـلَ المكرُمـاتِ وقَـتْ
تـالَ العـداةِ وأهـلَ المجـدِ والجـودِ
وخيـــرَ ســكانِ أهــلِ الأرضِ قاطبــةً
وســيِّدِ الســادَةِ الصــِّيدِ الصـَّنادِيد
مَـنْ صـَيَّرَ العـدْلَ بْيـن النـاسِ كلِّهـم
عــدْلاً يُؤَلِّــفُ بيــن الشـَّاءِ والسـِّيد
يحمـى الـديارَ وسـُكان الـديارِ مَعـاً
والمــالَ يبــذُل منــه كــلَّ موجـود
وِفعْلُــــه حَســــَناتٌ لا يوازنُهــــا
شــيءٌ ويقصــُرُ عنهــا كُــلُّ معْــدودِ
دُمْ يــابْن سـيفٍ عزيـزاً بيـن أَربعـةٍ
عِـــز ونْصـــٍر وإقبـــالٍ وتأييـــدِ
ومَـــنْ قلاكَ ذليـــلٌ بيـــن أربعــةٍ
هَــــمٍّ وغـــمٍّ وَتنكيـــل وتنكيـــد
ونحـن مِـنْ فضـلكُمْ يَـا خيْـر من بُسِطَتْ
لــه البســيطةُ فــي أَمْــنٍ وتمْهيـد
نمســى ونُصــبحُ فــي خيْــرٍ وعافيـةٍ
طــابَتْ وظِــلٍّ مــن الإحســان ممـدود
تقَفْــوُا شــريعةَ صـَحبٍ تـابعين لهـم
وآخريـــــن بــــترخيصٍ وتشــــديد
قُــلْ لِلَّـذي صـاَرَ بالعَشـْوَاءِ مُخْتَبِطـا
مــا يُنكــرُ الشـْمس إّلا عيـنُ مرمـود
لــولاكَ لمَّــا تنـمْ عيـنٌ لنـا أبـداً
فيهــا ولمـا يسـَعْنا واسـعُ البيـد
فلِلرَّعَّيِــة مــا دامــوا لكـم تَبعـاً
بخْــتٌ يُــؤثر فــي صــمِّ الصــَّياخيد
وللعــدا ضــرْبُ ســيفٍ فــي رقـابهمُ
مِــن بْعــد قــولٍ وإنــذارٍ وتهديـد
مــن كــلِّ ذَمْـرٍ لـه بـالحرب معرفـةٌ
قـــويِّ قَلْـــبٍ كمــيٍّ غيــر رِعْدِيــد
لــك المحامـدُ والملـكُ المعَظَّـمُ يـا
نــورَ الهـدى وسـراج الأعصـُرِ السـُّودِ
هنيـت بالملـكِ والفْتحِ المبينِ وبالنَّ
صــْرِ العزيــز كمــا هُنِّيـتَ بالعيـدِ
راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني.شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات.وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.