
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــفْ بالــديار العافيــاتِ العطّــلِ
وأســِلْ عليهــا ســيلَ دمــعٍ مُســْبلِ
واســـألْ معـــالمهنَّ عمَّــن حُوِّلــوا
منهـــا ســؤالَ الخاضــعِ المتــذَلِّلِ
وأَطــلْ وقوفَــك واسـكبنَّ الـدمعَ مِـنْ
تلــك الشــئونِ علـى رسـومِ المنـزلِ
وسـل الطلـولَ عـن الـديار وقـلْ لها
مــا كــان حالـك فـي الزمـانِ الأول
كـــانت ديـــارَ أفاضـــل وأماجــد
مـــن كـــلِّ ذَمْـــرِ فاضــلٍ متفضــِّل
متشــــــجِّعٍ مُتَيقِّـــــظٍ متبصـــــِّرٍ
متـــأهب لِقـــرى الضـــيوف معجِّــل
مِـــنْ كــل عــدْل للمحامــد جــامعٍ
بيـــن الرجـــال مكـــرمٍ ومبجَّـــل
لا بـــاللئيم ولا المنــافق والــذي
يهـــوَى مصـــاحبةَ اللئامِ الغُفّـــل
يحمـــى حمـــى جيرانِـــه وحريمــه
بالمشــــرَفيَّةِ والرمـــاحِ الـــذُّبَّل
وخـــرائدٍ غيـــدٍ تجـــرُّ ذيولَهـــا
بيـن الوصـائفِ فـي الشـباب المقْبـل
مِــنْ كــلِّ لينـة القـوام مـتى يُعـا
يــنْ مشــْيَها عــودُ البَشـَامةِ يخجـلِ
مــن كــل بـاهرةِ الجمـال تصـيدُ أل
بــابَ الرجــالِ بنْبــل طــرفٍ أكحـلِ
كــانوا ملاذ اللائذيــن ومبلـغَ الـر
راجــى وغيْثـاً فـي الزمـان الممْحـل
قـــومٌ مقــالُهم الصــوابُ وقــدرُهُمْ
يعلــو علــى هــامِ السـِّماك الأعـزل
هــم ســادةُ النــادى وحُمْـسُ رجـاله
وبــــدورُ ناشـــئةٍ الظلام الأليْـــل
وإذا تغلّـــقَ بـــابُ أمـــر مُشــْكِلٍ
كــانوا مفاتــحَ كــلِّ أمــرٍ مُشــْكِلِ
تركــوا المنـازلَ والصـواهلَ حولهـا
وتحوَّلـــــوا منهــــن أيَّ تحــــوُّلِ
أخـــذتهمُ أيـــدي المنيــة بغتــةً
مــا بيــن مُعْولــةٍ تنــوح ومُعْــولِ
ركبـوا الجنـائز بعـد ما ركبوا على
النُّــوق النَّجــائبِ والجمـال الـبزّلِ
وتبــدّلوا بعــد القصــور ضــرائحا
حُفـرتْ ببطـنِ البلْقـع القفـر الخلِـى
مُحِيَــــتْ ديـــارُهمُ بكـــل مُـــرَوَّحٍ
دانــى الرَّبـابِ مـن السـحائب مُثْقَـل
مســـــْحَنْفرٍ مُثْعنْجــــرٍ مُغْلَنْطِــــفٍ
هتـــانِ محلـــول النطــاق مجَلْجِــل
وغـدتْ تجـرُّ الـذيلَ فـي عرصاتها الر
ريــحُ الـدّبورُ مـعَ الصـبا والشـمْأل
وغـــدت مرابُعهــا مراتــع للظِّبــا
والناعقـــاتِ وكـــلِّ ثـــور أَيِّـــلِ
تبّـــتْ يـــدُ الأيـــام إن صــروفَها
كــدَرُ الكــرامِ وصــفوُ عيـشِ الـرُّذّلِ
إنْ أضــحكتْ أبكــتْ وإنْ هــي عاهـدتْ
نقَضـــَتْ وإن عزمـــتْ فِعــالا تفعــلِ
لــم تثْــن عزمتَهـا إذا هـي أبرمَـتْ
مِــن رأيهــا أمــراً ولا هـي تـأتلي
كــم أترفَـتْ هـذى الـدُّنا مـن معشـر
فغــدوا رِهــان ترابهــا والجنــدلِ
أكلـوا المُـرارَ خلافَ حلـوِ العيس وارْ
تشــفوا الســِّمامَ خلافَ شـرب السلسـلِ
فحياتنــا حصــلت علـى خَطَـرٍ مـن ال
خطــب الجليــل وكــل أمــرٍ مُعْصــل
والعمـــر ليـــلٌ دامــسٌ لكــن إذا
لاح الصـــباح لــه وشــيكا ينجلــى
يــا أيهــا النوْمــان قـمْ متيقِّظـا
وانظــرْ هُــديتَ بعيـن عقلِـك واعقِـل
واجعـــل كأنـــك صـــائمٌ متوضـــِّئ
ويكــون شــغلك ذكـرُ خالقـك العَلِـى
فــالربُّ إِنْ تعبــدْه يغفـر كـلَّ ذنْـبٍ
عنــك وهــو بكــلِّ مــا يـدْعى صـَلِى
وإذا أردتَ زيــادة فــي الــوعظِ دع
كــذِباً يقــال وخــذ صـِواني واعـدلِ
أيــن الــذي كـانوا ملوكـا قبلنـا
والأنبيـــاءُ وكـــل مقتصـــدٍ وَلــى
أيــن الجبــابرةُ الفراعنــةُ الـذي
ملكــوا وقــائد كــلِّ مجْــر هيْضــل
ساموا الورى سوء العذاب وصيروا ال
أطفــــال بيـــن مذَبَّـــجٍ ومُقَتَّـــل
غَـــرُّوا أراذلَهــم وقــالوا إننــا
أربـــابَكم دون الوهـــوبِ المفْضــِل
نزلـــتْ عليهــم بالعــذاب نــوازلٌ
فاســــْتَنْزَلَتْهم آخــــراً مـــعْ أوَّلِ
صـــاحتْ شـــَعوبٌ فيهـــمُ فســـقتهمُ
بعــد النميــر أمــرَّ طعـم المنهـل
ســكنوا الـثرى حـتى يصـيرَ مصـيرُهم
منـــه إلــى درْكِ الجحيــم الأســفل
قُرِنـــوا بكـــل منـــافق مــأْكولُه
مـــالٌ أُصـــيبَ بظلــم كــلِّ مضــلِّل
يهــوى بقعْــر النــار بيــن مصـلّب
فيهـــا وبيـــن مكَبْكِـــبٍ ومكبّـــل
إن صــاح مــن عطَــشٍ أُثيــبَ بمشـرب
كالمُهــل يغْلِــى مثـل غلْـىِ المِرْجِـل
إنــي أعــوذ بخــالق الأشــياء مِـنْ
شـــرِّ الأبالســةِ الخبــاث المأكــلِ
مِــنْ كــلِّ مــالئ بطنـه مـن سـحتها
شــرِهٍ علــى أكــل الحــرامِ معــوِّل
مِـــنْ كــلِّ ذي طمــعٍ مُــداجٍ ظــالمٍ
بيــــن الأنـــامِ محـــرِّمٍ ومحلِّـــلِ
كــم بيــن هـذا والـذي يحيـا علـى
ديـــن النــبي الهاشــميِّ المرســل
صــلى عليــه اللــه مــعْ أصــحابه
مـــا قـــام كـــل مكبِّــر ومهلِّــلِ
راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني.شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات.وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.