
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَضـِيبٌ نَضـا مـن مُقْلَتَيِـهْ قَضـِيبا
فأَصــْمي وأَدْمَـي أَعْيُنـا وقُلوبـا
إذا نَــدَبَتْهُ نَظْـرةُ منـه غـادَرَتْ
مَضــارِبُهُ تحــت الضـلوع نُـدوبا
فمــا لاحَ غَـرْب منـه إِلا وأَفْرَغَـتْ
جُفــونُ عيـون النـاظرين غُروبـا
جَلاهُ علــىَّ اللَّحْـظُ أَبْيَـضَ صـافِياً
فمــا عـادَ إِلا بالـدِّماءِ خَضـِيبا
وأَطلُـبُ شَمْسـاً تحـت ليـلٍ فبادَرَتْ
مُحاولــةً شــمسُ النهـار غُروبـا
يُــوَدِّعُني بـاللَّحْظِ سـِرّاً مُراقبـا
علـى اللفـظ منـه كاشِحاً ورقِيبا
وقـد شـَرقَتْ عَيْنـاهُ بالدَّمْعِ لكنه
حِــذاراً وأَبْــدَي لَوْعَـةً ونَحِيبـا
ولـم يسـتطع رَدّا لِسـاني وإِنَّمـا
دَعـا مـن دُمـوعِ المُقْلَتَيْن مُجِيبا
بنفسـيَ مَـنْ اُلْبْسـتُ ثوب اشتياقه
وغـودِرْتُ مـن ثـوبِ العَزاءِ سَليبا
ومـن كلمـا كَـررْتُ ذِكْـراه شـَقَّقتْ
يَـدُ الوَجْـدِ مـن قُمْصِ السُّلُوِّجيوبا
زَمَمْـت رِكـابي عنه للَبينِ لم يخُنْ
ودادي ولا أَســْدَي إلــىَّ ذُنوبــا
وودَّعْتُــه والوجْــدُ حَشـْوُ ضـُلوعه
حزينـاً لَـبيْني يـومَ جَـدَّ كَئِيبـا
يُخـالِفُ بين الراحَتَيْن على الحَشَي
ويشـكوا اسـتعاراً حَشْوَها ولَهِيبا
وقـال وقـد جَـدَّ الفِـراقُ وقَلْبُـهُ
يُرَجَّـعُ مـا بيـن الفـؤاد وَجِيبـا
تَـق اللـه فـي نَفْـسِ أُمِجَّ فؤادُها
مَخافَــةَ تفريِـق النِّـوَي وأُذِيبـا
فقُلـتُ ولـم أَملـك سـَوابِقَ عَبْـرَةٍ
غـدا مُعْلِمـاً وجْـدي بهـا ومُهيبا
أَمــا وأَبـي لـولا طِلابَـي للعُلَـى
لَمـا كُنْـتُ يومـاً للفِـراق طَلُوبا
ولكنَّـه إِن كُنْـتُ حـزْت مـن الحَشَى
نصـيباً فقـد حـازَتْ كـذاك نَصِيبا
أَأَعْصـِيك أَم أَعْصـى العُلى وكِلاكما
لـه عقـد قلـبي مُـوثراً وحَبيبـا
علـى أَنَّهـا لـي منـك أَقدَمُ صحْبَةً
وأَقـدمُ فـي ظَهْـرِ الـوِدادِ رُكوبا
ســأطْلُبُها إِمّــا بأَرضـيَ قاطِنـاً
وإِمّـا طريـداً فـي البلاد غريبـا
وأَرْقـى إليهـا في سلاليمَ لم تكن
ليجعــــــل ذابِلا وقَضــــــِيبا
وأَصـْدَعُ قَلْـب الـدَّهْر إِن أُعْطَ مُدَّةً
مـن الـدهر صـَدْعا لا يَلُـمُّ رغِيبا
خَلِيلَــيَّ إِنَّــي رَهْــنُ هَـمٍّ وهِمَّـة
بمائِهمــا سـِيطَ الفـؤادُ وشـِيبا
دعــاني فإِمّـا أَنْ أُصـابَ فراحَـةٌ
ومــوتٌ وإِمّــا أَنْ أَكـون مُصـِيبا
إلى كم تقاضاني العوالي دُيونَها
ويُكثِـرْنَ فـي مَطْلـي لهـنّ عُتوبـا
ويرجــع ظَـنُّ السـيف فـيَّ مخّيَّبـاً
ولــم يَـك ظَـنٌّ كُـنَّ بـي لِيَخِيبـا
أَيـذهب عمـري لـم أَنَل فيه راحَةً
ولــم أَســتفد إِلا عَنـاً ولُغوبـا
ولـم أَجْلِبِ الخَيْلَ العِتاقَ حَوامِلا
شــباباً يُـرَوّونَ الرِّمـاحَ وشـِيبا
ولـم أَشـْفِ مـن أَرض العدوّ بِغارَة
غليلا ولـم أَجْـرِ الـدِّماءَ صـَبيبا
ولـم أَكـس أَرجاءَ الفضاء جماجما
يضــيق بهــا مبســوطةً وتريبـا
ولـم أَمْـلَ ما بين العَقيِق وأَحْورَ
نــوائبَ يبقــى ذِكْرُهـا وخطوبـا
ولـولا رَجائي في اعتقاديَ لم يَكُنْ
تُلَيِّــنُ مـن عَـوْدي الأَكُـفُّ نَصـِيبا
وإِنِّـي بـه يومـاً من الدهر مُدْرِكٌ
نَــوالا وأَرجـو أَنْ يكـون قَريبـا
كمـا لم يَكُنْ سَهْمُ الذي أَنا طالِبٌ
بــه لَــي إِلا فـي رِضـاه مُصـِيبا
لَحُطَّـتْ سـُروجي فـي ظهـور ضـَوامِرٍ
مـن الخيـل يحسبن النَّجِيعَ ضَريبا
وشــُدَّتْ لمصـرٍ والعـراق وغيرِهـا
رِكــابي تُفَــري أَمْعـزاً وسـُهوبا
فـإِنْ أَلْـفَ عنـد المسلمين إِجابةً
لصـَوْتَي تجلـو عـن حَشـايَ كُروبـا
وإلا فبــالروم انتصـرتُ وبينهـم
تنصــّرتُ طَوْعــاً واتَّخـذتُ صـلِيبا
لأَشـعبَ طَوْعـاً فـي فـوادي طـائراً
تَشــَعَّبَ لـو أَلْفـي هنـاك شـُعوبا
ولكــنّ آمــالي حَلَلْــنَ بســوحة
مَحَلاًّ مَنِيــعَ الجــانِبَيْن مَهيبــا
وقــامَ لِســانُ الأَربعيـن بفَضـْلِهِ
ومـا فيـه مـن حُسْن الخِلالِ خَطِيبا
أَمالكنــا إِنَّ القــوافي سـَوائِرٌ
بمــا اســْتُودِعَتْهُ جَيْئَةً وذُهوبـا
فــإِنَّ فِعــالَ العـالمين كـواكبٌ
صـُعوداً تُـرَى فـي جَوِّهـا وصـُبوبا
وإِنَّ المعـالي جـوهرٌ أَنـت سـِلْكُهُ
وَرِئْنَ حَصـــاها حاشــِد وغَرِيبــا
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه:دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر ، واختلف مع أخيه الأكبر ( أحمد ) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.