
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زمـانُ التصـابي يا مواصلتي مضَى
وأصــبحتُ منــه بالمشـيب معوَّضـا
فـإنْ تصـلبني لـم أحِـدْ لـك بغتةً
ولو نلتُ منك الحب بالسخط والرضى
ولســتُ أبـالي إنْ هجرتـك بعـدما
غـدتْ ليلـتي صـبحاً وجسـمي مُمرَّضا
ومـا ذكرُ ما يحظَى به المرءُ نافعٌ
إذا اجْتاحه البينُ المشَتَّتُ وانقضى
فـإن تعتُـبى فـالوعظ أحكـمُ حاكم
ألسـنا مماليـك المقـدَّر والقضـا
فلا تسـألي هـلْ صـار حبـك باقبـا
لـدى مهجـتي أم صـار مـاءً مغيَّضا
ولكـن دعينـي بعـد ما شاب عارضي
إذا لـم أكـنْ خِلاًّ فلـم أك مُبغضـا
نضـا من قذالى الدهرُ ثوبَ شبيبتي
وعمّمنـي ثوبـا مـن الشـيب أبيضا
فلــم تــزل الأيـامُ تبْـتزُّ قـوَّتي
وتُنقصــُني حــتى أمــوتَ وأُقْبضـا
فمـا كـان حـالي أن توسـَّدت سِلْمة
وأُودعْــتُ لحــداً ضــيِّقا متقبِّضـا
وصـاحبتُ فيـه الـدودَ مـعْ حشَراتِه
وجـاورْت تحـت الـترب صـِلاًّ مُنضْنِضا
وما إنْ أبالي بعد ما أسكنُ الثرى
أَحِــبٌّ رثــى لـي أم عـدوٌّ تبغَّضـا
ولســتُ بمســموعٍ ولســت بســامعٍ
ولــم أسـتطيعنَّ النهـوض فأنهضـا
ومــا هــي إلا ليلـة إثْـر ليلـةٍ
ويـوم إلـى يـوم بـه الأمر يُقتضى
عِشــارٌ تَـرى مـنْ ولـدهن عجائبـاً
فلا تــكُ غِــرّاً للجفــون مُغمِّضــا
يُعِشـْن الـذي يحيـا عليهـنَّ غافلا
ويُسـْكِنَّ مـن يُودَى ثرى بلقع الفضا
إلـى أنْ تـراه بعـد يـومٍ وليلـةٍ
نبيلــة كلــبٍ أو كنيفـاً مُبيَّضـا
ومـن بعـد هـذا موقـفٌ لـو علمتَه
لغيَّضــْتَ مــاء المحجريْـن نغيُّضـا
عظيـمٌ تـرى الولـدانَ شِيباً لهوله
فلا تـكُ بـا مغـرورُ للـرأس مُنْغِضا
ونـارٌ تلظّـى بقصـر الوصـفُ دونها
لأهـل الشـّقا صـارتْ مِهادا ومرْبضا
بهـا يُسـحبُ العاصـي على حُرِّ وجهه
فيـا ويـلَ مـن ضلَّ السبيلَ وأَعْرضا
فطــوراً يُــرى مسْتسـلماً لعقـاربٍ
وطــوراً بأنيـاب الأفـاعي مُعضّضـا
وطـوراً بهـا يُسـقى الحميمَ وتارةً
يكــون بمقمــاع الحديـد مُرَضّضـا
فلا هـــو حــي يتّقــي لفحاتِهــا
ولا هــو ميْــتٌ يسـتريح إذا قضـى
فقـل للـذي يـؤذى الأنـام بكـبره
فمـا كِبْـر من قد صار روْثاً مُفَضّضا
وقـد صـار تنتـاش الذبابـة طرحه
وطــوراً تراعــى شـاربْيه تعرُّضـا
تعَجَّبْـتُ مـا لـي مـا بـذلتُ نصيحةً
لــذى الجهـلِ إلا عابهـا وتقبَّضـا
ومـا أَسـْمَعت نفسـي الجهول مقالةً
مـن الـوعظ إلا سـار عنـيَ مُعرضـا
فلا تطلبــنَّ الــوُد مــن متملــقٍ
ولا تحســبنَّ الـدين ثوبـاً محرَّضـا
وكـن لازمـاً تقـوى الإلـه وكـنْ له
مُطيعــاً إليــه كـلَّ أمـرٍ مُفَوِّضـا
فـإن تتَّـقِ الرحمـنَ يحْطُـطْ بفضـله
ورحمتِـــه وزراً لظهــرك مُنْقِضــا
ويــدخلْك جنـاتٍ النعيـمِ مُرافقـاً
نـبيَّ الهـدى والصحْبَ معْ كل مُرْتضى
ولـو يـدري مـا وصْف الجِنان مُفَكرٌ
لســارع فيهــا لا عـدمتُك مُوفضـا
لـك الخيـرُ فيهـا ما تَلذ عيونُهم
ومـا يُشـْتهَي فيهـا وما هو يُرْتضى
ففيهــا قصـور مـن لجْيـن وزُخـرُفٍ
تـرى الحـورَ فيهـا قاعداتٍ ورُوَّضا
وأشـجارُها الرمَّـان والكرم والأشا
وطمـح وسـدْرٌ لا مـن البان والغضا
وأنهارهــا شــهدٌ ومحــضٌ وقرْقـفٌ
ومــاءٌ نميـرٌ لـم تجـدْه مُعْرمِضـا
بهـا خـدم يسـعى إليـك بكـل مـا
أردتَ فتلقـــاه لـــديك مُعرَّضــا
فمـن لحـم أطيـارٍ ومـن كـل طيِّـبٍ
وأقــداح مشــروبٍ تراهــنَّ فُيَّضـَا
تقـول لـك الولدانُ كلْ يا ولىَّ مَنْ
هداك ومن لا يظلم الناسَ في القضا
بهـا بطـأُ الماشـون فـوقَ نمـارقٍ
ولـم يطئُوا تُربا من الشمس أرمضا
وليــس بهــا بــردٌ مُضـِرٌّ ولا أذىً
ولاهـا لهـا بـرقٌ من الخوف أوْمضا
أعِــدَّتْ لعبــد تـابَ للـه مخلصـا
وأصــبح فــوهِ بالصـوابِ مُمَضْمَضـا
إلـى مثلهـا سـارعْ وكنْ ذا عزيمةٍ
كمنْصـَلتٍ ماضـى الغراريْـن مُنتَضـَى
راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني.شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات.وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.