
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا قومــــوا بأســـحارِ
بليـــلٍ غيـــر مقمــارِ
وســيروا خفيــةً ســعيا
إلـــى حـــانوتِ خمــارِ
وكِيلوهـــا شــراءً لــو
بـــذلتم ألــفَ دينــارِ
وزُفّوهـــا علينــا بــا
بليّـــاً غيـــرَ مُســْطارِ
لهــا لـونٌ كلـونِ الـورْ
سِ أو لـونِ الـدم الجاري
ونشــرٌ فـاق نشـرَ العـن
بــر الهنــديِّ والـداري
أشــعتُها تُغَطــى الشــم
س فـــي صــبح وإِبكــار
كعيــن الــديك روَّقَهــا
بجُهْـــدٍ خيـــرُ عصـــَّار
قَنَـى منهـا الزجـاجُ وقد
كســـتْه ضـــوءَ أنــوار
تُســـلِّى كـــلَّ محـــزونٍ
وتَهـــدي كـــلَّ مِحيــار
بهــا يُضــحى أخــو الإع
ســار مقرونــاً بإيسـار
يخـــال كـــأنه ملـــكٌ
تملّـــك ألـــفَ قنطــار
فحُثــوا عَجَّلُــوا فيهــا
فمــا فـي ذاك مِـنْ عـار
وإن فــــارقْتمُ ذنبـــا
فظنـوا الخيـرَ بالبـارى
وحُثُّــوا هيثــوا قــدحاً
صـــغيراً غيـــر كُبَّــار
وخــبزا مـن نقـى البُـرْ
ر معْـــه لحــمُ أطيــار
يُشــابُ بســمن صـانٍ مـعْ
كوامِيـــــخٍ وأبــــزار
وطيبـاً مـعْ بخـور العـو
د تهْـــدَي عنــدَ عطــار
وكــلِّ فــتى أخــي ثقـةٍ
أَمُـــونٍ غيـــر مِــذْعار
لــــــــــه أدب وأخلاقٌ
تضـــمَّنَ كـــل أســـرار
كمــــىٍّ كيِّــــس شـــهمٍ
علـــى الأبِطــال كــرَّار
إذا مـا ثـار يَرْهبُـه الْ
هصــورُ الضـيْغمُ الضـارى
يحـــامِى عــن أصــاحبه
وحــامِى الأهــلِ والجـار
ســـــخىٍّ ربِّ تـــــدبيرٍ
وإيـــــرادٍ وإصــــدار
بــدارٍ شــُيِّدَتْ مـا بيـن
جنــــــاتٍ وأنهـــــار
بســـاتينٌ لقـــد حُفَّــتْ
نواحيهــــا بأشــــجارِ
بهــا مــن كــلِّ فاكهـةٍ
وأثمـــــار ونـــــوَّارِ
ومِــنْ ظــلٍّ وأمــن مِــنْ
أذى ضـــــُر وإضــــرارِ
ومِــنْ فــرُشٍ كأنــا مِـنْ
تجــار العُــرْس مــن لار
وللأطْيـــــار أســــجاعٌ
بآصـــــالٍ وأســـــحار
وخــودٍ مـن بنـات الـترْ
ك تســــقينا بمقـــدار
تـــدير الكــأس يمْنَــا
بيـــن نُيَّـــام وســُمَّار
وترفـلُ فـي ثيـابِ الخـزْ
زِ قُمـــصٍ غيــرِ أطمــار
تُقِــلُّ إليــك غصـنا زا
هيــا فــي حسـن إثمـار
هـي المعطـار فـاقتِ كـلْ
لَ مِكســــالٍ ومِعْطِــــار
مؤدبـــةٌ فلـــم تحتــجْ
لنهَّــــــاءِ وأَمَّـــــار
وتجلــو الهــمَّ رؤيتُهـا
وتنفـــى كـــلَّ إقتــار
بـــوجه نيِّـــرٍ يُغنـــي
كَ عـــن شــمسٍ وأقمــار
وقــد جــاءت علـى رغـم
الرقيـب العـائِب الزاري
وإن طـــابتْ خواطرُنـــا
أَثيبُونــــا بمزمــــار
بليـــل مـــعْ نــواقيسٍ
طراهـا فـي الهـوى طارى
وعبـــــدان وراقصــــةٍ
لعـــــوبٍ ذات زُنَّــــار
تُرجّــع صـوتَها مـا بيـن
ترجيـــــع وتكـــــرار
تُهَيِّـــجُ كـــلَّ أشـــواقٍ
وتُـــذْكى كـــلَّ تَــذكار
تُســـَلِّينا وتــترك كــلْ
لنـــا مســـْتيْقظاً دارى
إذا غنــــت أجبناهـــا
بأســـــجاعٍ وأشــــعار
فتُطربنــــا ويُطربنـــا
صـــياح الــديك قمَّــار
لــــه صـــوت يرجَّعُـــه
كـــترجيع ابــن عمــار
وســامعُنا لنــا يــدعو
بـــــإعلانٍ وإســـــرار
ســقى يـومَ التصـابي وا
بـــلٌ مثْعَنْجِـــرٌ جـــار
وأمطــــارٌ تــــروِّى أر
ضــَه مــن بعــد أمطـار
تحــدَّرُ مــن مُلِــثٍّ مــن
صــبير المُــزْنِ مهمــار
ورعيــا للــذي قـد غـا
ب عــن ســمعي وأبصـارى
وأضــحى ســاكناً قلــبي
رعــاك اللــهُ مِـنْ جـارِ
حــبيبٌ حبــه قــد صــا
ر إظهـــارى وإضـــمارى
ولمــا ودَّعــوا والعيـسُ
قـــدْ شـــُدَّتْ بأبكـــار
وحــالَ الــبينُ بينهــمُ
وبينـى والقضـا الجـارى
وصــاروا مثــلَ إنكــارٍ
أبــي مــن بعـد إقـرار
كحلـــمٍ أو ســحابٍ هــبَّ
فيــه العاصــفُ السـارى
فمـــا رأيكــمُ فــالحبُّ
حـــارتْ فيــه أفكــاري
فــإن أجـرَى دمـوعي حـشْ
شَ جمـراً فـي الحِشا وُارِي
فكيــــف حيـــاة صـــبْ
بٍ صار بين الماء والنار
ألا يــا صــاح إنْ كــذّبْ
تنــي فـي ذلـك الطـارى
فســَلْ يخــبرْك عنـي بـع
ضُ عـــــــــوَّدى وزُوارى
قتيــلُ الحــب لا يُــودَى
ولــم يحصــلْ علـى ثـار
فــإني غيــرُ نـاجٍ منـه
لــــولا عفـــو غفّـــار
ســألتك يــا إلهــي رح
مـــةً تنصــبٌ فــي داري
ومتَّعنـــــي بعافيــــةٍ
وضـــَعْ إصـــرى وأوزاري
راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني.شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات.وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.