
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنِّــي لأَعلــم لا أزال معلِّمــاً
ومبصـِّراً مـا دمـتُ فـي الأحياءِ
فأنـا النَّصيح فمن يَرُدُّ نصيحتي
فأعُـــدُّهُ حقّـــاً مــن الجُهلاءِ
فأنـا الـذي عايَشْتُ دهري لابساً
سـبعين عامـاً في ذُرَى الحُكماءِ
مـن شـاءَ منكم أن يُعَمَّرَ سالماً
مــن خُطّـةٍ يُبْلَـى بهـا شـنعاءِ
فليأتني فأنا ابن نجدتها ولم
يـأْنَفْ وَيْنـأَ الحـقُّ مـن آرائى
مـن شـَكَّ في نُصْحي يخالفْ حكمتي
ونصـــيحتي فــي نِقمــةٍ وبلاءِ
لا يُبتَغَــي التزويـج للغُرَبـاء
فـي دار غُرْبتهـم مـن البُعَداءِ
إلا إذا شــاءَ انتقـالا دائمـاً
وأصــابة شــَرٌّ مــن القُرَبـاءِ
وأراد قطـــع بلاده وعيـــاله
مـا عـاشَ فـي السَّرَّاء والضّرَّاءِ
كيـف السـَّبيل إذا أراد تنقُّلا
مـن دار غُرْبتـه إلـى القُرَباءِ
يُفنــى تنقُّلُــه دراهــم جَمَّـةً
فـانظُر وكـن فَهْماً من البُلَغاءِ
وإذا خليلَتُـه أبَـتْ عـن رأيـهِ
نـزلَ الشـِّقاقُ وحـان كـل شقاءِ
مَـن رأى رأيـاً واسـتبدَّ برأيه
زلّـــت بـــه قـــدماه لِلأّواءِ
قــالَ الإلــهُ مقالــةً لنـبيِّه
شــاوِرْهمُ فــي الأمـر للإبـداءِ
وهو الذي أعلى الوَرَى عقلا ولم
يــأْنف وشـاورهم بغيـر مِـرَاءِ
غـادرت قلـبي والهـاً في حيرةٍ
مـا ذُقْـتُ ذلـك فـي صَباً وصَباءِ
وتركْتَنــي فـي مَهْمَـهٍ ومجاهـلٍ
متحيِّــراً فــي ليلــةٍ ظلمـاءِ
لــو أن رأْيـاً ولـى بـك قُـوَّةٌ
لَشـَفيت صـدرى فـي بلوغ مُنائى
لكـنَّ لـي حِلْمـاً يُسـَكِّنُ لوعـتي
بنصـــيحةٍ وبحكمـــةٍ وذكــاءٍ
مـن لا يريـدك لا تُـرِد تزويجـه
أبـداً وإن يـك أقـرب القُرَباءِ
وإذا أردتَ مـن النِّسـاءِ خريدةً
فـأنظر إليهـا نظـرة الحُكماءِ
لا تنظـرنَّ محرَّمـاً منهمـا ولـو
ظُفـراً فلـم يصـلح مع الفُقَهاءِ
فـإذا وجَـدْتَ لها بقلبك موضِعاً
أقــدم إلـى تزويجهـا برجـاءِ
واخـتر لولـدك صـاح أمَّـا حُرَّةً
آباؤهــا مــن ســادةٍ صـُلَحاءِ
وكــذلك الأُمَّــاتُ والخـالاتُ لا
تُسـْقِط ميارفهـا مـع البُعَـداءِ
فــالعِرْقُ دَسـَّاسٌ لقـول نبيِّنـا
لا تغتَــرَّ بالغــادةِ الحسـناءِ
فلعـلَّ تحـت الحُسـن قُبح طبائع
تَســقيك سـُمَّا ناقِعـاً بالمـاءِ
لـم تلـق في دُنياكَ أعظم فَرْحَةً
ومســَرَّةً مــن زوجــةٍ حســناءِ
حسـناءِ وجـهٍ ثـم حُسـن شـمائل
تُصــْفيك وُدّاً مـن سـَناً وسـَناءِ
إيِّــاك والحسـن المفـرِّط إنـه
مَرْعَـى العُيـون وغايـة اللأّواءِ
واحـذر مقابـح أوجُـه لا تَبْغِها
فهــي القَـذَى للهِمَّـةِ الجمَّـاءِ
واحـذر مقارنـة الثقيـل فإنه
داءُ العقــول ومِحْنــة العُقلاءِ
إيَّـاك والحمقـى فلا تَسـْلُك لها
طُرُقـاً فمـن في الشَّرِّ كالحمقاءِ
فــالحمق داءٌ لا دواءَ لبُــرْئه
أبــداً ولــو دُووِى بكـل دواءِ
ومـن المحال رضَى الجميع فإنه
داءٌ عُضــالٌ صـار فـي الإعيـاءِ
إن كنــتَ تبغـي راحـةً وفلاحـةً
فــاقنع بواحـدةٍ تَعِـشْ برجـاءِ
عِـشْ واحـدا عَزِبـاً ولا تجمعُهما
إن كنــتَ صـاحب فِطنـة وذكـاءِ
لا تلبثـنْ يومـاً بغيـر حليلـة
إن العُزوبــة حِرْفَـةُ الغوغـاءِ
قــالَ النـبيُّ فشـَرُّكُم عُزَّابكـم
وخيــاركم مــن يقتفـى آرائى
وعليكـمُ قُـرْبُ الصـِّغار فإنهـا
نِعْـمُ الضـَّجيعُ وراحَـةُ الحَوْباءِ
هـي أطيبُ النِّسوان أفواها بلا
شــكٍّ وأحســنها بغيــر مِـرَاءِ
فافهم فَهِمْتَ مقالتي فأنا الذي
بالنُّصـح يرجـو الخيـر للأبناءِ
فـاللّهَ أسـألُه بـأن يُنْجيك من
هـذي الشـدائد غَـدْوَتي ومسائي
وعليـك مـن أخويـك ألـف تحيَّة
مــا لاحَ بـرق فـي عُلُـوِّ سـماءِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.